حبّه للطبيعة، وموهبته بمجال الأعمال اليدوية، مكّنا "يونس الحيلوني"، خلال مدة قصيرة من تسويق منتجاته في معظم المحافظات السورية بعد أن تفرّد بفكرته؛ وهي زراعة وتنسيق وتزيين نبات الزينة وخاصة "الصبار"، مستفيداً من توالف البيئة وتدويرها بطريقة فنية بسيطة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 4 تموز 2017، مع طالب الهندسة الزراعية "يونس حميد الحيلوني"، الذي أطلق مشروعه القائم على زراعة وتنسيق نباتات الزينة من توالف البيئة، مستفيداً من خبرته الأكاديمية وحبه لعالم النبات، وعن بداياته بهذا المجال قال: «منذ الصغر وأنا أهوى الاستفادة من مخلفات البيئة، مثل الأقمشة وعلب الكرتون والمعادن والأواني الزجاجية؛ وأقوم بتزيينها وإعادتها إلى الحياة من جديد، وأذكر أنني كنت أعمل على إذابة الشمع الأبيض وتلوينه بالحبر الأزرق أو الأحمر، ثم أضعه في قوالب مما هو متوفر عندي حسب المناسبة. قضيت معظم طفولتي متنقلاً بين النباتات البرية والمزروعة، فأنا ابن قرية جبلية تابعة إلى "مصياف" وتدعى "الحيلونة"، وتتميز بتنوع غطائي كبير وجميل، وعلاماتي بالشهادة الثانوية أهلتني لدخول كلية الهندسة الزراعية، فتعرّفت مختلف أنواع النباتات والورود، وتعمقت بدراستها وطرائق العناية بها، وأمور مهنية أخرى، ولم أجد أن ما أتلقاه غريب أو جامد، فعالم النبات ممتع وواسع، ومعروف عنه إن أعطيته الحب والاهتمام، أعطاك أضعاف ذلك».

بدأت المشاركة بثقافة إعادة التدوير من توالف البيئة، حيث عرض علي تدريب عدد من الأطفال واليافعين على هذا الفن، وتدريب عدد من الشباب لتعلم الأعمال اليدوية في مركز مدينة "جبلة"، وشاركت في عدة معارض، منها: معرض مدينة "بانياس"، الذي أقامه فريق "طيف التطوعي"، ومعرض في مدينة "اللاذقية" أقامه الحزب القومي السوري الاجتماعي

وعن إطلاق مشروعه الذي يجمع بين الهواية التي يحبها ودراسته الأكاديمية والخبرة التي يتلقاها من قبل أساتذته، قال: «كنت مدركاً أن المشروع الذي أعمل عليه لا بد أن يكون ضمن مجال دراستي، لأكون ملمّاً بأدق التفاصيل وأتمكن من التميز والتفرد. فكرة إطلاق مشروعي أتت بالمصادفة، إذ دعيت إلى حفلة عيد ميلاد لأحد أصدقائي، ومن عادتي أن أقدّم هدايا من أعمالي اليدوية، فقررت أن أهديه أصيصاً من نبات "صبار الزينة" الذي قمت بتزيينه وتنسيقه بحجارة وأصداف البحر، ولاقت هديتي إعجاب الحضور، وكنت أسمع عبارات المديح والتشجيع لزراعة المزيد وتزيينها؛ وهذا دفعني إلى نشر أعمالي ضمن عدد من الصفحات المعروفة والمشهورة، وحين لمست مدى التشجيع، قررت أن أنشئ صفحة خاصة بي، وهذه كانت أول خطوة بمجال العمل المهني، حيث بدأت أحقق انتشاراً واسعاً خلال مدة قصيرة جداً، تقارب الثمانية أشهر، وأعمالي مطلوبة ومنتشرة بمعظم المحافظات السورية».

