ليس أكثر من كلمة لتكون هي المفتاح في سبيل صنع قصة على شاكلة الموت المعلن عبر أقاصيص بات أصحابها تحت رماد نسيانهم، لكنهم وبهذا الرماد يصنعون مجد أمتهم. أؤلئك هم الكتاب، وما هم سوى صناع الخيال لأحداث واقعية، ولكن كيف إن كان ما يكتب هو خيال في خيال!! عندها سنقف مكتوفي الأيدي وعلى وجهنا تعلو حالة إدهاش هي من تمسك بتلابيب العمق النفسي عندنا كقراء.

موقع eSyria التقى الكاتب "سامي محمود طه" يوم الاثنين 16 آب 2009، لنقع على أدق تفاصيل الحالة الأدبية التي يمتلكها، فكان معه الحوار التالي:

هو مثال الموظف المثابر، والجدي في عمله، لا يحب أن يترك وراءه ما يمكن للآخرين أن يوجهوا ملاحظاتهم، هو بشوش ودائم الابتسامة، وهذه ميزة من عند الله

  • في جعبتك ثلاث مجموعات من قصص الخيال العلمي، ما الذي شدك إلى هذا النوع من القص؟
  • الكاتب "سامي محمود طه"

    ** نحن في عصر العلم وتفجر المعلومات، ونحن بحاجة إلى مادة علمية والتي من شأنها أن تهيئ الانتقال إلى هذا العالم المليء بالأفكار بيسر وسهولة، كما أن الخيال العلمي مادة هامة في سبيل تطوير تفكير الطفل ومساعدته في الاستعداد لحياة ملأى بالنجاح.

  • ما مقومات كتابة القصة العلمية، وخاصة منها ما يتعلق بالخيال العلمي؟
  • "شجرة الأحلام" احد أعماله

    ** أولاً يجب التفريق بين القصة العلمية، والخيال العلمي، فالأولى تقدم فكرة قائمة تعرّف القارئ بها، أما في الخيال العلمي فهي عبارة عن أفكار لمّا تحدث بعد، ويمكن من خلال المعالجة الأدبية أن تصل أكثر، وكثيراً من قصص الخيال العلمي تحولت إلى واقع بفضل معالجة أدباء تمرسوا في كتابة الخيال العلمي. من هنا ننطلق إلى مقومات الكتابة في المادة العلمية لنعرف أن اللغة هي أساس أي عمل أدبي، لكن حين نقدم القصة العلمية يجب أن نعتمد على لغة سهلة، وبسيطة لشد القارئ إلى هذه المادة، خاصة وإنها مهملة ومتهمة بأنها جافة، ومع كل ما ذكرنا يجب مراعاة عمر الطفل إن كنا نريد أن نكتب للأطفال.

  • كيف يمكن أن نقدم وجبة كاملة الدسم من خلال نص قصير، والمعروف أن القصة القصيرة أصعب أنواع الكتابة الأدبية؟
  • مع زملائه في العمل

    ** القصة القصيرة فن أدبي له ما يميزه، وربما أكثر ما يميزها هو الفكرة المبدعة، ويتوج النجاح الأكبر عندما تحقق تلك الفكرة عنصر الإدهاش.

  • من هنا نأتي لنتحدث عن حالة الإدهاش التي يبحث عنها كل كاتب؟
  • ** إن طريقة عرض القصة يعتبر عامل إدهاش، ويمكن للفكرة أن تلعب الدور، كذلك غرابتها وما يمكن أن يقدم الكاتب من جديد، مع أن لا شيء جديد، ولكن من خلال عرض بعض الحالات يمكن أن نحقق من خلالها عامل الإدهاش.

  • يبدو أن التوجه إلى الطفل بات أمراً غريباً في ظل ثورة الفضائيات (عالم الديجيتال)، فماذا يمكن أن نقدم له أكثر مما يتابعه على هذه الفضائيات؟
  • ** على الكاتب أن ينمي إحساس الطفل بالجمال، والتفاؤل، والأمل، أن يتعرف على واقعه، ولكن بطريقة تقول: (لا تيأس.. الحياة بإرادتك ستكون أجمل)، من هنا لا تستطيع كل فضائيات الأرض أن تبعد عنا طفل هذه الأيام مهما غالوا بما يقدمونه بصرياً وعبر قصص أشبه ما تكون إلى مجتمعات مريضة، لذلك لا خوف على الطفل، لأننا بيسر وسهولة نستطيع أن نوجهه كيفما يجب أن يلتفت دون الإضرار بصحته.

  • كيف تقيّم الأدب الحالي، وكيف تراه مستقبلاً؟
  • ** واقع الحال يبشر بالخير وإن كنا نطمح للأفضل دوماً، ففي الوطن العربي كتّاب لهم تميزهم الخاص استطاعوا أن يسطروا بأقلامهم الخلود لأعمال أدبية أدت دورها على أكمل وجه، فقدمت واقعاً جميلاً طالما كنا نطمح إليه، وأنا لست متشائماً ولا سوداوياً في ذلك.

