نشيطة، تملأ المكان بحركتها، وحين تتحدث فإنها تغريك بسماع أفكارها حتى أنك تنسى مرور الوقت معها لما تحمل في رأسها من حياة وصخب، وحين تلتقيها ستدرك أن ألوان البادية التي تنتمي إليها لم تعكس غموضها على وجهها فقط، وإنما عكستها سحراً على روحها، وآرائها.

  • مواليد ريف حماه / الحمرا /1977/م- تحمل إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق- دبلوم دراسات عليا / فلسفة.
  • خلال اللقاء تحدثت عن كل ما أرادت نقله إلينا عن كتابها وأخبرتنا أنها حين بدأت العمل فيه كانت ماتزال في مراحل دراستها الجامعية حيث درست علم الفلسفة التي علمتها فن طرح الأسئلة كما تقول. ثم أضافت: "يمكنك أن تقولي أنني وقعت في غواية معرفة نفسي. فالأدب بجوهره أسئلة. أنا كائنة مولعة بالاستفهامات حولي ومليئة بالفضول، أردت اكتشاف نفسي عبر الكتابة، فالكتابة هي شهوة أصيلة تجاه معرفة أنفسنا.

    البوح فضيلة نتعلمها من رفقة الكتب، لا أروع من شريعة الاعترافات التي تتيحها لنا الكتابة حيث بياض الصفحة يغوي بتدوين شتى انفعالاتنا: هزائمنا, انتصاراتنا, رغائبنا, حبنا, كرهنا, وحتى انتقامنا . .! ".

    ورواية"معشوقة الشمس" كانت عملهاالأدبي الأول، وهي تعتبرها بمثابة التمرين الأول،حيث كتبت فيما بعد ماهو أكمل منها تقنيا و فنيا. وهي في الحقيقة كانت تتمنى لو أننا نشرنا لها روايتها الثانية "بنات نعش" لأنها تعتقد أنها لو أعادت كتابة"معشوقة الشمس" مرة أخرى لاختلفت النتيجة تماما! تقول: إن معظم أعمالها طبعتها على نفقتها الخاصة لأنها ترى عموماً أن وضع دور النشر ليس فيه ما يرضي أو يبشر بالترويج للأدب فكتب الأدب لا يعدها الناشرون كتب جذابة ويعتبرونها لا تبيع مثل بقية الكتب.

    وبرأيها أنه يمكن لأي كتاب عن الأبراج أو التبصير أن يجد دار نشر تطبعه لأن أصحاب هذه الدور اعتادوا الربح السهل والسريع والمراهنة على جيوب أصحابها لأن معظمهم لا يعنيهم أن يقرأوا الأدب. أما التوزيع فحاله أكثر من سيء،وأضافت: لاتوجد مؤسسات كبرى قادرة على التسويق على نطاق واسع لأسباب كثيرة يمكنك أن تسألي أصحاب دور النشر وسوف تجدين كيف أن أجوبتهم تتباين وتختلف كثيرًا.

    بعد ذلك تحدثت عن أثر البيئة التي ساعدتها على الرغبة في الكتابة فقالت: "كوني من أسرة تنحدر من أصول عشائرية من بادية حماة ذلك أثر بذاكرتي، أي لدي ذاكرة ذات شقين: واحد حضري وآخر بدوي صحراوي. ببساطة امتلكت ذاكرة غنية, سخية, سأظل ممتنة للظروف التي أتاحت لطفلة تعيش في دمشق لكن أقضي إجازاتي في البادية، لا أظن أنه كان يمكن لي أن أقتني كل ما لدي من ثراء بصري وسمعي لولا البادية ومحيطي اليومي الذي بامكاني وصفه بالغريب والاستثنائي وحتمًا الجميل". الكاتبة تعمل على مشروع روائي جديد وفق منطق "الكتابة الملهمة" وقصدت بذلك أنها تكتب حين تدعوها الورقة البيضاء لملئها. وهي تعتبر أن هذا العمل بعيد كل البعد عن أعمالها السابقة، أي لايشبه أي شيء كتبَتْه.

    في آخر اللقاء قالت: " أتمنى أن يأتي يوم أرى فيه الكتاب قريب من الناس أكثر، فالعرب عمومًا معروف عنهم أنهم ليسوا من الشعوب "القارئة" أو حتى يمكن أن يعنيهم ذلك. بينما في أوروبة مثلا فإن الكتاب رفيق شبه يومي للكبار والصغار وسؤال مثل ما هو آخر كتاب قرأته هو سؤال متداول مثل : كيف حالك؟ حين يأتي يوم ونرى الناس وقد أصبحوا مهتمين بالقراءة فإن ذلك حتما يعني أن كتبنا سوف تأخذ دورها وتصل إلى كل القراء".

    من الجدير بالذكر أن للكاتبة لينا الهويان الحسن عدد من المؤلفات:

  • معشوقة الشمس / دار طلاس /2000/

  • التروس القرمزية / دار الشموس /2003/

  • مرآة الصحراء / كتاب توثيقي / دار الشمعة- التفاحة السوداء /دار الشموس /2004/- آنا كارنينا - تفاحة الحلم -

  • بنات نعش / دار شهرزاد الشام / 2005/