كان للمسرح حضوراً مميزاً ضمن فعاليات "مهرجان ربيع حماة الثاني عشر" حيث قدمت فرقة "كور الزهور" على مسرح "دار الأسد للثقافة" عرضاً مسرحياً بعنوان "كلب الآغا" إخراج "مولود داوود" وتأليف الكاتب "ممدوح عدوان". موقع eSyria حضر العرض بتاريخ 1/4/2009 وكان لنا هذا اللقاء مع الممثل "نبيل جاكيش" الذي حدّثنا عن العمل بشكل عام قائلاً: «العمل يقول بشكل عام أن كلب الآغا آغا، وجميع أهل القرية أرادوا عن طريق التملق الوصول لأخذ الحظوة عند ذلك الآغا، وذلك من خلال إدعاء محبتهم لكلبه والملقب بـ"بارود"، ومع نبأ موت الكلب اعتقدوا أن الاهتمام وإبداء الحزن وإقامة مراسم الدفن له ستقربهم من الآغا، لكن عندما يعرفون أن المتوفى هو الآغا نفسه يتخلصون من حاجز الخوف الذي كان يقيدهم، ويستعدون للترحيب بالآغا الجديد دون الاكتراث لخبر موت الآغا الراحل».

أما عن الدور الذي يلعبه "نبيل" في العرض فيقول: «أقوم بأداء شخصيتين مختلفتين تماماً في العمل، الشخصية الأولى هي "اسكندر" الفلاح البسيط الذي يتحين الفرص ليقول ما لديه من أكاذيب يفتعلها حول أي مناسبة يراها تمكّنه من التعبير عن نفسه، وهو الذي يوصل الخبر الكاذب عن موت كلب الآغا، لأنه يريد أن يكون مثل بقية رجال الآغا عن طريق الكذب والنفاق والاحتيال. أما الشخصية الثانية فهي "أم فارس" هي الجانب النسائي في العمل وأنا شخصياً أحب هذا الدور لأنه يلامسني من الداخل، "أم فارس" تمثل شريحة من نساء القرية اللواتي يقمن بالندب في الأحزان من خلال تأليف الأغاني وتلحينها وأدائها بما يتناسب مع حالة الوفاة، كذلك الأمر بالنسبة للأفراح».

أراد المخرج أن يكون التعبير حيادياً في هذا الجانب الكوميدي، فلو أعطاه لفتاة لكانت أضفت عليه شيئاً من الأنوثة، أما عندما قمت أنا كرجل بالدور بالغت في حالة السخرية والاستهزاء من هذه الشخصية

ولدى سؤالنا عن عدم تأدية الدور من قبل فتاة أجاب: «أراد المخرج أن يكون التعبير حيادياً في هذا الجانب الكوميدي، فلو أعطاه لفتاة لكانت أضفت عليه شيئاً من الأنوثة، أما عندما قمت أنا كرجل بالدور بالغت في حالة السخرية والاستهزاء من هذه الشخصية».

الممثل نبيل جاكيش

كما حدّثنا الممثل "مراد فطوم" عن دوره قائلاً: «ألعب دور "سمعول" مجنون القرية، الذي يتم إرساله من قبل رجال القرية ليتأكد من خبر موت كلب الآغا، بناءً على مقولة (خذوا الحكمة من أفواه المجانين). يعود في منتصف المسرحية ويخبر أهل القرية أن الذي مات هو الآغا وليس كلبه».

وكان للجمهور رأيه بالعرض، "علي الخطيب" حدّثنا عن رأيه قائلاً: «عرض "كلب الآغا" هو أقرب للعروض الكوميدية الشعبية، تحدث المخرج من خلالها عن تراثنا في زمن الإقطاع واصفاً المعاناة من طغيان الآغا ورجاله. بالعموم كان العرض جميلاً وممتعاً، استطاع أن يوصل مقولته للجمهور والتي تمحورت حول المثل الشعبي القائل (كلب الآغا.. آغا) عبر الحكاية التي شاهدناها موضحاً حالات التزلف والتملق، كذلك بيّن موقف المعارضين للآغا مثل الشاعر "كمال" وصديقه. وما يؤكد لنا أن العمل ينتمي إلى الكوميديا الشعبية هو استخدام المخرج للشكل الكوميدي في كافة المواقف والأغاني وكذلك الشخصيات».

الممثل مراد فطوم
من الجمهور علي الخطيب