كما كل مناطق سورية التاريخية التي تتميز بإرثها الغني في الفلكلور والفن عموماً تبرز منطقة "سلمية" الغارقة في القدم لتكون من أبرز أمثلة هذا البلد العريق في غناها والذي لا يقتصر على أوابدها الأثرية فقط وإنما ليشمل ما خلفه الأجداد والآباء لأبنائهم من إرث فني صبغها بصبغة مميزة.

موقع eHama زار الأستاذ "أحمد فطوم" في منزله الواقع في وسط المدينة بتاريخ 23/2/2009 لاستشفاف ملامح الفلكلور والفن للسلمية وكان لنا الحديث التالي:

في البداية تأثر غناء منطقة "السلمية" باللهجة البدوية ولهجة "حماه" المدينة، حتى إذا ظهر المذياع أخذت تتأثر بالأغاني المشهورة مثل أغاني "خضيري أبو عزيز" العراقي وبعض المطربين الحلبيين، ثم مستقبلاً ظهر لـ"سلمية" فلكلور خاص بها بفضل بعض المطربين من أهالي المنطقة، والتي اشتهرت أغانيهم على مستوى القطر من أمثال "صادق حديد" وابنه "محمد حديد" و"نايف غالي" وقبلهم كان "حسين العلي محفوض" الذي كان يقول الشعر والعتابا والغناء. * عن دبكة أهالي "سلمية" وأصلها وتطورها؟ ** تأثرت بمن حولها من الدبكات إلاَ أنَ هنالك دبكة رغم أنها جاءت من مناطق ثانية فقد سميت باسم المدينة "السلمونية" وهي في الأصل دبكة تتبع لمنطقة حمص بالإضافة لدبكات النشلة والرجل والشمطة. * بالنسبة للعتابا كيف تكوَن إرث "سلمية" في هذا اللون؟ ** اشتهرت "سلمية" بالعتابا مع العلم أن هذا اللون خاص بالبدو من جهة وأهل الساحل من جهة أخرى فبرع في "سلمية شعراء العتابا وأخذوا يؤلفون كلماتها ويغنونها كما أن بعض الشعراء نظموا القصيدة وقد أذيع بعضها في إذاعة العراق، وفي العصر الحديث وتماشياً مع التطور؛ جارى بعض المطربين في "سلمية" هذه الحداثة وقد غنوا في الإذاعة السورية أغاني كثيرة من أمثال "حلمي الشيخ حسين" و"أحمد ناصر" و"صادق الآغا" وغيرهم مع العلم أن هناك أحد المطربين الشعبيين بثَت له إذاعة لندن الكثير من أغانيه وهو "محمد الزرزوري". ويضيف الأستاذ "أحمد فطوم": «العتابا كانت تحكي قصة هذا الشعب خاصة معاناته في زمن الاستعمار التركي فكانت هناك هجرات من "سلمية" إلى أمريكا، وكان المهاجرون يرسلون العتابا من هناك لأهاليهم يشرحون بها معاناتهم مع الغربة مثل: " علامك يادهر حطِيت بينا وشمّتت العدى والناس بينا وحطونا بمركب وسار بينا وكتر الموج نسَانا الحباب" ومن هنا أصبح لهذه المنطقة إرث غني جداً من الأغاني والعتابا التي أصبحت منتشرة ليس فقط على مستوى المنطقة وحسب بل امتدت إلى كافة أرجاء البلاد

  • تاريخ الفلكلور في سلمية من حيث النشأة والتطور؟
  • الأستاذ أحمد فطوم

    ** عندما قدم الأهالي إلى هذه المنطقة جاؤوا من مناطق عديدة، فلم يكن لديهم فلكلور منظم أو معروف ولكن كل فئة جاءت بلهجة المنطقة التي وفدت منها فتأثرت الناس بعضها ببعض، ثم بتراث القبائل العربية الموجودة في هذه المنطقة من الشرق ومدينة حماه وحمص من الجنوب والغرب، فتأثرت "سلمية" بكافة الاتجاهات مما شكل لديها فلكلوراً خاصاً بها وممتزجاً بالبداوة والمدنية وما حمله الناس من بلادهم القديمة فتكونت لسلمية لهجة خاصة بها في الكلام والغناء والتي بدورها تميز أهاليها وهي أقرب اللهجات إلى الفصحى.

