تعلّق بهذه المهنة منذ الصغر، وتعلّم مع الزمن كل ما يتعلق بها، وتحوّل إلى حائكٍ متقنٍ لعمله في محله الخاص، مجنداً وقته لكي يحافظ على مهنة الحياكة على النول.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 11 آب 2020 التقت "مصطفى عسكر" ليتحدث عن بداياته مع العمل فقال: «أعمل في هذه المهنة منذ كنت بالـ15 من عمري، لأنها كانت المهنة الأفضل في تلك الفترة من الزمن، ومنتشرة بشكل كبير، حيث كان أهل "حماة" يتقنون صناعة العباءات، ثم أخذوا يتفننون بصناعتهم، ويرسمون على النول بالمكوك، ويطرزون بخيوط فضية وذهبية».

أكثر القطع تعباً في العمل لا يتجاوز وقت إنجازها أربع ساعات رغم دقة صناعتها، ولكن أخاف من انقراض هذه المهنة مع مرور الوقت لأن جيل الشباب يعتمد على الآلات والمكنات وليس لديه الجلد لينجز القطع على النول الخشبي

يتابع عن آلة النول: «النول أو المنسج يتكون أساساً من أجزاء يمكن بواسطتها أن تتعاشق مجموعتا (السدى واللحمة) لتكوين المنسوج، فالنول يتكون: من مسند خلفي، ومسند الصدر، و(الدرا)، بالإضافة لبكرتين يلف عليهما حبل لتأمين الحركة المتعاكسة لهما، وهناك الدواسات التي تشكل مع البكرات آلية فتح النفس البسيطة، بالإضافة للنير والمشابك لفصل خيوط (السدى)، ولدينا أيضاً المشط والمكوك».

النول التقليدي

أما عن الخيوط المستخدمة، فيتابع: «تعدُّ النباتات الطبيعية هي المصدر الأساسي والرئيسي للنسيج، وقد اعتمد عليه الإنسان كأول وسيلة لصناعة النسيج، ويعدُّ القطن النبات الأكثر استخداماً في هذه الصناعة، وذلك لأنّ الألياف الخاصة به تقوم بإنتاج أنسجة ذات كفاءة عالية، كما يتم استخدام الكتان أيضاً في صناعة النسيج، وهو أكثر متانة من القطن، ويمتاز بقدرته على الحفاظ على تصميمه لفترة زمنية كبيرة، واليوم أستخدم خيوط قطنية صناعة محلية».

وعن القطع التي يقوم بصناعتها، وطريقة تسويقها يقول: «أقوم بصناعة برانس الحمام، والبشاكير، بالإضافة للمناشف الكبيرة وقطع السجاد الصغيرة، والتسويق يتم عن طريق شراء تجار من "حلب"، و"دمشق" لكميات كبيرة من هذه القطع، فأهل المدن الكبيرة ما زالوا يتمسكون بحبهم للقطع ذات الصناعة اليدوية، بالإضافة لتجار من "بغداد" يقومون بشراء كميات ضخمة تصل لآلاف القطع، فعمل سنة كاملة كان تجار مدينة "بغداد" يقومون بشرائه كاملاً، فأهل "العراق" ما زالوا يملكون العشق للقطع الدمشقية القديمة رغم غلاء سعرها في وقتنا الراهن، حيث القطعة تحافظ على رونقها لسنوات عديدة تصل لخمسين سنة».

جانب من الإنتاج

يتابع: «أكثر القطع تعباً في العمل لا يتجاوز وقت إنجازها أربع ساعات رغم دقة صناعتها، ولكن أخاف من انقراض هذه المهنة مع مرور الوقت لأن جيل الشباب يعتمد على الآلات والمكنات وليس لديه الجلد لينجز القطع على النول الخشبي».

يضيف "حسين دبيك" الذي يعمل في المهنة نفسها منذ أربعين سنة: «أتشارك مع "مصطفى عسكر" المهنة في محلات مجاورة لبعضها بسوق "المهن اليدوية" في ظل السعي للمحافظة على هذه المهن التراثية من الانقراض، ورغم أنني أملك المهنة نفسها فما زلت أجلس لساعات أراقب صبره على إنجاز القطعة بدقة عالية وخلال وقت زمني قصير دون ملل، فهو يعمل على إحياء هذه المهنة عبر تشجيع الشباب على ممارستها كهواية وحرفة.

مصطفى عسكر على النول

أنا أصنع السجاد بينما "مصطفى" يصنع جميع أنواع القطع التي تتطلب الحياكة على النول.

بالإضافة للتجار الذين يقصدونه لشراء كميات كبيرة من القطع، وما زال يقصده السياح العرب والأجانب حيث يتأملونه وهو يعمل بالإضافة لشراء المناشف، والبياضات».

يذكر أنّ "مصطفى عسكر" من مواليد مدينة "حماة" حي "جورة حوا" عام 1942.