عندما تجول بناظريك في مرسمه الصغير تشاهد لوحاته الفنية التي تروي قصة مدينة عظيمة ألهمت الكثيرين من الفنانين لعقود من الزمن.

إنه الفنان "نوار العاشق" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 نيسان 2014، ليتحدث عن بدايته مع الفن التشكيلي بقوله: «اختياري للفن التشكيلي كان بناء على الموهبة التي ظهرت لدي منذ الصغر حيث بدأت أخط أولى رسوماتي في سنوات الدراسة الأولى، وتجلت موهبتي باهتمامي بالديكور والرسم الهندسي ثم توجهت إلى تنمية هذه الموهبة وصقلها بتعلم الرسم بشكل جيد عن طريق الدروس والدورات الخاصة وقمت بالتسجيل في مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية لعدة سنوات، ومن ثم انتسبت إلى مركز الفنون بمدينة "اللاذقية" لمدة سنتين لأبدأ مشواري في عالم الفن التشكيلي عبر المشاركة في عدة معارض جماعية».

شاركت في عدة معارض جماعية، وشخصياً أفضل هذا النوع من المعارض لتنوع الأفكار والأساليب والروح الجماعية في العمل والعرض، إضافة الى أن الفنان في المعرض الجماعي يتعلم الكثير من زملائه الفنانين

أسلوبه الشخصي في الرسم وصفه "العاشق" بقوله: «إن معظم أعمالي تتجلى في رسم مشاهد ومناظر من بلدنا "سورية" ومن مدينتي "حماة" التي تأسرني جدرانها القديمة وأزقتها وطبيعتها الخلابة، وأحاول دائماً انتقاء مشهد غير مألوف لدى العامة من هذه الطبيعة حتى تتميز لوحاتي عن غيري من الفنانين التشكيلين، أستخدم غالباً الألوان الزيتية ومن الألوان المفضلة لدي اللون الأزرق بجميع درجاته، أحس بأن الألوان تعكس ما بداخل الفنان لذلك أستخدم الألوان التي تعبر عن الفرح».

وعن نظرته إلى الفنانين التشكيلين الشباب في مدينته أضاف: «مدينة "حماة" تمتلك مواهب شابة واعدة ولديها أعظم الفنانين التشكيلين بل وأكثرهم إبداعاً وتميزاً بالأعمال الفنية؛ وهذا الكلام ليس من باب المجاملة فأنا على اطلاع على معظم أعمال الفنانين السوريين».

لاحظنا أن الفنان "نوار العاشق" لم يقم أية معارض فردية، وعن سبب ذلك تحدث لنا: «شاركت في عدة معارض جماعية، وشخصياً أفضل هذا النوع من المعارض لتنوع الأفكار والأساليب والروح الجماعية في العمل والعرض، إضافة الى أن الفنان في المعرض الجماعي يتعلم الكثير من زملائه الفنانين».

ويتابع "العاشق" حديثه: «الفن التشكيلي في مدينة "حماة" بحاجة الى المتابعة والاجتهاد والمزيد من الاهتمام بإقامة المعارض وتغطيتها إعلامياً بشكل جيد، إضافة الى أن الفنان بحاجة إلى التفرغ الكامل ليستطيع الإنجاز، وهذا ما أفتقده فلوحتي الأخيرة استغرقت شهراً كاملاً لإنهائها».

وراء كل فنان أشخاص ساهموا في وصوله إلى الإبداع عنهم تحدث "العاشق": «أستاذ الرسم والفنان التشكيلي لا يُعلم فقط الرسم بل يُعلم الرسم والإحساس؛ فيجعلك تضع روحك وإحساسك وأخلاقك في عملك الفني وهذا ما اكتسبته من أساتذة الرسم الذين رافقوني في مسيرتي الفنية، وأخص بالذكر الأستاذين: "بديع العوير، وفايز عبد المولى" الذين أتقدم إليهما بكل الشكر وفائق الاحترام والتقدير، كما أتمنى أن أرتقي بأعمالي للوصول إلى مستوى أعمالهما».

الفنان التشكيلي "بديع العوير" تحدث عن الفنان "نوار العاشق": «يمتلك "العاشق" إحساساً مرهفاً ومهارة عالية كما أن لوحاته غزيرة باللون والفكرة والعاطفة وبأساليب متعددة، وهو يتبع الأسلوب الكلاسيكي ولكن بطريقته الخاصة، كما يحاول من خلال لوحاته تأريخ مشاهد من مدينته "حماة"».

الجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي "نوار العاشق" من مواليد مدينة "حماة" 1982، ويحمل إجازة في الصيدلة.