«عندما يقول أحدهم: (الشاعرة نوار فرحة)، فصدقاً أشعر أنهم يتحدثون عن شخص آخر لا علاقة لي به، فأنا أعتبر نفسي في أولى خطواتي الشعرية، وهي خطوات بسيطة تحتاج لكثير من الجهد والعمل والدراسة حتى أستطيع أن أربط بين (الشاعرة) وبين "نوار"».
بهذه الكلمات بدأت "نوار ناصر فرحة" تلك الشاعرة التي حلقت في سماء رياض الشعر بـ"سلمية" وهي طفلة تلهو بأقراطها الشاعرية ولعبتها التي فارقتها على حدود القصيدة، فاعتلت منابره منذ الصغر، وأصبح اسمها يقدم مع الشعراء الكبار في أمسيات شعرية ومهرجانات مختلفة في جميع المحافظات السورية تقريباً.
موقع eSyria يوم السبت 17 أيار 2009 التقى "نوار" لتحدثنا عن تجربتها الشعرية وقصة البدايات.
** كانت البداية عندما كنت في التاسعة من عمري، عندما لم تستطع غزارة دموعي أن تعبر عما بداخلي من حزن على لعبتي التي انتظرت طويلاً حتى استطاعت أمي شراءها، وكانت بالنسبة لي طفلتي الغالية، فمنظرها وهي بيد ذلك الطفل وهو يقوم بنزع رأسها أمام عيني كان قاسياً جداً ومؤثراً في نفسي وقلبي، فولدت هذه القصيدة:
يا حسرتي يا حسرتي/ ضاعت لعبتي
لعبتي سميتها مرح/ ولعبتي طارت من الفرح
انتظرتها طويلاً/ أحبها كثيراً.....
** كان عمري خمسة عشر عاماً عندما صعدت إلى المنبر لأول مرة، وذلك بالمركز الثقافي بـ"سلمية"، ولا أخفيك أنني شعرت وقتها أن صعود جبل شاهق أهون عليّ من اعتلاء منبر الشعر، وكنت أؤمن أن السقوط مؤلم في كلا الحالتين، أما الآن وبعد مشاركات عديدة ومتنوعة، فقد اعتدت صعوده كما اعتدنا تناول سندويشة الزعتر في المدرسة.
* ماذا تقولين عن "نوار"؟
** "نوار" فتاة تعيش حياة مشاغبة، ولعل أشد حالات الشغب عندي هي عندما أكتب الشِعر، لأنني أكون ساعتها مخولة من قبل خيالاتي وفضاءاتي أن أشكل العالم كما أريد، أن أركب وأحلل، وهذه حلاوة الشعر.. يمنحك الفرصة لتشكيل اللغة بعلاقات عاطفية جديدة.. وكلما كانت تلك العلاقات غير مألوفة من قبل الناس كلما كان كاتبها أكثر شاعرية، فعندما يقترب مني ما يسمونه (الإلهام الشعري) تجدني أتحول لشخص آخر في دنيا أخرى.
** طبعاً لوالدي الفضل الأكبر في نجاحاتي وتفوقي، وأبي يكتب الشعر ولنا بعض الأمسيات معاً، أما بالنسبة إلى أمي لا أستطيع أن أشرح كم تدفعني وتشجعني للأمام، رغم الحالة الصحية الصعبة التي واجهتها، كانت رفيقة أمسياتي الشعرية بشكل دائم.
** عندما أكون حزينة، وعندما أكون فرحة جداً، والقصيدة عندي إما ذروة الفرح أو ذروة الحزن، ولا أدري لماذا معظم القصائد التي كتبتها معتادة على السهر فلا هي تنام ولا تدعني أنام حتى أكمل كتابتها، عندها أقول للصباح الذي يكون قد استفاق.. صباح الخير.. وأنام.
** يعني أنا، ومعنى "نوار" الربيع، وكذلك اسم نجمة تأتي قبل كل النجوم وترحل بعد كل النجوم فتبقى وحيدة تنور السماء لذلك يدعونها "نوارة"، وتدل أيضاً على الوردة البيضاء، وأنا أحب اسمي كثيراً.
** هناك قصيدة جديدة كتبتها عن "سلمية" أثناء تواجدي بمدينة "حمص" أقول فيها:
أعلق النجوم تاجاً حول جبينها
أضع في يديها سواراً من جبال
أمشي على ترابها حافية
كي تلامس كل قطعة مني
ثوبها المندى بالنور والشجر
حتى إذا ما أدركني سواد عينيها
أحببتها أكثر
تستحم برائحة خبز الصباح الطازج
وتدلك كتفيها... بمناجل الفلاحين
وتنجب ماغوطاً آخر........
من الجدير بالذكر أن "نوار فرحة" من مواليد "سلمية" 1989، تدرس الأدب الانكليزي في جامعة البعث بـ"حمص"، لها مشاركات شعرية عديدة في أمسيات أقيمت في "سلمية" وخارجها، كما أنها إضافة للشعر تمتلك موهبة الرسم والنحت.