لكل امرئ من جهده نصيب، والحياة- كما يحلو للبعض تسميتها- فارغة بلا عمل، لا تقبل بهذا، فالعمل أياً كان هو قيمة الإنسان.

جولة قام بها موقع eSyria في "ريف حماة" للتعرف أكثر على أعمال اختارها أصحابها مصدر رزق لهم، فدخلنا قرية "سوحا" والتقينا السيد "عبد المحسن علي الجاسم" الذي وجد في توزيع نشارة الخشب للمداجن مصدر رزق له ولأطفاله الستة.

أشتري بضاعتي من "حماة" و"حلب"، وهي عبارة عن نشارة الخشب والتي تستخدم لفرشها في أرضية المداجن

عن عمله ومن أين يستورد بضاعته الأساسية قال: «أشتري بضاعتي من "حماة" و"حلب"، وهي عبارة عن نشارة الخشب والتي تستخدم لفرشها في أرضية المداجن».

"عبد المحسن الجاسم" الالتزام هو النجاح

ولكنه يتحدث عن سبب اختياره هذه التجارة، فقال: «أنا وجميع سكان قريتي كنا نعتمد على تربية الأغنام، لكن ومنذ سنين ونتيجة شح الأمطار وانحسار الغطاء النباتي الأخضر العشبي الذي ترعاه الأغنام بتنا في ضائقة مادية، فلجأ كل منا لإيجاد سبيل آخر في البحث عن عمل، وأنا اخترت هذا النوع من العمل، وهو يدر علينا دخلاً مقبولاً».

ويضيف: «في بداية الأمر وجدنا صعوبة بسبب عدم توافر رأس المال، فتوجهنا على غير عادتنا التي اعتدنا عليها سابقاً أن نجرب حظنا في التعامل مع البنوك، وهناك من أشار علينا أن نتجه إلى مؤسسة التمويل الصغير الموجودة في "سلمية" وهكذا وجدنا أنفسنا أمام مسؤولية هامة وهي العمل بجد لأمرين أحدهما تقديم مصداقيتنا للجهة التي دعمتنا وقدمت لنا المال الذي بدأنا فيه مشوار عمل أدخل الطمأنينة إلى البيت».

"الجاسم" وزوجته "روعة"

وحول تطور وضعه إلى الأفضل قال: «لقد استبدلت الدراجة غير الآمنة وغير العملية بسيارة جيدة، كما استطعت بناء مستودع صغير يمكن لي تخزين النشارة والفحم فيه، وبالتالي لا يحصل ركود أو انقطاع في البضاعة، وأخطط لبناء مستودع كبير وتوسيع أعمالي، وهذا طموحي».

تقول زوجته "روعة الجاسم": «الآن وضعنا أفضل، فبعد أن كنا في ضيق مادي أصبح لدينا دخل جيد مكننا من ترميم منزلنا والعمل على مشروع صغير لزراعة الزيتون في أرضنا الصغيرة».

"شادي المحمد" القروض ساعدتنا كثيراً

ثم انتقلنا إلى مكان آخر في نفس القرية لنتعرف على السيد "شادي علي المحمد" الذي يعمل في تجارة الخردوات، وجمع توالف البيئة من بلاستيك وحديد، يقول: «بسبب قلة المراعي وهجر الكثير منا لمهنة تربية الأغنام، بتنا في حاجة إلى عمل يوفر لنا دخلاً يقينا العوز، ورأيت أنا وأخي أن نعمل على تجميع الخردوات والتوالف من القرى المجاورة وبيعها للتجار، وبحثنا عن رأس مال نبدأ به فكانت وجهتنا "مؤسسة التمويل الصغير- الأولى" في سلمية، التي مدتنا بالمبلغ الذي استطعنا به البدء بعملنا هذا».

وأضاف: «اشترينا شاحنة ذات ثلاث عجلات، ثم تطور الأمر لنشتري شاحنة ثانية، ثم ثالثة، ثم اشترينا سيارة كبيرة، والحمد لله فقد وجدنا ضالتنا في هذا العمل، وبتنا غير معوزين».

الجدير ذكره أن هذه الجولة كانت في قرية "سوحا" على بعد 35 كم إلى الشرق من مدينة "سلمية"، و70 كم عن مركز محافظة "حماة".