فنان بالفطرة، متنوع المواهب، من الرسم الزيتي، والخط العربي، وهندسة الديكور، ضجت لوحاته برائحة "دمشق" والحارات الدمشقية القديمة، وتفوح منها رائحة "السلمية"؛ تلك المدينة التي أخرجت العديد من الفنانين الكبار.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 آذار 2018، تواصلت مع الفنان "عزت ثلجة"، ليتحدث عن بداياته بالقول: «بدأت الرسم منذ الطفولة في المرحلة الابتدائية، حيث كنت أقضي ساعات طويلة برسم حروف الخط العربي والطبيعة والوجوه "البورتريه"، ضمن هوايتي الطفولية، وفي المرحلة الإعدادية، والثانوية بدأت تكوين لوحات تشكيلية بالخط العربي، والطبيعة على مقاطع خشبية، وأبيعها بتشجيع من أختي مدرّسة الفنون "رائدة ثلجة". وبعد الحصول على شهادة الثانوية العامة، دخلت كلية الفنون الجميلة عام 1991. ولأنني ابن أسرة فقيرة إلى حد ما، وفي السنة الثانية بدأت رسم لوحات الاستشراق، وعرضها في صالات "دمشق" الخاصة وبيعها، وفي الوقت نفسه كنت أعمل في مجال الديكور والتصميم الداخلي، وصممت ونفذت العديد من المشاريع في "دمشق" و"درعا" و"السلمية"، وكنت دائماً أبيع معظم أعمالي لتساعدني على إكمال دراستي».

تأثرت بالمدرسة الانطباعية، والآن أميل بأعمالي الجديدة إلى الرمزية، وأعبر عن مضمون اللوحة باللون والتكوين والشكل، وأغلب الأحيان أستخدم خامات جديدة، كالقماش والكرتون لعمل ثخانات باللوحة، وأعالجها باللون، وأبحث عن الجديد بالفن للتفرد بخصوصية أعمالي. رسمت "دمشق" وحاراتها بأسلوبي الخاص مثلما أراها في داخلي، وتعاملت مع هذا الأمر بالروح والحب، وأظن أنني نجحت

ويتابع عن علاقته بالرسم والألوان والطبيعة: «الفن هو الوجه الحضاري لأي بلد، والطبيعة بكل مكوناتها، كالشجر والبشر والحجر والظل والنور والأرض والبحر، تستهوي وتستفز كل فنان موهوب للرسم والإبداع. أشعر بأن الألوان جزء من غذائي الروحي، فالفن ليس فقط رسم شجرة، أو مشهد من الطبيعة، بل هو خلق شيء جديد يحتاج إلى تفكير وتجارب، وخاصة الآن، ومن خلال متابعتي للفن العالمي هناك سبق للإبداع والخلق، وأعدّ الفن شخصيتي وكياني ومهنتي، وكل شيء بالطبيعة يستفزني للتعمق بتكوينه وخلقه».

الحارات الشامية

يتابع عن المدارس التي تأثر بها، وكيف خرج من تحت عباءتها بالقول: «تأثرت بالمدرسة الانطباعية، والآن أميل بأعمالي الجديدة إلى الرمزية، وأعبر عن مضمون اللوحة باللون والتكوين والشكل، وأغلب الأحيان أستخدم خامات جديدة، كالقماش والكرتون لعمل ثخانات باللوحة، وأعالجها باللون، وأبحث عن الجديد بالفن للتفرد بخصوصية أعمالي. رسمت "دمشق" وحاراتها بأسلوبي الخاص مثلما أراها في داخلي، وتعاملت مع هذا الأمر بالروح والحب، وأظن أنني نجحت».

وعن عائلته يكمل: «عائلتي فنية؛ لأن أختي مدرّسة فنون جميلة في مدارس "السلمية"، وابن عمي الراحل "مصطفى عارف ثلجة" فنان تشكيلي ونحات، وأعماله مقتناة في "سورية" و"ألمانيا"، والدكتور "حمزة ثلجة" فنان تشكيلي شارك بالعديد من المعارض، وابن أخي "جميل ثلجة" الآن طالب في كلية الفنون الجميلة. ولا أخفي أنني معجب بالفنان السوري الانطباعي "عمر حمدي"، والفنان السوري العالمي "فاتح المدرس"».

من أعماله المزج بين التعبيري والواقعي

ويكمل عن مشاريعه في مكان إقامته الحالي في "بريطانيا": «في معرضي الأول الذي أنهي آخر الأعمال فيه، أظهر فيه الوجه الحضاري لوطني "سورية"، والإنسان السوري المبدع، فأنا لا أريد أن أكون عابر سبيل في معرضي الأول في غربتي، أريد أن تنطبع وتؤثر أعمالي في ذاكرة المشاهد، لأنني أتمنى دائماً لوطني وأبنائه التألق والإبداع والتفوق والنجاح بكل المحافل الدولية؛ فالشعب السوري خلاق ومبدع، وأنا أريد أن أثبت ذلك للمتلقي الغربي على الرغم من إيماني المطلق بموهبتي، وما تصنعه يداي».

مهندس الديكور "بسام عوفان"، الصديق المقرب من الفنان "ثلجة"، قال عنه: «لا أبالغ إذا قلت إنه من الفنانين الكبار. لقد تطور أسلوبه في لوحاته من اختباره لأساليب متعددة ومتنوعة لمدارس فنية متعددة، إلى أن استطاع أن يوقع لوحاته بأسلوبه الخاص، حيث أضاف إلى الفن السوري لمسة راقية ورقيقة تعبر عن حسه المرهف، حيث تشع لوحاته بالألوان الزاهية التي تبعث الأمل والفرح والروح، ولقد تميزت تجربته بالنضج الفني والقدرة على إيصال الفكرة بطريقة سهلة وجذابة تعبر عن شخصيته المباشرة والواضحة».

يذكر أن "عزت ثلجة" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1971، خريج كلية الفنون الجميلة، قسم الديكور عام 1997، مقيم في "بريطانيا"، متزوج ولديه طفلة.