أحواض بلاستيكية من توالف البيئة

وعن طريقة عمله، أضاف: «زراعة النبات تحتاج إلى خبرة واهتمام وحب، وهناك الكثيرون ممن يمارسون هواية زراعة نباتات الزينة، لكن ما ميز منتجاتي عما هو متوفر بالأسواق فكرة إعادة التدوير من توالف البيئة، وبما أنني أعرف مضارها التي يمكن أن تلحق بالطبيعة والبيئة إذا تمّ التخلص منها بطريقة خاطئة.

أجمع العلب الكرتونية والمعدنية والبلاستيكية بأحجام مختلفة، وأستخدم الأقمشة بأنواعها كافة، وخاصة الخيش، والخيطان، والإكسسوارات المختلفة، وحجارة البحر، وأنواعاً أخرى، وحالياً أدخلت الألوان والرسم إلى أعمالي، وأزينها ضمن رؤيتي الخاصة للمنتج، التي أستمدها من الطبيعة والبيئة التي عشت فيها، ولا بد أن يكون هناك انسجام بين شكل النبات والعمل الفني التزييني من ناحية الألوان والتشكيل، فالعين تتلقف العمل الجميل والمعبر، واخترت أن يكون نبات الزينة الصبار هويتي في السوق؛ لما يتمتع به من جمال المنظر، ولأنه مصدر للطاقة الإيجابية، والناس حالياً يميلون إلى اقتناء المنتجات التي لا تحتاج إلى عناية فائقة، والتي تقاوم عوامل الطبيعة، وبسبب حجمه الصغير يمكن وضعه في مكان العمل أو المنزل؛ وهذا ما جعله محط استقطاب الكثيرين».

مجموعة من أعماله

طالب الصيدلة "علي أحمد" المحب للفن، تحدث عن رأيه بأعمال "الحلبوني" بالقول: «أدركت أن "يونس" سيكون مميزاً بمجال زراعة النباتات، فهو محب للطبيعة، وموهبته بمجال الأعمال اليدوية تساعده على التميز وتعريف الناس بمنتجاته، وهذا ما حصل فعلاً؛ فمنتجاته تسوق ضمن مختلف المحافظات السورية، إضافة إلى أنه يبيع أعماله عبر صفحته الإلكترونية الخاصة، وبحكم أننا جيران فإنني مطلع على أعماله منذ الصغر، وخاصة الاستفادة من مخلفات البيئة، حيث كان يقتني الأواني الزجاجية المكسورة أو الفارغة، ويلونها ويستفيد من مختلف الأقمشة والإكسسوارات بمجال التزيين والتنسيق. دراسته في كلية الهندسة الزراعية بلورت أفكاره مهنياً، وساعدته على إظهار موهبته، فجمع بين الهواية والعمل التخصصي، واستطاع التميز على الصعيد المهني، وأعماله مطلوبة؛ لأنها مختلفة عما يتم تدواله في الأسواق، وكل ما يقوم بإنتاجه نابع من حسّه الجميل، وأنا معجب به، فهو شاب في مقتبل العمر، وتمكن من الاعتماد على نفسه ومساعدة أهله مادياً، علماً أنه لا يبحث عن الربح المادي؛ فأسعاره مقبولة. اقتنيت عدداً من أعماله، فوجود النبات في حياتك يساهم بصفاء الروح، فما بالك نبات مشغول بروح فنية جميلة».

وعن معارضه، أضاف "الحيلوني" بالقول: «بدأت المشاركة بثقافة إعادة التدوير من توالف البيئة، حيث عرض علي تدريب عدد من الأطفال واليافعين على هذا الفن، وتدريب عدد من الشباب لتعلم الأعمال اليدوية في مركز مدينة "جبلة"، وشاركت في عدة معارض، منها: معرض مدينة "بانياس"، الذي أقامه فريق "طيف التطوعي"، ومعرض في مدينة "اللاذقية" أقامه الحزب القومي السوري الاجتماعي».

من أعماله

يذكر أن "يونس الحيلوني" من مواليد قرية "الحيلونة"، عام 1996.