معالم وجوه كثيرة خطتها ألوان الفنان التشكيلي "عبد الناصر الآغا" الزيتية لتظهر لنا قيمة الإنسان وعظمته بالنسبة له بتكنيك فني مميز.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 29 تشرين الثاني 2013 التقت الفنان التشكيلي "عبد الناصر الآغا"، الذي حدّثنا عن بداية موهبته الفنية بقوله: « بدايتي كانت في "دمشق" تحديداً في "كفرسوسة"، حيث كان أول من لاحظ موهبتي الفنية في المرحلة الابتدائية هو الفنان "برهان دقو" وقد كانت أول تجربة لي بالعمل الزيتي في الصف السادس، وفي الطفولة رسمت الشخصيات الكرتونية، ثم تطورت بشكل تدريجي فرسمت الوجوه، الطبيعة والزهور، وهذه المراحل ساعدتني لأطور نفسي إلى ما أنا عليه الآن.

ليس هناك من وقت أشعر فيه بأنني لست بحاجة إلى الرسم، في كثير من الأحيان أشعر بأنني بحاجة ملحة إلى الرسم، وخلال ساعات قليلة أجدني أرسم لوحات "بورتريه" عديدة

لقد تأثرت إلى حد كبير بالكثيرين من مشاهير المدرسة الانطباعية مثل: "فان كوخ، فلاديمير فوليكوف وسيزان"، حيث إن تمازج الألوان الكبير والبعد عن خاصية اللون الواحد يعطي حرية كبيرة في التعبير».

وعن عالم الألوان أضاف "الآغا": «الألوان عالم سحري موجود لا يمكن التخلي عنه والفنان الذي يمتلك أدواته قادر على أن يبدع في أسلوبه وطريقته ليصل فنه كرسالة إلى الآخرين، أنا أميل إلى الرسم بالألوان الزيتية أكثر من غيرها لأنها تعطيني إحساساً هائلاً للرسم، وتساعد في تمازج الألوان التي هي عبارة عن فلسفة، وبالتالي الحصول على نتاج فيه تعاريب لونية، واللون الزيتي يعطيك مساحات هائلة من اللون وتمازجية خاصة إضافة إلى قدرتك على صنع شيء جديد».

لم يسعَ "الآغا" لإقامة معرض خاص به ولكنه شارك في معارض جماعية، وعن ذلك قال: «خمسة معارض جماعية شاركت فيها كانت مميزة بالنسبة لي، وأنا بشكل عام أفضل المعارض الجماعية لأنها تعطي هوية موحدة لكل الفنانين المشاركين، وفي الحقيقة لا يهمني الجانب المادي ولا أسعى إلى الكسب علماً أنني بعت العديد من الأعمال بأسعار زهيدة جداً؛ المال يذهب ويأتي باستمرار لذا أنا أنظر إلى العمل الفني على أنه علاج نفسي وليس مكسباً مادياً».

وأضاف: «ليس هناك من وقت أشعر فيه بأنني لست بحاجة إلى الرسم، في كثير من الأحيان أشعر بأنني بحاجة ملحة إلى الرسم، وخلال ساعات قليلة أجدني أرسم لوحات "بورتريه" عديدة».

من وجهة نظر "الآغا" ليس هناك إعلام مفبرك بل هو مدعاة لتطور الفنان وقوله في ذلك: «الإعلام وثيقة تاريخية ومصداقية للقارئ وللناقد والفنان والكاتب، فالنقد يحفز الفنان من خلال النقد الذاتي وأنا أحبذ هذا الشيء كثيراً، إنني أبحث عن الاغتراب لسبب واحد وهو أنني أعتبر نفسي بالدرجة الأولى سفيراً للإنسان الحر؛ الذي يمتلك كافة مقومات الفكر الإنساني والأخلاقي، ومعظم رصيدي من اللوحات موجود في أماكن متنوعة كالبيوت والصالات والعاديات والمركز الثقافي وفي عقل كل شخص مهتم ويحب الفن التشكيلي».

الرسامة "ليدا الملّا" حدثتنا عنه قائلةً: «هو فنان حقيقي، يعمل بإحساس عالٍ، لديه رؤية ناضجة للمستقبل فهو مؤمن بأنه مع مساعدة أشخاص كثيرين له وبمساعدته لكثيرين من الأشخاص سيكون بمقدرتهم أن يطوروا هذا المجال».

الجدير ذكره أن الفنان التشكيلي "عبد الناصر الآغا" من مواليد "سلمية" عام 1971 يعمل في الفن التشكيلي والزخرفة والديكور.