يهوى المسرح، ومن خلاله يبحث عن هويته التي يحب أن يقدمها للناس، بدأ مبكراً، ونال إعجاب الكثيرين، إنه "سومر ديب".

موقع eSyria التقى الفنان الشاب بتاريخ 12/12/2011، ليتعرف من خلاله على مشواره الفني الذي بدأ به مبكراً قياساً لغيره من المسرحيين الشباب، فتحدث عن بدايته مع عالم المسرح، قال: «كان عمري اثني عشر عاماً عندما بدأ ولعي بهذا الفن الساحر، لكنني توقفت بسبب ميولي للرسم والنحت، وكانت لي مشاركات عدة في هذا المجال نلت خلالها عدة جوائز، ومتى وصلت سن الخامسة عشرة شعرت بأنه آن الأوان للعودة من جديد إلى المسرح، كان ذلك من خلال عمل فني راقص».

لكي تصبح فناناً عليك أن تدق أبواباً كثيرة، ولو نظرنا للأسماء الشابة التي تنال الشهرة لعرفنا كيف تتم الأمور

يضيف: «بدأ هذا الفن يسيطر عليّ ويكبر معه حلمي في أن أصبح ممثلاً، وسيلتي كانت القراءة المسرحية، ومشاهدة الأفلام السينمائية بكثافة، أتعلم من الكبار طريقة الأداء، وما الذي يميز فناناً عن آخر، ثم اتبعت عدة دورات في التمثيل بغية صقل موهبتي».

"سومر ديب" فنان مسرحي شاب

أما المسرح فكان هاجسه الدائم، وحلمه الذي يسبقه إلى أماكن بعيدة، لكنه بقي مصرّاً على الوصول، قال: «تعاملت مع المسرح بلغه الحب فأصبح مصدر سعادتي، وعاملاً أساسياً للتعبير عن ذاتي، قدمت له كل ما لدي من حب واحترام والأهم منه الاهتمام، كرست كامل وقتي له، وأعتقد أنه قدم لي في مقابل ذلك السعادة وتكوين شخصيتي، وصقلها، والمعارف وفسح المجال لي للتعبير عما أريد، كما شعرت بأني أملك هدفاً في حياتي، في الواقع تحول المسرح إلى مصدر النشوة».

وكان "سومر" من الذين كانت له مشاركات في مهرجانات حماة المسرحية، وهنا يحدثنا عن المسرح في هذه المحافظة، قال: «لا شك أن للمسرح تواجداً مهماً في الحياة الثقافية في محافظة "حماة"، وهناك عدد من الفرق المسرحية التي استطاعت تجاوز المحلية للانطلاق إلى البلدان العربية، ولكن ما ينقص المسرح بشكل عام هو الاهتمام بشكل يحقق معه الفنان المسرحي شيئاً من طموحه، كذلك منح الجميع فرص التعبير عما في داخلهم، ومن الملاحظ أن المسرح محكوم بأسماء معينة تتصدر، وتسيطر، مع علم الجميع بوجود أسماء أخرى لا تقل في الأهمية، بل ربما أهم».

"بروفة مسرحية"

بدأت موهبة "سومر" تظهر من خلال شكله المميز وطوله الفارع، وهذا ما دعا بعض المخرجين ليتعاملوا معه بطريقة مختلفة، قال: «أعتقد أن كل من تعاملت معهم من المخرجين المسرحيين في مدينتي "سلمية" أو في "حماة" عملوا على منحي فرصة الصعود على خشبة المسرح، لن أنسى أحداً منهم، ولكل طريقته التي اكتشفت لاحقاً من كان منهم الأقدر على فهمي واستخراج ما لدي من أدواتي الفنية، ومن المخرجين الذين تعاملت معهم: "مولود داؤد"، "صدر الدين ديب"، "يوسف شموط"، "بلال مارديني"، وأعترف للمخرجين "داؤد - شموط" بتقديمي للجمهور كما كنت أحب».

لكن "سومر" اصطدم بحاجز اسمه "المعهد العالي للفنون المسرحية"، ترك كل شيء لأجل أن يتعلم المسرح بشكل أكاديمي، وهنا يقول: «يبقى هاجس كل مسرحي أن يكوّن لنفسه شخصية مكتملة فنياً، الموهبة أولاً والدراسة تصقل هذه الموهبة، كما أن للدراسة الأكاديمية التعريف بشكل أقوى أمام المخرجين في مجالي المسرح والتلفزيون، ومن خلال تجربتي ومحاولاتي في دخول المعهد خلصت إلى أنه حلم، جربت حظي مرتين، واجتزت الاختبارات بنجاح لكن لم يكتب لي الدخول، ربما لأسباب اجهلها، أو أعرفها، ولكنني أراهن دوماً على حضور الموهبة إلى هذا الصرح الأكاديمي الذي استغله البعض، عزائي الوحيد أنني أتلقى التهاني من بعض الفنانين الكبار أعضاء اللجنة الفاحصة مقدرين موهبتي».

من مسرحية "الثغرة"

ويرى الفنان الشاب "سومر ديب" أن من يقف عائقاً في تطوير الفن هم أولئك المتسلقون والمستفيدون أصحاب المصالح، ويضيف: «لكي تصبح فناناً عليك أن تدق أبواباً كثيرة، ولو نظرنا للأسماء الشابة التي تنال الشهرة لعرفنا كيف تتم الأمور».

وينهي: «آمل كما غيري أن نتخلص من هذه الأمراض، وأن يأخذ كل ذي حقّ حقه في المكان الذي يستحقه، فقط امنحوا الفرصة ولا تقفوا عائقاً قبل الاختبار، هذا ما يعانيه أبناء جيلي ممن وجدوا في أنفسهم الموهبة، لكنها تدفن عند أول محاولة، ولكني لن أستسلم حتى أصل نهاية الطريق».

ــ بطاقة "سومر ديب" الفنية:

ــ شارك في العديد من الأعمال المسرحية كان أولها: "خارج السرب" وهي: "الثغرة"- "ضوء الشمس"- "القمر وخوابي العسل"- "جثة على الرصيف"- "حمام ساخن"- "لعبة الموت"- "رغبة تحت شجرة الدردار"- "مشعلو الحرائق"- إضافة إلى عدد من الاسكتشات المسرحية.

ــ شارك في العديد من المهرجانات هي: "مهرجان دمشق المسرحي"- "مهرجان الشباب المسرحي"- "مهرجان الرقة المسرحي"- "مهرجان حماة المسرحي"- "مهرجان اليوبيل الذهبي لجامعة حلب"- "مهرجان طائر الفينيق- طرطوس"- "مهرجان ليالي المسرح الحر- الأردن"- "مهرجان الفنون- قطر"- "مهرجان تونس المسرحي في مدينة "حمام سوسه".

ــ حقق جائزة أفضل ممثل في مهرجان ملتقى الفنون الذي ينظمه فرع الشبيبة في محافظة حماة.

والجدير ذكره أن الفنان الشاب "سومر عبد الكريم ديب" هو من مواليد "سلمية" في العام 1991.