تجسّدت تجربته الفنية بالعمل في فنّ النحت، ومنها بدأ في صقل هذه الموهبة في النحت على خامة الحجارة المستخرجة من نهر "العاصي"، وتوالت المعارض الفردية والجماعية داخل "سورية" وخارجها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 شباط 2020 مع الفنان "جميل قاشا" ليتحدث عن بداياته قائلاً: «ولدت في قرية "جسر الشغور"، ونشأت وترعرعت في بيئة بسيطة تحترم العلم والحضارة الإنسانية، وذات طبيعة جميلة وغنية، حيث أشجار الأرز والصنوبر، وتابعت مراحلي الدراسية بسلاسة، وفي المرحلة الجامعية اخترت كلية الفنون الجميلة في "دمشق"، وقد كان هذا الاختيار نابعاً من شغفي وحبي للطبيعة والنحت».

علاقتي بخامة الحجر تمتد لسنوات طويلة، ولا يمكنني الاشتغال على قطعة من الحجر ما لم أعشقها، وبعدها أبدأ باللعب بها وإعادة تشكيلها بين يدي محاولاً تصعيد حالتها البصرية للوصول للنتيجة التي أريد

وعن بداية موهبته في والنحت قال: «ظهرت موهبتي في النحت على الحجارة المستخرجة من نهر "العاصي" و"النهر الكبير الشمالي"، كنت أداعب بالسكين الحصى الصغيرة التي ألتقطها مستوحياً من أشكالها الطبيعية العفوية، وأحولها إلى وجوه بشرية، وقد لقيت تشجيعاً وحباً من الأهل والرفاق».

حالة إبداعية للفنان قاشا

وتابع قائلاً: «علاقتي بخامة الحجر تمتد لسنوات طويلة، ولا يمكنني الاشتغال على قطعة من الحجر ما لم أعشقها، وبعدها أبدأ باللعب بها وإعادة تشكيلها بين يدي محاولاً تصعيد حالتها البصرية للوصول للنتيجة التي أريد».

وبالنسبة للمشاركات في المعارض المحلية والدولية قال: «شاركت وأقمت معارض فردية في "اللاذقية"، و"حلب"، بالإضافة إلى صالات عدة في "دمشق"، وكذلك شاركت في معرض الفنانين السوريين في "الكويت" عام 2010، وأقمت معرضاً في "هولندا" عام 1993، وكان معرضاً ضخماً ضم حوالي سبعين طناً من أعمالي الحجرية».

الفنان التشكيلي "فريد شنكان"

وختم قائلاً: «لا يوجد عندي توجسات في طريقة التعامل مع الخامة؛ بل أعمل بفطرية وتفاعل معها دون شروط مسبقة، لأن القيود تحد من العمل الإبداعي، والأهم هو التواصل مع العمل النحتي، والاستمرارية في العمل الفني للوصول إلى القيمة الحقيقية التي تعطيه الأهمية».

الفنان التشكيلي "فريد شنكان" تحدث عن الفنان "قاشا" قائلاً: «فنان مبدع، ولديه خبرة طويلة في التعامل مع معظم الخامات النحتية، وله تجربة مميزة، ويجيد التعامل مع الرخام والحجر، ولديه روح الباحث، يسكنه هاجس الحداثة لإضافة كل ما هو جديد. كما أنه يحسن الربط بين الكتلة المنحوتة والفراغ، ويجيد التأليف، وهذه من صفات النحات المبدع».

وأضاف الفنان التشكيلي "منذر المصري": «كاهن الطبيعة، المشعوذ الذي يجوب وحيداً ضفاف الأنهار ومجاريها الجافّة، وينحني نابشاً بأصابعه المكتنزة تراب التلال والحقول المحيطة، ملتقطاً صخوراً جوفيّة متصلّبة، قد تبدو لغيره مجرد حجارة لا تستحق حتى النظر، إلّا أنّه يستطيع بعينه السحريّة أن ينفذ إلى ما يكمن في داخلها، وما ينبض صامتاً في رحمها».

الجدير بالذكر أنّ الفنان “جميل قاشا” من مواليد مدينة "جسر الشغور" عام 1958، خريج كلية الفنون الجميلة في "دمشق" قسم التصوير عام 1982.