قدّم استقالته من عمله الحكومي، وتبع عشقه لموسيقا، فتعلم أكاديمياً في معهد "الأمل" بمدينة "دمشق"، وعاد إلى مسقط رأسه ليشكّل عدة فرق موسيقية كان أثرها واضحاً في تنشيط الحركة الفنية في "سلمية" بشهادة كل من عاصروه.

"جهاد شتيان" المولود في مدينة "سلمية" بمحافظة "حماة" 1963 أوضح أنه لم يحتمل أن يكون بعيداً عن آلة العود وهذا العالم الذي يضج في داخله، وكانت الوظيفة عائقاً أمام خروج ذلك الضجيج الراقي، فانطلق ليكوّن الفرق المتعددة التي ساهمت في صقل مواهب الهواة، وخلق حالة من تنمية الذائقة الفنية اجتماعياً.

في ظل الظروف التي نمر بها في حياتنا من حزن، عمدنا نحن ثلة من المثقفين للقاء أسبوعي نغني فيه للوطن والحب مع الفنان "جهاد شتيان" في سهرات تمنحنا حب الحياة

وأضاف في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria" إنه في «عام 2001 شكّلت فرقة من 21 عازفاً وكورالاً، وفرقة من 18 عازفاً ومغنياً لجمعية "العاديات"، وفرقة "أصدقاء سلمية"، وفرقة "المركز الثقافي" من 11 عازفاً ومغنياً أعمارهم تتراوح من الثلاثين وما دون، وعند افتتاح صالون "سلمية" الثقافي، وبالتعاون مع "أمين حربا" شكلت فرقة موسيقية وقدمنا بعض الأنشطة فيه، وقدمنا عملين في مركز ثقافي "حماة" بدعوة من مدير المركز "محمد العمر" لمهرجان "الربيع"، بالإضافة لذلك أقوم بتدريس الموسيقا في عدة معاهد عدا معهدي الخاص حيث أجد متعتي في تنشيط حب الموسيقا وتنمية الذائقة الموسيقية عند الناشئة من أعمار ست سنوات وما فوق».

الدكتور أمين عبيدو

رافق جاره عازف العود "اسماعيل زيدان" مذ كان عمره سبع سنوات، فتعلق بهذه الآلة، ولكن الحالة المادية البسيطة لم تسعفه ليقتني عوداً؛ فعمد لصناعة آلة من صندوق الضيافة الخشبي بأوتار من خيوط النايلون، وبدأ يتدرب عليها، وذات مرة شاهده عازف الكمان "جمال خربيط" واستمع له، فأثنى عليه وكان في العاشرة من عمره فنصحه بالالتحاق بنادي "الشواف" في "سلمية" عام 1972 وكان عازف عود سماعياً، وبقي فيه ثلاث سنوات، حيث شارك من خلاله بعدة حفلات، ويقول: «كنت أمارس العزف في الحفلات العامة والخاصة والمناسبات الوطنية مع فرقة الثكنة أثناء خدمة العلم، حتى أنهيت خدمتي في عام 1984. بعدها شاركت بحفلات نقابة الفنانين بـ"حماة"؛ حيث كنت عازفاً في فرقة النقابة، وعزفت للفنان "فؤاد غازي" 1996 وللنجم العراقي "علي العيساوي" في "سلمية" 2001 في صالة "القصر"، وكانت ذكريات لا تنسى».

عازف الكمان "جمال خربيط" الذي شجع "شتيان" منذ طفولته، قال: «عرفته منذ 1991، كان طالباً يتلقى تعليمه في عزف العود والكمان والأورغ، كان سريع التعلم والتطور، فأتقن العزف على هذه الآلات، بسبب عشقه للموسيقا، إنه فنان عبقري وعازف متميز تعلّم النوطة الموسيقية، وساهم في تأسيس فرق في مدينة "سلمية" تضم مجموعة من الموسيقيين، فاستحق بجدارة اللقب الذي أطلق عليه (صاحب الريشة الذهبية)، وكسب إعجاب جميع عازفي الموسيقا في المنطقة لعزفه الممتع والمميز».

عازف الكمان جمال خربيط

طبيب الأسنان "أمين عبيدو" أحد تلامذة الفنان "شتيان" قال هو إن معرفته به تعود لثمانينيات القرن الماضي، حيث تلقى عنده دروساً في الصولفيج الغنائي منذ عشرة أعوام، وعلى عزف العود منذ خمس سنوات، مؤكداً أنّ خبرته الطويلة جعلت منه مدرباً محترفاً ومعلماً بارعاً ينقل المعلومات للهواة بأبسط الطرق، ويضيف: «في ظل الظروف التي نمر بها في حياتنا من حزن، عمدنا نحن ثلة من المثقفين للقاء أسبوعي نغني فيه للوطن والحب مع الفنان "جهاد شتيان" في سهرات تمنحنا حب الحياة».

جرى اللقاء بتاريخ 18 تشرين الأول 2020.