«جاءت مجموعته من قصائد تفعيلة وأخرى نثرية، ولكنه إجمالاً يميل ميلاً ظاهرياً إلى الوزن والقافية ويحسن توظيف الرمز كالشمس والقبر والليل والجرح والطريق وتوظيف التراث، وهو يغوص أحياناً فيحتجب ويعوم أحياناً، فتبدو قصائده من النوع المطول التي تشتهي التكثيف، إلى جانب مقتطعات تأملية قصيرة تشبه الومضات، أما همومه فهي هموم العصر المترددة بين الرغبة والعجز، ومن هنا يأتي عذابه الروحي في شكل جلدٍ للذات الفردية والجماعية».
هذا ما قاله الأستاذ "عبد الرزاق الأصفر" عضو لجنة التحكيم في مسابقة الدكتور "وجيه البارودي" الأدبية في دورتها الثانية، عن المجموعة الشعرية "مستقيم على انحناء" للشاعر "عبد الرزاق الرحمون"، والتي نالت المرتبة الثالثة.
في الحقيقة كانت المشاركة بالنسبة لي مجرد تقييم أردته لنفسي ولمجموعتي، بعيداً عن حسابات المرتبة الثالثة أو غيرها، ولم أكن متوقعاً أن أحل في مرتبة من المراتب الثلاث الأولى على 15 مجموعة مشاركة
موقع eSyria التقى الشاعر "عبد الرزاق الرحمون" يوم الأربعاء 19 آب 2009، حيث تحدث عن مشاركته بالمسابقة فيقول: «في الحقيقة لم تمض شهور على إصدار أول مجموعة شعرية تحمل اسمي وتحضن أشعاري، ومن الجميل أن تحصل على جائزة بأول مشاركة لها، وقد جاءت الجائزة في الوقت المناسب مع زمن إصداري لهذه المجموعة، كمساعد في النشر والبروز على الساحة الشعرية وأشكر الله عزَّ وجل على هذه النعم المتلاحقة في النجاح».
ويتابع "الرحمون" حديثه عن مدى توقع النجاح أو الحصول على أحد المراتب الثلاث الأولى من الجائزة فيقول: «في الحقيقة كانت المشاركة بالنسبة لي مجرد تقييم أردته لنفسي ولمجموعتي، بعيداً عن حسابات المرتبة الثالثة أو غيرها، ولم أكن متوقعاً أن أحل في مرتبة من المراتب الثلاث الأولى على 15 مجموعة مشاركة».
وفي سؤالنا الشاعر "عبد الرزاق" عن رأيه بمثل هذه المسابقات الأدبية الشعرية وما تحققه بالنسبة للشعراء الشباب، فيقول: «تعتبر مثل هذه المسابقات هي الساحات المضيئة التي تظهر المواهب المتوارية في الظل من أبناء الأرياف الذين لا يملكون القدرة على إصدار مجموعاتهم الشعرية، وجعلها تبصر النور، وخاصة بأن الدورة الأولى لمسابقة الدكتور "وجيه البارودي" كانت على مستوى القصائد المكتوبة والتي لم تنشر بعد، ولا بد من الدعم لهذه المبادرات والحركات الأدبية التي تنشط الحركة الشعرية بين جيل الشباب، وتبقي لهم الأمل في الظهور والإبداع».
وفيما أثارت هذه الجائزة في نفسه فيقول: «لقد استعادت لي هذه الجائزة دافع الأمل والقوة رغم الفتور والوهن التي مررت بها والحركة إلى الأمام، بالرغم من عدم نشري لجميع أعمالي في هذه المجموعة، فأصبحت أفكر في الرجوع إلى بواكير الشعر لدي وقصائد البدايات وهي على الخليلي، والتي خشيتُ من نشرها، ولن أقوم بتصويبها أو إضافة أي شيء عليها وستبقى مثل ما ولدت عليه بديوان جديد إن شاء الله، وسأضيف معها بعض القصائد الجديدة».
وعن سؤالنا للشاعر هل يجد نفسه اليوم وبعد حصوله على الجائزة، أنه أصبح في صف الشعراء والمساهمين في الحركة الشعرية السورية؟، وإلى أين تتجه أحلامه؟، فيجيب قائلاً: «أعتبر نفسي مازلت على أعتاب الشعر، لأن بحر الشعر واسع، ورغم حصولي على هذه الجائزة إلا أنني أتمنى أن أخوض مسابقات شعرية على مستويات أعلى ومشاركات عربية، مثل مسابقة "أمير الشعراء"، وجائزة "سعاد الصباح"».
والجدير بالذكر أن الشاعر "عبد الرزاق بدر الرحمون" من مواليد "حلفايا" 1972 دبلوم في التجارة والاقتصاد، ويشغل اليوم منصب مدير المركز الثقافي في مدينة "حلفايا" التابعة لمدينة "حماة".