بدأت حدود "المملكة السورية" تتوضح شيئاً فشيئاً عندما كانت فكرة صغيرة تنبع من عمل الخير منذ عام 2007، على يد الإعلامية "ماغي خزام"، وكبرت هذه الحدود مع اشتداد الحرب على "سورية"، فكان الأطفال هم الهمّ والاهتمام لأنهم الأمل والمستقبل، فوصلت إلى مئات الأسر، وكونت جيشاً متكاملاً من المتطوعين للأعمال الخيرية، ووصلت إلى مناطق عديدة في الوطن.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 تموز 2018، تواصلت مع الإعلامية "ماغي خزام" لتتحدث عن البدايات، وتقول: «بدأت العمل الخيري عام 2007 عندما انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي في "سورية"، وبعد سفري إلى "أميركا"، بدأت العمل عن طريق صفحتي الشخصية على "الفيسبوك" لأكون صلة الوصل بين المحتاجين والمغتربين الذين يودون التبرع، ولا يعلمون من هو المحتاج، ولمن يتبرعون».

بدأت العمل الخيري عام 2007 عندما انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي في "سورية"، وبعد سفري إلى "أميركا"، بدأت العمل عن طريق صفحتي الشخصية على "الفيسبوك" لأكون صلة الوصل بين المحتاجين والمغتربين الذين يودون التبرع، ولا يعلمون من هو المحتاج، ولمن يتبرعون

وتكمل حديثها عن المشروع: «عندما كثرت الحالات، وأصبحت بالمئات لا يمكن تلبية حاجياتها عن طريق صفحتي، قررت التفرغ للأطفال لكونهم الشريحة التي يمكن العمل عليها وتطويرها لسنوات طويلة من عمرهم، ورحت أعمل لأطفال ومستقبل "سورية"، وطلبت العون من أطباء ومتطوعين، وفعلاً تقدم الكثير، لأن من شجع الفكرة لدي دخول أطباء بين مدة وأخرى يعرضون خدماتهم مجاناً لأي شخص أرسله، فقررت تفعيلها بصورة واضحة، حيث نقوم بمعاينات مجانية سنوية للأطفال لنطمئن على سلامتهم، وإن وجد أحد الأطفال في بداية مرضه نقوم بمعالجته. وتقدم متطوعون من كافة المحافظات، وهكذا بدأت القصة بوجود مسؤول للفريق ومتطوعين، بعدها تحولت إلى تنظيم أكثر، وكل متطوع له مهمة محددة من دون مسؤول، فكل شخص مسؤول عن مهمته لضمان نجاح العمل، ويقبل المتطوعون بمجرد ألا يكون لديهم مشكلات، ويحبون فعل الخير، ويقبلون العمل مجاناً، حيث يوضعون تحت الاختبار لمدة شهر».

فريق المملكة

أما عن مراحل اختيار الأطفال والتطورات التي جرت خلال السنوات التالية، فتتابع: «في السنة الأولى يقوم كل فريق باختيار أطفال منطقتهم الفقراء، وبسبب أن بعض المناطق قامت بمساعدة غير المستحقين في السنة الثانية، طلبت من الأهالي الدخول إلى صفحتي وتسجيل أسماء أطفالهم، فأقوم بتوزيع المناطق على الفرق، وكل فريق يذهب إلى منطقة غير منطقته لأخذ البيانات، وكل من يملك (عقارات، سيارات، أملاك) لا يمكن أخذه، والأولوية لذوي الشهداء والجرحى والأيتام، إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبعد المعاينات دخل الكثيرون من الأهالي والفريق لإخباري بحاجة الطفل إلى نظارة أو عملية، ولا يمكن الاستفادة من المعاينة من دون مساعدة الأهالي الذين هم بحاجة، ومن هذا المنطلق قررت بعد المعاينات أن نقوم بحملة العلاج وأسميناها: "مريضاً فزرتموني"، حيث نقوم بعلاج الأسنان، والعيون، والجيوب الأنفية، وتقديم سماعات طبية، وأحذية طبية، إضافة إلى إكساء الأطفال بلباس صيفي وشتوي، ومساعدتهم في بداية العام الدراسي لتأمين احتياجاتهم. من هنا أصبحت مملكة؛ نعامل الأطفال كأنهم ملوك نضع لهم التيجان على رؤوسهم أثناء الاحتفالات التي نقوم بتوزيع الألبسة عليهم، حيث يشعرون وكأنهم ملوك وليسوا فقراء، بل مشاركين في النشاط».

