منذُ أن ولدته أمه كان يشتمّ رائحةَ الخشب من ثياب أبيه النجار، وينظر له نظرةَ احترامٍ وكبرياء، فتحوّل مع الزمن إلى فنانٍ محترفٍ بأسلوبٍ خاصٍ لا يضاهيه أحدٌ بحرفيته الفنية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 21 أيلول 2019 التقت الفنان الحرفي "نور المعصراني" ليتحدث عن بداياته فقال: «منذُ سنوات طفولتي الأولى أعيش في عالم صناعة الخشب بسبب عمل والدي في هذه المهنة، وكان متاحاً لي أن أجرب العمل بأدوات بسيطة.

الخشب بالنسبة لي بمنزلة الذهب أو أثمن، لا أتخيل نفسي من دون خشب أو أدوات النجارة، والحفر فالخشب والنجارة جزء من روحي. صنعت كلّ أنواع الأثاث المنزلي، ولكن بطريقة فنية خاصة، حيث أدخلت روحاً للقطع وألواناً مختلفة، إضافةً للتحف الفنية والأشياء الخشبية التي تستخدم للعرض كذلك بطريقة غريبة وجديدة

كان لحبي الصناعات الخشبية بما تحتويه من أشكال وألوان دور كبير في تطور الموهبة من خلال ملاحظة التفاصيل الدقيقة، وفي مراحل لاحقة اعتمدت على صناعة الأعمال الخشبية بأسلوب خاص يظهر جمال الخشب».

من أعماله الخشبية الصغيرة

ويتابع عن طريقة تعامله مع الخشب، وكيف ينظر إليه: «أتعامل مع الخشب بشفافية عالية، وحسٍّ فنيٍّ وراقٍ، هكذا تربيت، فأنا الوحيد الذي ورثت عن أبي هذه الحرفة الجميلة، فهو كان ملهمي ومعلمي وقدوتي، حيث أتعامل مع الخشب ببساطة وشفافية عالية، وأصنع منه الأثاث المنزلي والتحف، وأبتكر أشياء قريبة من القلب، وأول من صنع دراجة هوائية من الخشب كنت قد صممتها ونفذتها كما قمت بتجريبها وقيادتها، وبعدها وضعتها في معرضي وكانت محط إعجاب كل من شاهدها، ودائماً النجار أو النحات أو أي شخص يتعامل مع منتجات الطبيعة يواجه مشاكل كبيرة كانت أو صغيرة، ولكن أعتقد أن الإنسان الناجح ممكن أن يخرج نفسه من أي مآزق كان».

وعن علاقته بالخشب والأشياء التي صنعها، يقول: «الخشب بالنسبة لي بمنزلة الذهب أو أثمن، لا أتخيل نفسي من دون خشب أو أدوات النجارة، والحفر فالخشب والنجارة جزء من روحي.

الدراجة الخشبية

صنعت كلّ أنواع الأثاث المنزلي، ولكن بطريقة فنية خاصة، حيث أدخلت روحاً للقطع وألواناً مختلفة، إضافةً للتحف الفنية والأشياء الخشبية التي تستخدم للعرض كذلك بطريقة غريبة وجديدة».

ويضيف " أحمد شنو" أحد الزبائن الذين اقتنوا من أعمال "المعصراني": «أقوم باقتناء معظم التحف والأثاث المنزلي المصنوع من الخشب من معرض "نور" الذي يعرض كلّ أعماله في معرض دائم يرتاده كثر من الزبائن الذين يفضلون الصناعة اليدوية المميزة، والجاذبة البعيدة عن التقليد، والتي تميزه عن النجارين العاملين في هذه الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى بعض الديكورات الخشبية ضمن المنازل.

مكتب وكرسي

"نور" أقرب إلى النموذج الفني من النجار، يملك هدوء البحر، ورقة النسيم، لديه ملكة فنية مميزة، ويسعى دائماً إلى تطوير عمله نحو الأفضل ليعطي صورة جمالية فنية متقنة. تجمعني معه صداقة جميلة أعتز بها لأنّه في المقام الأول إنسانٌ خلوقٌ، ولفتني في شخصيته صبره وجلده، وهذا يظهر من خلال النظر إلى معرضه الذي يقتني به أعماله، وإصراره في وضع بصمته الخاصة على أعماله، فهو عظيم الوفاء للخشب ولكل من عرفه».

يذكر أنّ "نور المعصراني" من مواليد مدينة "سلمية" 1978 يعمل في مجال النجارة، ولديه معرضه الخاص الذي يبيع به أعماله وهو أول من صنع دراجة هوائية من الخشب.