من يسمعه لأول مرة يرى في صوته "سعدون جابر" ومن يركّز أكثر يتأكد أنه فنان من مدينة "سلمية" واسمه "سليمان غالي" هذا الشاب الذي اكتشف مقدرته على الغناء فأراد للجميع أن يحبوا صوته، هو هادئ الطباع، متزن التعاطي مع الجمهور، يحيي السهرات الخاصة والتي يتمتع جمهورها بالتذوق الفني المعقول.

موقع eSyria زار المطرب "سليمان غالي" في منزله وكان معه هذا اللقاء ملقين الضوء على تجربته الغنائية والموسيقية بشكل عام.

هذه الحادثة جعلتني أتروّى كثيراً وأن أعتمد على نفسي رغم المعاناة التي لقيتها، لكن إصراري هو دافعي الأول نحو الثبات

بدايته وكما يقول: «مثل الجميع تبدأ الحكاية بين الأصدقاء، نغني نمرح، الصوت جميل اقتنع به كل من سمعه، جاءت الفرصة عبر مشاركتي في مهرجان الأغنية السياسية في العام 1999 رغم معاندة الكثيرين من المشرفين الذين أبدوا انزعاجاً لوجودي بينهم لكنني أثبت جدارتي».

المطرب "سليمان غالي"

يتابع: «هذه الحادثة جعلتني أتروّى كثيراً وأن أعتمد على نفسي رغم المعاناة التي لقيتها، لكن إصراري هو دافعي الأول نحو الثبات».

الفنان "سليمان" عازف على آلة العود، وها هو يذكر لنا الحادثة الأولى لتعلقه بهذه الآلة فيقول: «خالي كان هو السبب فقد منع عني التعامل مع العود الذي يمتلكه وكان يخفيه في خزانته ويقفل بابها ويأخذ المفتاح معه، وكان عذره في ذلك ألا يتغير دوزان العود، وخالي يعيش في قرية تبعد عن "سلمية" عشرين كيلومتراً لذا كانت العطلة هي الوقت المناسب لزيارة بيت الجد، وبمجرد عودتي طلبت من والدي أن يشتري لي "عوداً" ووافق وأذكر أني اشتريته بألف وخمسمئة ليرة سورية».

مطرب.. فراتي اللون

من هنا بدأت رحلة العزف لكن بشكل ارتجالي وهنا يقول: «التزمت مع صديق لي اسمه "وسيم فطوم" الذي كان له الفضل في تعليمي مبادئ العزف على العود، وبعد ثلاث سنوات اتبعت دورة عزف على يد الأستاذ "أمين الصغير" لمدة ثمانية أشهر».

ومعروف عن "سليمان غالي" أنه ميّال في غنائه إلى اللون الفراتي وهذا ما دعاه إلى القول: «تمتلك المفردة اللحنية الفراتية حساً عالياً تفتقدها الكثير من الأنماط الغنائية الأخرى، ودائماً كنت من المعجبين بالفنان العراقي "سعدون جابر" وكثيراً ما شبّه صوتي بصوته وأنا أفتخر بذلك».

لكن يبقى الفنان ابن بيئته، فكيف يرى "سليمان" الأغنية السورية الحالية، يقول: «كانت وما زالت حاضرة وبقوة رغم سيطرة الأغنية المصرية واللبنانية على الساحة الإعلامية لكن يبقى للأغنية السورية دفؤها الخاص، وأصوات شغلت الدنيا بحسنها وروعتها، لكن ما تأثرت به الأغنية الحالية هو فقدانها للكلمة، الموسيقيون موجودون والشعراء أيضاً، فنحن نمتلك الموشحات والقدود الحلبية، ويحق لنا أن نفتخر بذلك».

في ظل هذه الفوضى الغنائية العربية وصراع الديكة على الشاشات الفضائية الخاصة، ماذا يفعل "سليمان غالي" وأمثاله، وما هو هدفهم من الفن؟ يقول: «هدفي من الغناء أن يصل صوتي وكذلك أحاسيسي إلى الناس، ولا أفكر إلا في تقديم ما هو ممتع ومدروس من جهة الكلمة واللحن، وأنا أحترم رأي الجمهور وأنتظر سماعه بشغف، ولا تزعجني الآراء النقدية السلبية، خاصة الذي يوجّه إليّ بمحبة لا لأمرٍ في نفس يعقوب، ثقتي بنفسي كبيرة لذا لا أكره أحداً وأحب كل الناس».

متى يصل صوته إلى أبعد من حدود منطقته، يجيب عن هذا السؤال وجميعنا يعرف الأسباب، لكنه يقول: «لا توجد إمكانية إنتاجية لما نفكر في تقديمه، الشركات غائبة، وأتمنى أن تصيبنا عدوى الدراما السورية، هذا أمر، الأمر الثاني فقدان حق الملكية الفنية فتحوّل الفنان إلى شاري والشاري تحوّل إلى بائع، فقديماً كانت الإذاعات تدفع للفنان مقابل إعطائها حق إذاعة الأغنية، اليوم يبحث الفنان عن إذاعة تقتنع بما يدفعه لها كي تذيع له أغنية».

والجدير ذكره أن الفنان "سليمان عبد الهادي غالي" من مواليد "سلمية" في العام 1976.

تجربته الفنية:

له عدد من الأغاني من كلماته وهي: "هاجر"- "يا ليل"- "جرح القلب"- "القدس الشريف"- "لوحة رام الله- يا محتل" من كلمات الشاعر "أيمن رزوق"، وأغنية "ودعتك" للشاعر "محمد الحواط".

  • له تجربة واحدة مع الفيديو كليب في أغنية "طُفَتْ شمعة" وهي من كلمات الشاعر السعودي "سعيد محمد الفياض".

  • له تجربة مع الأناشيد الدينية دامت عشر سنوات، يجيد تجويد القرآن الكريم.