اختار الأشياء التي يحبها ليرسمها، واحترف التعبير بالطريقة الأصعب، فعبّر بالألوان المائية الهادئة والشفافة التي تظهر صدقه وإحساسه، فهو يرسم الحب بالحب، إنه الفنان التشكيلي المهندس "عزام شعراني".

لم يتخصص بدراسة الرسم، بل كانت موهبته وإحساسه المحركين لريشته، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 أيار 2019، الفنان التشكيلي المهندس "عزام شعراني"، الذي قال: «أحببت الرسم منذ الصغر، وكانت بداياتي الفنية في البيت، فالفضل الأكبر لأمي، ويليها أستاذي في الصف الأول الابتدائي "برهان النظامي"؛ كلاهما كانا يجيدان الرسم، وكانا علامة جميلة في الحياة عموماً وفي حياتي خصوصاً، ثم كان للفنان "غسان جعفر" دور كبير في حياتي الفنية؛ فقد كان الموجه والمشرف والأخ الأكبر، وكان ذلك خلال المرحلة الإعدادية والثانوية، وبقي الرسم هواية محببة إلى قلبي، وظلت الألوان في دمي وروحي وسيلة أتواصل من خلالها مع الحياة».

أحب إلقاء الضوء على أشيائنا الجميلة، فأنا أرصد وأداعب العيون التي تضحك عندما ترى شيئاً من الجمال، هذا البريق الذي ينعكس من أعماق روح الإنسان، فمن خلال الرسم أستطيع إنعاش الروح والدلالة على مواطن الجمال

وعن المواضيع التي تستهويه لرسمها، أضاف: «أحب إلقاء الضوء على أشيائنا الجميلة، فأنا أرصد وأداعب العيون التي تضحك عندما ترى شيئاً من الجمال، هذا البريق الذي ينعكس من أعماق روح الإنسان، فمن خلال الرسم أستطيع إنعاش الروح والدلالة على مواطن الجمال».

لوحة عن حارات دمشق

وعن تركيزه على الألوان المائية في لوحاته على الرغم من صعوبتها، قال: «طالما أحببت الألوان المائية لأنها تملك خاصية الحساسية والشفافية والرشاقة، وهي تشبه الريح والغيوم في السماء؛ فهي سهلة الحركة والانسيابية، وحركتها كعاشقة؛ وكأنها تعانق الأشياء بحب وشغف، وتتداخل الألوان فيما بينها بعفوية وحب، وبهذا الحب أتمنى أن أصل إلى كل البيوت في كل الدنيا بألواني، وأحب أن أترك أثراً جميلاً في الحياة».

الناقد التشكيلي "عمار حسن" قال: «تلعب الخامة اللونية دوراً حاسماً في ظهور الحالة التعبيرية، فالخامة الكتيمة كألوان الزيت أو الأكرليك تحمل العديد من الطبقات، إلا أن خامة الألوان المائية سائلة وشفيفة، وتناسب الحالة التعبيرية الانفعالية أو التسجيلات اللحظية للمشهد، وهو ما رأيناه في المعرض الأخير للفنان "عزام شعراني" "الشام لوحة ثلاثية الأبعاد"، الذي كان موضوعه الحارات الدمشقية، فقد قدم رؤيته الحميمية لحارات المدينة من خلال لمسة لونية واحدة ممتلئة بالشغف والانفعال الحرّ؛ وهو ما ينسجم مع روح الفنان، وهو بهذا الطرح قدم تجربة لها خصوصيتها على مستوى المشهد التشكيلي السوري، ويمكن القول إن الفنان "شعراني" التقط داخل الحالة البصرية لغة فنية تضج بحركة اللحظة».

لوحة للفنان شعراني

يذكر، أن الفنان "عزام شعراني" من مواليد "السلمية" التابعة لمحافظة "حماة" عام 1966، لديه ستة معارض فردية والعديد من المشاركات في معارض جماعية، وهو خريج كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة "حلب".

من لوحات الفنان شعراني