«له أباريق من الضوء وعصافير لرفيف أجنحتها صوت القلب وحنين الوردة إلى شبيهها قرص الشمس، لنواعير "حماة" التي ترتشف حروف وعدٍ صادق أنها لن تتوقف عن الدوران بعد اليوم، لعاصيها الذي تذوب ضفائر الصفصاف حياءً على ضفتيه وهو يستعد للغرق الدائم بالألق والندى وعبث الأطفال بعد ما عايش سنوات وشهوراً لا يخاف البلل».

بهذه الكلمات افتتح الدكتور "رضا رجب" رئيس فرع "اتحاد الكتاب العرب في حماة" المهرجان الشعري الذي حضره موقع eSyria ضمن إطار فعاليات وأنشطة "مهرجان ربيع حماة الثاني عشر" وتابع الدكتور كلماته قائلاً: «هو مهرجان الشعر في "حماة"...اصراراً على أن يبقى ديوان العرب رغم صعوبة المنافسة في عصر الثقافة الجائرة المستباحة المستبيحة، فالشعر يداوي النفوس ولكن لا يحيي النفوس الميتة».

هو مهرجان الشعر في "حماة"...اصراراً على أن يبقى ديوان العرب رغم صعوبة المنافسة في عصر الثقافة الجائرة المستباحة المستبيحة، فالشعر يداوي النفوس ولكن لا يحيي النفوس الميتة

وكان لنا هذا اللقاء مع الشاعرة "فاديا غيبور" نائب رئيس "اتحاد الكتاب العرب في سوريا" لتحدثنا عن مشاركتها في هذا المهرجان قائلة: «شهدت بدايات هذا المهرجان في دورته الأولى وعاد إلى الحياة وبعث ضمن فعالياته منذ سنوات، لذلك لا يمكن أن أقبل أن أغيب عن هذا المهرجان وعن هذا الربيع وعن وجوه أهل "حماة" الربيعية. أولى قصائدي كانت تحية إلى "حماة"، والقصيدة الثانية كانت بعنوان "أنثى" كتبتها منذ سنين ولم ترى النور لكن قررت اليوم أن ألقيها في هذا المهرجان وهذه بعض الأبيات منها:انثى تنام على سرير مشاعري/ ماذا أقول لهذه الأنثى الصغيرة/ وهي ترفض كل ما علمتها/ وتقول لي: بوحي قصيدتك الأخيرة وارحلي/ وتسللي كفراشة بين السطور الشاحبة/ نامي على أهداب نونٍ طيبة».

كذلك التقينا مع الشاعرة المغربية "وفاء العمراني" لتحدّثنا عن مشاركتها ورأيها بهذا المهرجان قائلة:«أنا سعيدة جداً بهذه المشاركة المميزة والتي لها أكثر من معنى بالنسبة لي، أثناء تواجدي في "دمشق" كنت أتوق إلى زيارة "حماة" لكثرة ما قرأت وسمعت عن شعرائها أو مدرستها الشعرية إذا شئت، وعن جمهورها، وأعتقد أن في "حماة" يستطيع أن يجد الشاعر جمهوراً ذواقاً لكل ما هو جميل، فهذه سعادتي الأولى وسعادتي الثانية أنني في ربيع "حماة" وفي هذه الأمسية أنضم إلى كوكبة من الشعراء الذين يشكلون باقة طيبة من شعراء "سورية" وهذا فخر واعتزاز كبير في نفسي، وسعادتي الثالثة أنني اليوم في بلد أحبه وأعتز بحضارته الموغلة في التاريخ وتراثه الحي الذي يؤكد لنا اعتزازه بلغته العربية. قرأت ثلاث نصوص شعرية الأولى كانت عن "دمشق" وعلاقتي بهذه المدينة كمستشارة ثقافية في "السفارة المغربية". والقصيدة الثانية التي ألقيتها بعنوان "الشاعرة" فقد حاولت أن أخص الشاعرة الأنثى بهذه القصيدة على اعتبار أن الشعر له بواباته المشرعة التي تتلاقح بها الأصوات دون العودة إلى الذكورة والأنوثة، وقصيدتي الثالثة بعنوان "هيأت لك" وهي مهداة للشاعر الرجل بوصفه صديقاً وأخاً وعشيقاً وزوجاً».

والتقينا مع الشاعر "مجيب السوسي" الذي قال:«أفتخر بمشاركتي هذه ضمن فعاليات "مهرجان ربيع حماة" وأعتبر "حماة" مدرسة متكاملة من الشعر، ولا تزال هذه الشجرة مستمرة بالإثمار كما أعتز بأنني أشارك إلى جوار كوكبة من الشعراء الذين يعتبرون سنديانة الشعر في "سوريا" وأغلبهم من الأصدقاء التي تربطنا معاً هموم مشتركة. ألقيت قصيدة واحدة بعنوان "غزلية للعرب" وصفت من خلالها الوضع المأساوي والصعب الذي تعيشه البلدان العربية مروراً بأحداث "غزة" و"العراق" و"الجنوب اللبناني" متوقفاً عند "دمشق" التي لا تزال بشموخها واقفة تقاوم الأعاصير والمؤامرات الهادفة إلى إركاعها. وقد اتكأت في قصيدتي على التراث الأصيل والشامخ وتوقفت عند "أبي تمام" هذا الرجل الشامخ بحكمته ومفرداته الإنسانية والمرتبطة بالأرض».

والجدير ذكره أن هذا المهرجان الشعري بدأ فعالياته بتاريخ 9/5/2009 وسيستمر حتى تاريخ 27/5/2009 في كل من المراكز الثقافية في "حماة" و"مصياف" و"سلمية".