    ويضيف قائلاً:

    «في البداية تأثر غناء منطقة "السلمية" باللهجة البدوية ولهجة "حماه" المدينة، حتى إذا ظهر المذياع أخذت تتأثر بالأغاني المشهورة مثل أغاني "خضيري أبو عزيز" العراقي وبعض المطربين الحلبيين، ثم مستقبلاً ظهر لـ"سلمية" فلكلور خاص بها بفضل بعض المطربين من أهالي المنطقة، والتي اشتهرت أغانيهم على مستوى القطر من أمثال "صادق حديد" وابنه "محمد حديد" و"نايف غالي" وقبلهم كان "حسين العلي محفوض" الذي كان يقول الشعر والعتابا والغناء.

    دبكة سلمونية

  • عن دبكة أهالي "سلمية" وأصلها وتطورها؟
  • ** تأثرت بمن حولها من الدبكات إلاَ أنَ هنالك دبكة رغم أنها جاءت من مناطق ثانية فقد سميت باسم المدينة "السلمونية" وهي في الأصل دبكة تتبع لمنطقة حمص بالإضافة لدبكات النشلة والرجل والشمطة.

    لابساً الفروة

  • بالنسبة للعتابا كيف تكوَن إرث "سلمية" في هذا اللون؟
  • ** اشتهرت "سلمية" بالعتابا مع العلم أن هذا اللون خاص بالبدو من جهة وأهل الساحل من جهة أخرى فبرع في "سلمية شعراء العتابا وأخذوا يؤلفون كلماتها ويغنونها كما أن بعض الشعراء نظموا القصيدة وقد أذيع بعضها في إذاعة العراق، وفي العصر الحديث وتماشياً مع التطور؛ جارى بعض المطربين في "سلمية" هذه الحداثة وقد غنوا في الإذاعة السورية أغاني كثيرة من أمثال "حلمي الشيخ حسين" و"أحمد ناصر" و"صادق الآغا" وغيرهم مع العلم أن هناك أحد المطربين الشعبيين بثَت له إذاعة لندن الكثير من أغانيه وهو "محمد الزرزوري".

    ويضيف الأستاذ "أحمد فطوم":

    «العتابا كانت تحكي قصة هذا الشعب خاصة معاناته في زمن الاستعمار التركي فكانت هناك هجرات من "سلمية" إلى أمريكا، وكان المهاجرون يرسلون العتابا من هناك لأهاليهم يشرحون بها معاناتهم مع الغربة مثل:

    " علامك يادهر حطِيت بينا وشمّتت العدى والناس بينا

    وحطونا بمركب وسار بينا وكتر الموج نسَانا الحباب"

    ومن هنا أصبح لهذه المنطقة إرث غني جداً من الأغاني والعتابا التي أصبحت منتشرة ليس فقط على مستوى المنطقة وحسب بل امتدت إلى كافة أرجاء البلاد».

    أخيراً من الجدير بالذكر عن الأستاذ "أحمد فطوم "أبو سليم من مواليد السلمية 1940 م" الذي ولد في أحيائها الفقيرة من أسرة تعشق الأدب والفن فنشأ يطالع تاريخها ويبحث في نشأتها وتطورها حتى أصبح من مراجع سلمية الأوائل في فلكلورها وفنها بشكل عام" كان له تجارب ومشاركات عديدة أهمها:

    1 ـ الإذاعة السورية عام 1973 في برنامج "حياة بلدة " تحدث فيها عن تاريخ سلمية.

    2ـ التلفزيون السوري عام 1986 م في برنامج "سلمية واحة التاريخ" .

    3ـ برنامج التلفزيون والناس عام 2004 .م تحدث فيها عن تاريخ المقاهي في سلمية.

    4 ـ الفضائية الليبية عام 2006 م بعنوان "تاريخ الدولة الفاطمية".

    5ـ في عام 2008 م كان له مساهمة في مهرجان الثقافة في حماه حيث تكلم عن تراثها ومياهها وأزيائها وطبيعة حياتها وعاداتها وزينة نسائها.