ورث عن والده حرفة التنجيد العربي؛ من فرش ووسائد ولحف برسومها المتنوعة، حتى غطى حاجة منطقة "سلمية" وريفها سنوات طويلة، ولم يتوقف عن العمل حتى الآن.

كانت بداية دخول حرفة التنجيد إلى عائلة "محمد عبد الحي" من جده بائع الصوف، عندما كان الصوف المتوفر بكثرة المصدر الرئيسي لصناعة أثاث البيوت، ثم عمل والده على تعلّم التنجيد العربي، وأخذ "محمد" يرافقه مذ كان في الثامنة من عمره، وعن ذلك يقول لـ"مدوّنة وطن": «كنت أجهز له الإبر بخيط قطني متين ليقوم بخياطة وتنجيد اللحف والفرش والوسائد والمجالس العربية، والتي كانت منتشرة في ريف المحافظة وبعض البيوت في المدينة كالمضافات، تعلمت الخياطة والتنجيد مع حرصي على متابعة دروسي حتى (البكالوريا)، وبعد إنهاء خدمة العلم عدت لمساعدة أبي بعد وفاة أخي الذي كان عوناً له، وتعلمت تنجيد كل رسوم اللحف (كالناعورة، والبركة، والبقجة، والمهاوي)، فكنت أنجز لحافين باليوم وكحد أقصى أربعة، حيث إن رسمة "الطاووس" من أصعب الرسوم فهي تحتاج لأربعة أيام لإنتاج قطعة واحدة، طبعاً لكل رسم سعر، وقديماً كانت تكلف القطعة 250 ليرة بينما الآن 13 ألف ليرة، أما الفرش فأنجدها في المنازل وحسب طلب الزبون وأكثرهم في الريف الشرقي لـ"سلمية" فالصوف يتوفر لديهم بكثرة ويصنعون أثاثهم من منتجاتهم ويتفاخرون بكثرتها في تجهيز العروس من فرش ولحف ووسائد».

أعرفه منذ عشر سنوات عندما قدمت لاستئجار محل يقع قبالة محله وهو شاب محترم، مواظب على عمله، أكثر زبائنه من ريف "سلمية" الشرقي، أذكر حين كانت السيارات المحملة بالصوف تقصده قبل بداية الأزمة ليقوم بتنجيده لحفاً وفرشاً ووسائد، أما الآن فقد قلّت المادة والطلب عليها، وبالتالي قلّ عمله

ويتابع عن مراحل عمله: «أقوم بندف الصوف أولاً على آلة صنعت منذ مئة عام وهي غير موجودة في "سورية" إلا في منطقتنا، ثم أخيط القماش بالشكل المطلوب، وأفرشه على الأرض وأوزع الصوف عليه ثم أدرجه كالبكرة، وأقلبه ليصبح على وجه القماش ثم أقوم بتصميم الرسم المناسب إذا كان لحافاً، أما الفرش فيكون لها خياطة على الأطراف لتظهر لها زوايا قائمة، كزوايا فراش الإسفنج الذي أصبح منافساً قوياً للصوف الذي يتم تصديره خارج القطر ما أدى لقلته في السوق وبالتالي إلى غلائه وقلة الطلب عليه بسبب تكلفة إنتاج القطعة منه، ومع ذلك لم يستغن الناس عنه».

لحاف برسم البحرة

ما زال "عبد الحي" يمارس عمل التنجيد حتى الآن ويحضّر بعض القطع ويعرضها في محله لحين الطلب وخاصة في الشتاء، سعياً منه للحفاظ على إرث أجداده.

ويحدثنا الحرفي "حسن زهرة" جار المنجد "محمد" قائلاً: «أعرفه مذ كان يرافق والده ويساعده في التنجيد، وبعد مرض والده ترك العمل ليتابعه "محمد"، هو نشيط وملتزم يأتي في الثامنة صباحاً ولا يخرج من المحل حتى ينهي عمله في الواحدة أو الثانية ظهراً ليعود إلى بيته في "حماة"، وقلما يحصل على استراحة، ينجد اللحف برسوم وألوان متنوعة وجميلة وينجد الفرش في بيوت زبائنه».

الحرفي حسن زهرة

الخياط "محمد السقا" يحدثنا عن الحرفي "محمد عبد الحي" قائلاً: «أعرفه منذ عشر سنوات عندما قدمت لاستئجار محل يقع قبالة محله وهو شاب محترم، مواظب على عمله، أكثر زبائنه من ريف "سلمية" الشرقي، أذكر حين كانت السيارات المحملة بالصوف تقصده قبل بداية الأزمة ليقوم بتنجيده لحفاً وفرشاً ووسائد، أما الآن فقد قلّت المادة والطلب عليها، وبالتالي قلّ عمله».

يذكر أنّ الحرفي المنجد "محمد عبد الحي" من مواليد "حماة" عام 1984، تم لقاؤه بتاريخ 18 تشرين الأول 2020.

آلة قديمة لندف الصوف