تابع الخبراء في ندوة "اقتصاد المعرفة وتقانة المعلومات" محاضراتهم في قاعة المؤتمرات في فندق "آفاميا الشام" في اليوم الثاني والأخير من تلك الندوة، حيث تضمنت الجلسة الأخيرة أربع محاضرات كانت ختاماً ليومين من أفضل الندوات بحسب تعبير أغلب الحضور.

eSyria استحوذ على مقعد في هذه الجلسة التي بدأ محاضراتها الدكتور "عبد السلام زيدان" مدير مركز التوجيه المهني في "جامعة دمشق" والذي تحدث لنا موجزاً محاضرته في سطور فقال: «تقوم محاضرتي على توضيح الدور المهني والإرشاد الوظيفي كإحدى خدمات "جامعة دمشق" الحالية الهادفة إلى ربط الطلاب الخريجين بسوق العمل من خلال التوعية والإرشاد والتعريف بمتطلباته من خلال تقديم برامج تدريبية لرفع المهارات المطلوبة لسوق العمل مثل مهارات التواصل والعمل الجماعي إضافة إلى مهارات التفاوض والتقديم والإلقاء».

ندوات كهذه تساهم في نشر الوعي العام نتيجة لأهمية المواضيع التي طرحت خلالها، وأتمنى أن تعمم على جميع المحافظات

كل هذا الكلام كان لا بد من تجسيده بشكل واقعي وعملي وهذا ما أوضحه الدكتور "زيدان" حين قال: «نتيجة لما سبق تم إحداث مركز التوجيه المهني في "جامعة دمشق" بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهذا المركز هو مثال لا بد من طرحه في المحاضرة نظراً لدوره في رفع اقتصاد المعرفة».

د."عبد السلام زيدان"

وأضاف الدكتور "زيدان" رأيه حول هذه الندوة فقال: «ما أعجبني فيها هو أنها تطرقت لمحاور سهلة وأضافت أفكاراً جديدة، وحتى الأفكار المتفق عليها فإنه تم توضيح آليات لتنفيذها».

المحاضرة الثانية كانت للأستاذ "حسين الإبراهيم" أمين سر الفريق الوطني للمحتوى الرقمي العربي والتي كان موضوعها هو أن المحتوى الرقمي محرك أساسي في الاقتصاد القائم على المعرفة، والذي شرحه الأستاذ "حسين الإبراهيم" حين قال: «تنطلق المحاضرة من أن اقتصاد المعرفة يبنى في الجزء التحليلي على المعلومات التي تتوافق مع المتطلبات الآنية المستقبلية، ويمكن تمثيل المعرفة بأنها الجزء التطبيقي للمعلومات وبالتالي فإن اقتصاد المعرفة مكون من سلعة ومعلومات وتطبيق، أي لا اقتصاد للمعرفة بدون محتوى معلوماتي أو محتوى رقمي».

الأستاذ "حسين الإبراهيم"

الأستاذ "إبراهيم" أوضح أنه حدث خلط بين المصطلحات والمفاهيم خلال هذه الندوة بسبب تعدد ثقافات المحاضرين والحضور، وقد كان ذلك واضحاً في كلامه حين قال: «لقد ارتبطت المفاهيم بثقافة من أطلقها، وكان ذلك عبارة عن بادرة لطرح أفكار في وقت لا يوجد فيه تعريف من قبل المشاركين في الندوة، وهذا مؤقتاً ليس مشكلة لأننا في طور العصف الذهني الذي يرتقي مستقبلا إلى مستوى التحديد والقرار».

ثالث محاضري الجلسة كان المستشار الاقتصادي الدكتور "زياد أيوب عربش" والذي تناول في محاضرته مرتكزات وشروط انتقال الاقتصاد السوري نحو اقتصاد معرفي، وقال في ذلك: «أركز في بداية المحاضرة على السياق العالمي والداخلي والتحديات التي تحيط اقتصاد المعرفة وتحديداً سورية كونها معنية بالتحديات العالمية والإقليمية والمحلية، حيث أتساءل لماذا سورية تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى منظومة وطنية للعلم والابتكار».

د."زياد أيوب عربش" و د."يوسف هزيم"

وفي نهاية محاضرته أعطى الدكتور "عربش" عدة أمثلة عملية لتطبيق "اقتصاد المعرفة" في قطاع الإنتاج وعرض أخيراً تجربة "الحكومة الإلكترونية"، وفي تعليق له على الندوة قال: «هي من أرقى الندوات التي حضرتها على مستوى سورية، فهي تخصصية مهنية ورائعة التنظيم".

آخر محاضرات الندوة كانت للدكتور "يوسف هزيم" والتي تحدث فيها عن التنظيم وأثره في اقتصاد المعرفة حيث تحدث عن محاضرته باختصار فقال: «يهدف العرض إلى توضيح أهمية التنظيم الاقتصادي وبخاصة في تنظيم الاتصالات ودوره الكبير في المساهمة في بناء الاقتصاد المبني على المعرفة».

كما عبر عن إعجابه بالندوة كاملة حين قال: «ندوات كهذه تساهم في نشر الوعي العام نتيجة لأهمية المواضيع التي طرحت خلالها، وأتمنى أن تعمم على جميع المحافظات».

وفي نهاية هذه الجلسة جرى نقاش واسع حول المواضيع التي طرحت خلالها ومن ثم تم تقديم الدروع التذكارية للمحاضرين المشاركين.

وختاماً ليومين من المحاضرات المتتالية تم قراءة توصيات اللجنة العلمية للندوة على أمل أن يتم اللقاء مرة أخرى في ندوات أوسع وأشمل.