الإعلامية ماغي خزام

أما عن آلية تأمين الاحتياجات، فتقول: «تتم تلبية الاحتياجات من خلال التبرعات، لأننا لسنا جمعية، ولا يوجد لدينا مصاريف وموظفون وأجور مكاتب، ونفضل أن تكون التبرعات جميعها لمصلحة الأطفال بوجه مباشر، ونعمل جميعنا مجاناً، ومنها انطلقنا بحملة جديدة: "إكفل ابن بلدك"، قمنا بها خلال هذه السنة، وهي حملة تشبه التبني، لكن يبقى الطفل مع عائلته بوجود كفيل مسؤول عن مصاريفه حتى يكمل 18 عاماً، وكان الهدف هذه السنة كفالة مئة طفل يتيم، وفعلاً تمّت كفالتهم.

"المملكة السورية" منتشرة في أكثر من 90 مدينة وقرية، حتى إنها وصلت إلى القرى الصغيرة التي لا يوجد فيها مستوصفات ومستشفيات، حتى المحافظات التي تعدّ مناطق اشتباك لدينا فريق فيها، ومنها: "القامشلي"، و"الحسكة"، وكل شهر تنضمّ إلينا نحو ثلاث مناطق».

من إحدى الفعاليات المخصصة للأطفال

يقول المتطوع "محمد عبدو": «أنا موجود منذ بداية الحملة، وقد قرأت الإعلان الذي قامت بنشره الإعلامية "ماغي"، فبدأت التواصل معها، وطلبت تأسيس فريق في مدينة "السلمية"، وتمت الموافقة، حيث باشرت بطلب متطوعين من أبناء مدينتي، فتطوع معنا نحو 14 متطوعاً، إضافة إلى 20 طبيباً من كافة الاختصاصات، باشرنا العمل بتقسيم الفريق إلى 4 فرق؛ كل فريق يتابع جزءاً من "السلمية" من أجل معرفة الأطفال المحتاجين للعلاج، وهذا كان في السنة الأولى، وقمنا بأخذ نحو 83 طفلاً، وفي كل أسبوع نعرض 12 طفلاً على الأطباء، ونسجل ما يحتاجون إليه من علاج، لإتمام علاجهم، إضافة إلى استفادتهم من كافة الحملة، كالألبسة الشتوية والصيفية والقرطاسية، ومازال بعضهم موجودين، ويتابعون العلاج حتى الآن».

"إيمان زوين" أمّ لثلاثة أطفال، والمستفيدة من الحملة، تقول: «انضممت إلى الحملة منذ سنتين. في السنة الأولى وعند عرض أطفالي على الأطباء كشف الطبيب مشكلة في النظر لدى أطفالي، وقاموا بتقديم النظارات، وكان أحد أطفالي بحاجة إلى عملية "ناميات"، وقاموا بإجراء العملية، وبقي الفريق معنا طوال إجراء العملية حتى الاطمئنان على صحته بالكامل، وقد استفدت من كافة الحملات للملكة، مثل اللباس والقرطاسية، وما زلت حتى الآن معهم».

نذكر أن "ماغي خزام" إعلامية سورية مقيمة في "أميركا" منذ ست سنوات. وكان لديها أكاديمية للتدريب الإعلامي في "دمشق"، وهي من مواليد عام 1981، متزوجة وأمّ لطفل.