«فن الأيقونات في الكنيسة الشرقية الأورثوذكسية هو عبارة عن فن طقسي مقدس مثل كل الفنون الكنسية. له هدف روحي أكثر من أن يكون فقط من أجل تزيين الكنيسة بالرسومات وإبهاج العيون. وهذا الفن في اللغة اليونانية يدعى (آيو غرافيا) أو الصورة المقدسة، لأنه يصور الأشخاص والمواضيع المقدسة.

ورسّام الأيقونات أو (الآيو غرافوس) ليس من المفترض أن يستعمل هذا الفن بشكل حرفي؛ حيث أنه قديماً كان يقتصر على الرهبان فقط وكانت الرسومات سواء أكانت جدارية أو منقولة تنفذ داخل الكنيسة خطوةً فخطوة».

يمر عمل الأيقونة بعدة خطوات أهمها تأسيس اللوح الخشبي الخاص بالأيقونة، هذا التأسيس الذي يمتد لعدة مراحل متعاقبة حتى يصبح مصقولاً تماماً وجاهزاً للرسم عليه، كما يطلى اللوح بمواد عازلة لمنع أكسدة (ورق الذهب) المستخدم في بعض أجزاء الأيقونة شرط أن يكون من النوع الممتاز وبعيار /21 أو 24/، أما الألوان المستخدمة فهي طبيعية من النوع الترابي غالي الثمن والذي يتم مزجه باستخدام صفار البيض والخل

بهذه المقدمة التعريفية عن (الأيقونة) بدأ الفنان "أيمن نعمة" حديثه لموقع eHama الذي التقاه بتاريخ 9/9/2009.

أيقونة النبي إيليا

ولدى سؤالنا عن المعنى اللاهوتي والروحي للأيقونة البيزنطية أوضح قائلاً:

«إن الأيقونة البيزنطية ترسم بطريقة فريدة من نوعها لتجعلها مميزة عن باقي الصور الدينية التي ترسم بطريقة مادية، فهي لا تعتمد على التجسيد أو التشخيص وإنما الإيحاء.

أيقونة السيد المسيح

لهذا السبب نرى في الأيقونات البيزنطية نقاءً مدهشاً يرفعنا فوق عالم المادة متى نظرنا إليها.

والمهارة في هذا الفن ليست مسألة ميكانيكية، ولكنها تتعلق بالروحانيات وقداسة الأشخاص أو المواضيع المراد تصويرها. حتى إن المواد التي تدخل في الأيقونة كلها مواد نقية طبيعية.

أيقونة السيدة العذراء

إن جمال الأيقونات البيزنطية نابع من جمالٍ روحي، وفن الأيقونة فن رمزي روحاني يدعو إلى الصلاة والتأمل والتصالح مع الذات، وتعتبر الأيقونة منزّهة عن المادة رغم رسمها بيد بشر وكأن اليد العليا تشارك اليد البشرية في رسمها».

ولد الفنان "أيمن نعمة" في مدينة "السقيلبية" عام /1972/، ومنذ السنين الأولى من حياته ظهرت ميوله الجادة نحو فن الرسم، ما لاقى تشجيعاً واهتماماً من قبل أسرته مما دفع بالفتى إلى التعلق بكل ما هو جميل وموحٍ، من إطلالة خلابة لتل "السقيلبية" وبيوته الطينية وكنيسته العريقة بأيقوناتها، إلى ما تحمله ألوان الخريف ورائحة أول (مطرةٍ) مع ترتيلة فيروزية، من أحاسيس ومباهج في النفس لا يسع الفنان الصغير إلا أن يجسدها على الورقة البيضاء أشكالاً وألواناً تعِد بولادة فنان حقيقي. أما البداية الفعلية كانت عام /1986/ عندما أخذ الفتى اليافع يرسم مستخدماً الألوان الزيتية مبدعاً لوحاتٍ ورسوماتٍ متنوعة، وما لبث بعد مضي عامين أن اتجه إلى رسم الأيقونة باستخدام الألوان الزيتية ذاتها، وهكذا حتى عام /1994/ حين التقى قُدس الأب "يوحنا التلي" (رئيس دير القديس "جاورجيوس-صيدنايا") والذي أثنى عليه وشجعه بعد أن اطلع على بعض رسوماته، طالباً منه بعض الأعمال للدير المذكور، وفي عام /1997/ عاش الشاب "أيمن" في ذلك الدير ممضياً ثلاث سنوات زوّدته بالمعرفة الروحية والخبرة الفنية تجاه فن الأيقونة البيزنطية، بوجود الإرادة والتصميم على اكتساب المعلومات والتقنيات اللازمة في فن كهذا.

وأما عن المواد المستخدمة في إعداد أيقوناته فيذكر الفنان "أيمن" قائلاً:

«يمر عمل الأيقونة بعدة خطوات أهمها تأسيس اللوح الخشبي الخاص بالأيقونة، هذا التأسيس الذي يمتد لعدة مراحل متعاقبة حتى يصبح مصقولاً تماماً وجاهزاً للرسم عليه، كما يطلى اللوح بمواد عازلة لمنع أكسدة (ورق الذهب) المستخدم في بعض أجزاء الأيقونة شرط أن يكون من النوع الممتاز وبعيار /21 أو 24/، أما الألوان المستخدمة فهي طبيعية من النوع الترابي غالي الثمن والذي يتم مزجه باستخدام صفار البيض والخل».

جدير بالذكر أن أعمال الفنان "أيمن نعمة" موجودة في أماكن عديدة من "سورية" والعالم/، نذكر منها:

  • كنيسة القديسَين "بطرس وبولس" في "السقيلبية".

  • دير القديس "جاورجيوس"، ودير الشيروبيم في "صيدنايا".

  • - دير اللاتين في "دمشق".

  • كنيسة المزيرعة في "اللاذقية".

  • دير الشفيعة الحارة في "لبنان".

  • كنيسة القديس "سان جرمانيوس" في "أمريكا".

  • بلدان مختلفة مثل "السويد- فرنسا- فنزويلا- كندا- غواتيمالا".