«مواضيعه المستقاة من الناس الطيبين والبيئة الجميلة في سهول منطقة الغاب في شمال غرب سورية مع ذات السهول الخضراء والإطلالة الرائعة على قيم التاريخ العريق عندما يطل مرسمه الطيني القديم على مرتفعات قلعة "أفاميا" وأعمدتها الحجرية لتمكين قصة التاريخ الجميل والتفاصيل الشاعرية الشرقية وهي تتكلم من خلال ليونة خطوطه المتحركة التي تساعد على الإيحاء بالأجواء الشعرية في منطقة عرفت عالماً جمالياً كاملاً مع عمق الإحساس بالمتعة الفلسفية والحسية لعوالم هذا الفنان المنغمس بالحب والنقاء والانعتاق الأبدي».

بهذه الأسطر المعبرة يقدم الفنان التشكيلي السوري "عبود سلمان" بعض الوصف لجذور وفن وشخصية الفنان المبدع "غيث العبدالله"، الذي هو من مواليد "السقيلبية" عام 1961 ويعمل مدرساً لمادة الرسم والزخرفة في ثانوياتها، تخرج في معهد إعداد المدرسين قسم التربية الفنية في "حلب" 1981، ومن ثم درس في كلية الفنون الجميلة / قسم الحفر/ جامعة "دمشق".

إن أهم ما يلفت الانتباه في صور الفنان "غيث العبدالله" التفاتته المخلصة لبيئته المحلية: إنساناً وعمارة ومظاهر حياتية تراثية مختلفة. فهو يوثق بالصورة الضوئية المدروسة موضوعاً وقطعاً وتقنية، للعمارة الطينية الريفية البسيطة الرافلة بإحساس ندي وتعب نبيل وعفوية تقطر إنسانية وجمالاً. كما يوثق للحرف والصناعات الشعبية التي تؤديها المرأة في منطقته، كالتطريز وصناعة "المرقعات والطراريح".. وغيرها

ويعمل منذ أوائل التسعينيات على توثيق وأرشفة التاريخ الشفوي لبلدته "السقيلبية" بالكلمة المدونة واللوحة والصورة الضوئية والمرئية، وقدم في هذا المضمار عدة محاضرات هامة.

من لوحاته

موقع eSyria التقى الفنان "غيث العبد الله" يوم الأربعاء 12 آب 2009 الذي عبر عن نشأته الفنية قائلاً:

«منذ الطفولة كانت العين تبصر الأشياء وتذهب في جمالياتها وتكوينات الطبيعة الفطرية تشدها وكنت ألمح بريق اللون في السماء والتلة والشجر والأفق والسهول، وأسمع نغمة المطر والساقية وأرسم وألوّن جدران الحي الذي ولدت فيه، وأطيّر من على السطوح أوراقاً رسمتها لتصل إلى أناس أعرفهم وأحبهم، كانوا بعيدين عني ثم أخذني اللون والجمال دون دراية إلى سفر طال في عالم الرسم والتعبير، وكان هذا ولم يزل هوىً للتعبير عن حالات أحياها ورؤى أحسها ومكنونات دفينة في النفس وعن تطلعات وآمال لتخبر أني موجود ولتصير اللوحة هاجساً وحبيبة أتبادل معها الحب فهي تتفهم معاناتي وقلقي وسكوني وثورتي وتفرح معي وتتفاعل مع جنوني وصحوي ولتكون اللوحة توقاً وجسراً لتعبر عليه الحبيبة الأخرى التي لم تمطرها غيمة انتظاري بعد، وربما لن تأتي لتظل اللوحة هي الحبيبة الأبقى والأصدق».

حياة القرية

ولدى السؤال عن مكانة التوثيق بالنسبة له أجاب:

«منذ أوائل الثمانينيات أعمل من خلال التصوير الضوئي على توثيق الحياة اليومية الشعبية لبلدتي "السقيلبية" ومنطقة "الغاب"، قديماً بما فيها من عادات وتقاليد وتراث إلى جانب الرسم واللون فالتصوير الضوئي له مكانة خاصة عندي فقد كان أول معرض ضوئي لي، وأقمت عدة مارض داخل سورية وخارجها، واللوحة الضوئية لدي حملت معنىً توثيقياً وجمالياً معاً بأبعاد إنسانية وحياتية عموماً، وفي أوائل التسعينيات ازداد شغفي بالتوثيق والأرشفة فأخذت أجمع الوثائق والأوراق والرسائل والصور والمخطوطات وغيرها وكل ما يتعلق بتراث منطقة "الغاب" وتاريخها وقمت بجمع التراث الشفوي ومازلت من خلال لقاءاتي المتواصلة مع كبار السن لأدون ما أسمعه منهم من أحاديث وأخبار عن مراحل حياتية مرت بها منطقة الغاب عبر مسيرة زمنية قصيرة نسبياً ريثما يأتي اليوم الذي أقدم فيه هذا الجهد لأبناء بلدي ووطني متوخياً الأمانة في نقله ليصير وثيقة للتاريخ وللأجيال».

الموقع الالكتروني للفنان غيث

وفي إحدى شهادات د."محمود شاهين" في الفنان "غيث" يقول:

«إن أهم ما يلفت الانتباه في صور الفنان "غيث العبدالله" التفاتته المخلصة لبيئته المحلية: إنساناً وعمارة ومظاهر حياتية تراثية مختلفة. فهو يوثق بالصورة الضوئية المدروسة موضوعاً وقطعاً وتقنية، للعمارة الطينية الريفية البسيطة الرافلة بإحساس ندي وتعب نبيل وعفوية تقطر إنسانية وجمالاً. كما يوثق للحرف والصناعات الشعبية التي تؤديها المرأة في منطقته، كالتطريز وصناعة "المرقعات والطراريح".. وغيرها».

ومما قاله السيد "وهيب كيروز" (مدير متحف جبران) حول ذات الفنان "غيث":

«ذات "غيث" صاخبة، قوية، متوالدة، متفاعلة بكل المعطيات وكل الارتعاشات وهي ذات بعيدة الإيقاع وعميقة الارتعاش والنبرات التي تدخل قراءة لوحته إلى آخر النبض الذي ترتعش به هذه الذات. من هنا نتاج "غيث" المتنوع لا يعيق القارئ عن الدخول وبسرعة إلى هذا النبض إلى هذه الارتعاشات والجوانيات، هذا إنْ في رسومه أو صوره أو في الشعارات أو في الوجوه أو مشاهد الطبيعة أو أي شكل خارجي تقبض عليه ريشة "غيث". ولكون الشكل عنده لا يعيق القارئ عن النفاذ بسرعة فريشته صادقة. وأعني بصدقها أنها عميقة الحس بالرعشة الداخلية فتقبض عليها دون مسافات وفواصل كما أنها تنقل الموجود المحسوس من حالة وجوده إلى حالة عيشه إلى حالة ولادته جديداً على نار تلك الذات».

والجدير بالذكر أن الفنان "غيث العبد الله" عضو نقابة الفنون الجميلة في "سورية".

*عضو نقابة المعلمين في "سورية".

*عضو نادي التصوير الضوئي في "دمشق".

*عضو اتحاد الصحفيين في "سورية".

  • له عدة معارض فردية وجماعية داخل وخارج القطر.

  • مدير موقع "غيث العبد الله" للتراث والفنون، ورابط الموقع على شبكة الانترنت هو:

  • www.ghaith-a.com/