  • لنتحول إلى مكان آخر، كيف يمكن لنا أن نحمي الكاتب من السرقة؟
  • ** أرى أن أي سرقة أدبية يمكن أن تمر من خلال عبارات التناص، أو توارد الأفكار وتشابهها، هذا إن لم تكن السرقة كاملة، والكاتب يحزن كثيراً متى عرف أن ما أبدعه قد تعرض لانتهاك، وضرب به عرض الحائط ولعبت به يد السوء. وأرى أن نحمي الكاتب من خلال المؤسسات الثقافية، وهذه الأخيرة لو أنها قامت بواجبها على أكمل وجه، واتخذت الإجراءات والملاحقات الشديدة لما سولت نفس البعض من شن حملات قنص على بعض النصوص.

  • ما الذي يميز القصة التي يكتبها "سامي طه"؟
  • ** وصلت إلى قناعة أن كل ما كتبته هو واقعي ولا علاقة للخيال به، وأكون سعيداً متى سمعت عن حدث ما قد جرى بالفعل، وكنت أنا قد دونته في إحدى قصصي قبل أن يقع بالفعل، وهنا تكمن صعوبة إقناع الآخر بأن ما كتب ما هو إلا نسجٌ من خيال.

  • من هو "سامي محمود طه" كما يراه محيطه المقرب منه؟
  • الأستاذ "خالد الخالد" صديق الكاتب، وهو موجه التعليم الريفي في مديرية التربية في "حماة" قال في صديقه "سامي طه": «نشيط وملتزم بأدق تفاصيل عمله، كما أنه متفهم ومتوازن مع نفسه، فهو هنا الموظف، ولا أحد منا يشعر أنه يتعامل مع كاتب، لبساطته، وحبه للآخرين، وهذا ليس غريباً عنه».

    صديقه الآخر "يوسف الأسعد" يرى فيه الشخص المتعاون، والمعطاء، ويضيف قائلاً: «أنا سمعته وحضرت له أكثر من أمسية قصصية، وجدت أن أسلوب إلقائه يعتمد على تحريك مخيلة المستمع، وكأني به ممثلاً إذاعياً عليه أن يضع المستمع في جو النص الذي يلقيه، ودلالة هذا الشيء أن جمهور الأطفال الموجه إليهم هذا النشاط تجدهم متسمرين في مقاعدهم وهم نادراً ما يفعلون ذلك، هذه حقيقة أود ذكرها».

    الأستاذ "أسامة سلوم" يقول في "سامي طه": «هو مثال الموظف المثابر، والجدي في عمله، لا يحب أن يترك وراءه ما يمكن للآخرين أن يوجهوا ملاحظاتهم، هو بشوش ودائم الابتسامة، وهذه ميزة من عند الله».

  • في بطاقة الكاتب "سامي محمود طه" أنه من مواليد قرية "جوبة برغال" في محافظة "اللاذقية" في العام 1965، وهو من سكان مدينة "كفر بهم" في محافظة "حماة".
  • - خريج من كلية التربية.

  • عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية أدب الطفل منذ العام 2003.

  • مؤلفاته: "اخطبوط في رحم امرأة" مجموعة قصصية صدرت في العام 1999. مجموعة قصصية بعنوان "من مذكرات امرأة" صدرت عام 1999. ومجموعة "سالم وبلاد العباقرة" في العام 2000، ومجموعة "سر الفراشة" عام 2001، ومجموعة "اختفاء اللاعب الصغير مهران" عام 2002، ومجموعة "شجرة الأحلام" صدرت عام 2005.

  • الجوائز التي حققها: المركز الثاني في جائزة الدكتورة "سعاد الصباح" الكويتية في عام 1997.

  • المركز الثاني في جائزة نادي "الطائف" الأدبي للقصة القصيرة في السعودية عام 2003.

  • جائزة الكرز الأول في مناسبتين في رابطة الخريجين الجامعيين في كل من "اللاذقية" و"حماة".

  • في أدب الطفل حصل على جائزة المركز الثاني "أنجال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" في "أبو ظبي" عام 2003 عن قصة "عانقي الشمس أيتها العصافير".

  • جائزة المركز الثاني من منظمة "اليونيسيف" لقصة الطفل العربي، عن قصة "اختفاء اللاعب الصغير مهران" عام 2002.

  • جائزة وزارة الثقافة عن الرواية الموجهة إلى الطفل عام 2008 عن رواية "مدينة الفرح" وهي قيد الإصدار حالياً.

  • جائزة أفضل سيناريو عن قصة للأطفال بعنوان "الكنز" عام 2002.