تزينت أعمال الفنانة "شاهيناز يازجي" في معرضها الذي أقامته في المركز الثقافي "أبو رمانة" بين مواضيع رمزية وأخرى تجلّى فيها تلاحم وترابط في مكونات الواقعية، وذلك في ثلاثة وأربعين عملاً تضمن رسم بورتريه ومناظر طبيعية بتقنيات مختلفة وأحجام متنوعة بين الكبير والمتوسط والصغير ليندمج مع خصوصيات كل مكان، ولتخلق لوحة تتطلع إلى تناغم مع الطبيعة، حيث تلخص فيها تجربتها الفنية الطويلة التي دامت عشر سنوات، وتبرز في لوحاتها مدى خبرتها في التعاطي مع مادة نشارة الخشب التي باتت العماد الأساسي للوحات المنجزة باختلاف مواضيعها بين الاجتماعي والسياسي والبورتريه.

موقع "eSyria" وبتاريخ 28/7/2009 زار المعرض وتحدث مع الفنانة "شاهيناز يازجي" حول سبب استخدامها للخشب كمادة أساسية في لوحاتها حيث تقول "يازجي": «منذ بداية مسيرتي الفنية أثارت انتباهي هذه المادة، وبعثت لدي الحس الإبداعي، فبدأت بمشروعي معها منذ 10 سنوات، ووجدت نفسي أتميز فيما أقدمه من خلالها، إضافةً إلى أنّها لاقت إعجاب الناس، وهذا بالتأكيد يهم أيّ فنان، لذا قررت أن أبقى حريصة على الاجتهاد والتطوير في تقديم موادي وأعمالي، بالاعتماد على الخشب كمادة أولية، ولا أفكر بهجرها إلى أساليب أو مواد أخرى، رغم أنّه لديّ تجربة مع الألوان المائية، صحيح أنّ الخشب هو المادة الأساسية والوحيدة في أعمالي، لكن تعدّدت تقنيات التعامل معه، فاستخدمت الرسم النافر والحرق، إضافةً إلى الخدش والحفر، وهذه التقنية بالذات استخدمتها في رسم البورتريهات مع التأكيد على إظهار الكتلة في الفراغ وهو جزء مهم مما أريد العمل عليه وتقديمه».

هذه الأعمال تتميز بجمالية عالية، والدقة ما بين الرمزية والواقعية خاصةً في طريقة التعامل مع مادة الخشب بعيداً عمّا نراه في أعمال الآخرين التي اعتمدت على الخشب كمادة أساسية، ومن هنا أرى في أعمال "يازجي" ما يشكل نقلة نوعية في هذا المجال الفني الذي اختارته لنفسها لتشكل بدورها مسلكاً جديداً في الساحة الفنية السورية

أما عن المواضيع المطروحة في أعمال "شاهيناز" فتنوعت وتفرعت على عدة مستويات حول الحياة والإنسان وعالم المرأة، وعن هذا تضيف بقولها: «جُلّ لوحاتي تأخذ المنحى الإنساني وتدور في فسحة الوطن وحب الأرض والتمسك بها لأنها أساس الإنسان، حيث عبرت عنها برؤية تخص عالم المرأة بما تحمل من حالات متنوعة وحساسة أو عن أفكار واقعية من الحياة كما تراها المرأة، فلا يمكنها التجرد من هذا الإحساس الأنثوي على اختلاف المواضيع التي ترسمها، والأسلوب الرمزي كان الباب الذي عبرتُ من خلاله عن أفكاري وأحاسيسي، فقدمتُ لوحاتي من هذا المنطلق بطريقة سهلة الفهم وواضحة وتثير العديد من التساؤلات والآراء».

من لوحاتها

كل من يتمعن في لوحات البورتريه المميزة التي قدمتها الفنانة "شاهيناز" في معرضها يدرك بأنها لا ترسم سوى الأشخاص الذين يعنون لها شيئاً خاصاً وتكن لهم مشاعر المحبة وفي هذا السياق تقول: «هذه اللوحات منها ما ترافق مع وقائع وأحداث معينة مثل لوحة للسيد الرئيس "بشار الأسد" والسيدة عقيلته تمثلهما عندما شاركا في زراعة الياسمين في الحديقة البيئية في "دمشق"، وبورتريه السيد "حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله، والذي رسمته أثناء حرب تموز على لبنان التي شنتها إسرائيل على لبنان، أما البورتريه الذي يمثل السيدة "فيروز" فأعتقد أنّها تعني لكلّ إنسان في هذه المنطقة، خاصةً إذا كان يتعاطى مع الشأن الثقافي، كما قدمت بورتريه للشاعر السوري الكبير "محمد الماغوط" في ذكرى وفاته وهو من الشخصيات الهامة التي أثرت بي، إضافةً إلى ما رسمته من شخوص لرجال ونساء ربما هم غير معروفين لكنهم بالمجمل يمثلون بيئة الريف السوري بكلّ تفاصيلها».

ولدى سؤالنا السيد "جمال ناصر" أحد الحاضرين من الجمهور حول لوحات "شاهيناز يازجي" فأجاب بقوله: «هذه الأعمال تتميز بجمالية عالية، والدقة ما بين الرمزية والواقعية خاصةً في طريقة التعامل مع مادة الخشب بعيداً عمّا نراه في أعمال الآخرين التي اعتمدت على الخشب كمادة أساسية، ومن هنا أرى في أعمال "يازجي" ما يشكل نقلة نوعية في هذا المجال الفني الذي اختارته لنفسها لتشكل بدورها مسلكاً جديداً في الساحة الفنية السورية».

تشكيل بين الطبيعة والانسان

الجدير بالذكر أن الفنانة "شاهيناز يازجي" من مواليد "سلمية" عام 1967 خريجة معهد الرسم في "حماة".

المعارض الفردية:

معرض دار الأسد للثقافة في مدينة الثورة.

من المعرض

معرض في المركز الثقافي العربي في "سلمية".

معرض في دار الأسد للثقافة والفنون في "حماة".

معرض بدعوة من نقابة عمال سد الفرات في مدينة الثورة.

معرض في مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال بـ"دمشق".

المعارض المشتركة:

معرض مع تجمع فناني "الرقة".

معرض مع تجمع فناني "سلمية".