مشغولات وقطع متنوعة صاغها مبدعون حرمتهم الطبيعة الحياة السليمة، هم معوقون، لكنهم يمتلكون إرادة العمل، وإرادة إثبات الوجود.

هذا ما ضمه معرض "مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين في "سلمية"، الذي زارته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 نيسان 2014 وهناك التقت السيد "سليمان قاسم" أحد الزوار الذي يرى ضرورة دعم هذه الفئة من المجتمع، مضيفاً: «لم يأتِ أحد منا إلى هذا العالم من أجل نفسه وحسب، بل جاء كل منا لأجل الآخر».

لم يأتِ أحد منا إلى هذا العالم من أجل نفسه وحسب، بل جاء كل منا لأجل الآخر

أما الزائر الآخر "علي عابدين" فتوقع دعماً أكبر لهذه الفئة من الأطفال التي حرمت الحياة السوية، ويتابع: «المعرض في كل مفردة منه، وفي كل قطعة هو تحفة فنية خالصة، أظهر المشرفون على هذا المشروع أنهم يعملون بتقنيات متطورة، مع علمي أنها جد متواضعة، وهنا يكمن الإبداع».

من المعرض

في يوم سابق علق السيد "منذر كلول" على المعرض إذ اعتبره جهداً خارقاً في زمن لا بد أن يقف المرء مع نفسه متطلعاً إلى فئة معاقة تتحدى ظروفها، ويكمل: «أعتقد أن الكثيرين من الأصحاء غير قادرين على تقديم لوحات مثلما قدمه هؤلاء الأطفال، بكل تأكيد وراء كل عمل خلاق جهة راعية، وأنا أشكر المشرفين الذين استنهضوا من عمق الألم أشغالاً ذات قيمة معنوية بالدرجة الأولى لهؤلاء الأطفال، وكذلك لذويهم، ولنا نحن المجتمع الذي يدير ظهره لهم».

الآنسة "روعة الحلو" إحدى المتطوعات في المركز قدمت لنا شرحاً مستفيضاً عن كيفية التعامل مع طفل معوق ذي طبيعة خاصة، وجعله يتفوق على نفسه أولاً ويصوغ قطعاً فنية جميلة، وتضيف: «اعتمدنا في عملنا على الأفكار البسيطة، التي يمكن صناعتها والعمل عليها، وكنا كذلك حريصين على استخدام الأدوات غير المؤذية، خاصة أن من بين الأطفال من هم ذوي طبيعة عصبية حادة، ولكن المميز في الأمر أنهم متخصصون وبارعون في أعمال خاصة».

أثناء الافتتاح

وتابعت: «الآن وفي هذه اللحظة أسترجع شريط عمل يعود إلى ستة أشهر سابقة من يومنا هذا، هناك تعب حقيقي، لكنني وجميع العاملين في المركز سعيدون للغاية لما وصلنا إليه».

وأشارت إلى أن كل الأعمال صنعت من توالف البيئة القابلة للتدوير.

"روعة الحلو".. من المشرفات على المعرض

الأستاذ "برهان زيدان" مدير المركز ألقى الضوء على المعرض في بانوراما سريعة: «يستقبل مركز الدراسات وأبحاث ورعاية المعوقين ثلاثين طفلاً من ذوي الاحتياجات خاصة، وأعمارهم متفاوتة، وهذا المعرض الثالث الذي يقدمه المركز إلى جمهور "سلمية"، في الواقع كان العمل مضنياً للغاية، وأظهرت المشرفات صبراً منقطع النظير كي نصل إلى ما وصلنا إليه، المشاركة اقتصرت على عدد من الأطفال وبلغ عددهم عشرين طفلاً».

ويتابع: «اليوم بتنا في حاجة ماسة إلى مركز ذي إمكانيات أكبر، ومساحة أوسع، وكثر الكلام سابقاً عن مشاريع تخص هذه الفئة من الناس، ولكن يبقى الكلام مرهوناً بالأفعال، يجب أن يمنح هؤلاء ترخيصاً لتأسيس مشاريع صغيرة لمثل هذه الأعمال، فهم قادرون على العمل، وبإمكانهم توفير دخل مادي يضعهم جنباً إلى جنب مع أصحاب الدخل، هم بادروا، تجاوبوا، كانوا فنانين حقيقيين، فلم لا نقف إلى جانبهم، هذه دعوة إلى كل من يهمه الأمر».

ــ ضم المعرض 570 قطعة مختلفة، زينت بشكل أنيق في قاعة المجلس الإسماعيلي المحلي وحضر يوم الافتتاح جمهور غفير، وعائلات الأطفال أصحاب المعرض.

ــ بدأ المعرض بأغنية "نحنا.. نحنا صغار" قدمها أطفال المركز، وتفاعل معها الجمهور بشكل مؤثر.

ــ بدأ المعرض فعالياته يوم الإثنين 7 نيسان 2014.