لم يكن يستعجل الشهرة فتأنى، وقرر أن يعيش التجربة كاملة، حتى يعلن عن نفسه كشاعر يمتلك الحس والكلمة، فانطلق مع الشعراء الشباب في تجاربهم، ولم تهدأ قريحته حتى غدا واحداً من الشعراء المعروفين بالفكرة الخلاقة، ففاز بعدة جوائز متنقلاً مع شعره من "السلمية" إلى "حماة"، فـ"دمشق".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 كانون الثاني 2018، الشاعر "ماهر القطريب" ليتحدث عن بدايته مع الشعر بالقول: «بدايتي كانت في الصف التاسع، مع هوايتي بالمراسلة مع الأصدقاء، وجمع الحكم والأقوال، وكتابة الخواطر الأدبية، وبعد القراءات الطويلة تعرفت إلى قصيدة النثر من خلال دواوين "محمد الماغوط"، و"أدونيس"، و"رياض صالح الحسين"، حيث بدأت كتابتها باهتمام.

كان والدي الراحل موظفاً، وأمي ربة منزل تعمل بكد لإسعادنا، وكان لجدي موهبة الشعر، إضافة إلى الكثيرين من أفراد العائلة، لكن هناك عدة أشخاص كان لهم أثر في الحياة، ولكل منهم شيء خاص كان سبباً بحضوري اليوم في الساحة الأدبية كـ"مهتدي غالب"، والقاص "محمد عزوز"، والشاعر الراحل "منذر شيحاوي"

وتابعت كل ما يتعلق بها من دراسات نقدية، وخاصة ما كتبه "أدونيس" حول هذه القصيدة، وأقرأ كل أنواع الشعر، وليس النثر فقط، لأن الشعر شعر في أي قالب يوضع ويقولب، ولذلك أقرأ شعر "درويش"، و"السياب"، و"أدونيس"، و"الماغوط"، و"رياض صالح الحسين"، فليس هناك شاعر مفضل، بل هناك النص الشعري الجيد؛ وهو المفضل عندي».

ديوانه الأول

يتابع عن مشاركاته بالقول: «أعشق الشعر بوجه عام، والقصيدة النثرية بوجه خاص، وأكتبها منذ عشرين سنة، وقد شاركت بالعديد من المهرجانات في المحافظات، كمهرجان قصيدة النثر الأول في المركز "الثقافي الروسي" بـ"دمشق"، ومهرجانات "السلمية"، وحصلت على العديد من الجوائز المحلية والعربية بقصيدة النثر، كما شاركت بإذاعة "دمشق"، و"صوت الشباب"، و"صوت الشعب"، والعديد من الإذاعات. لدي مجموعة شعرية بعنوان: "هواجس تائهة" صادرة عن دار "بعل" بـ"دمشق" عام 2008، حيث تضمنت تجربتي الشعرية النثرية، وأحضر الآن لطباعة مجموعتي الثانية».

يكمل عما حفر في ذاته طوال مسيرته مع الشعر: «كان والدي الراحل موظفاً، وأمي ربة منزل تعمل بكد لإسعادنا، وكان لجدي موهبة الشعر، إضافة إلى الكثيرين من أفراد العائلة، لكن هناك عدة أشخاص كان لهم أثر في الحياة، ولكل منهم شيء خاص كان سبباً بحضوري اليوم في الساحة الأدبية كـ"مهتدي غالب"، والقاص "محمد عزوز"، والشاعر الراحل "منذر شيحاوي"».

في إحدى أمسياته الشعرية

يقول القاص "محمد عزوز" عن تجربة الشاعر "القطريب": «استطاع أن يلحق بالكبار بجده واجتهاده ومتابعته على الرغم من عمره الصغير بالنسبة لهم، يحضر جلسات الصالون الأدبي منذ سنواته الأولى، ويقر بأنه تعلم الكثير من أولئك الكبار الذين كانوا يرتادونه، أصدر مجموعة شعرية واحدة، ويتأبط مجموعته الثانية، وهي مخطوطة ينتظر فرجاً ما لطباعتها، أثبت حضوراً جيداً في المهرجانات والنشاطات الأدبية، وله حضوره في كثير من المنتديات الأدبية الإلكترونية».

ويتابع المهندس الزراعي والكاتب "مهتدي غالب" القول: «استطاع الشاعر "ماهر القطريب" أن يكون عالمه الشعري الخاص برؤية فكرية عميقة تلامس الإنسان في كل أحاسيسه من فرح وحزن وقلق. شاعر سكن وجدانه الإنسان والمجتمع، واستهوته قصيدة النثر، فامتلك أدواتها بموهبة تضجُّ بقلق وجودي وثقافة متحيزة للإنسان وحقه بالوجود، والرغبة بعالم أفضل يفيض على البشرية محبةً وسلاماً وأماناً لا يكسره إلا قلق اللحظة الشعرية التي تُخرج بقصيدة من ضجيج السأم، وبلغة شاعرية لا تستسلم للقارئ بسهولة، على الرغم من انسيابيتها بشفافية عالية. شاعر أخرج درَّ الكلمات من محاراتها ليبيعها عطراً يعلق بجيد الحقيقة التي اختزنتها بمفردات تعبر عن مكنونات النفس البشرية التائقة للطيران بعيداً عن الألم والأسر بأجنحة البكاء واللوعة.

أراه يفتتح اللغة كي يأخذها على جناحيه أشعاراً من اللهفة والتوق للحرية التي عمَّر بها بنيان قصائده خفقات من قلب الزمان، وكأنه خارج من يباس اللحظات الباكية على صدره حنيناً للتألق والطيران في فضاءات الشعر الذي درج معه على مدارج الطفولة العارية حتى الجرح. إنه كقندريسة برية تسحرك بروعة ألوانها الخلاقة، لكن إن أردت الاقتراب منها وخزتك بشوكها وخزة ناعمة تذكرك بعشقها للحرية والبرية».

ومن أشعاره عن معشوقته مدينته "سلمية" نقتطف:

"من تجاعيد

اسمها

تنبت... اللا نهاية

وعلى خصرها

يعرش... الأبد

هي الشمس

هي الحبيبة

اعتقيني مرة

سلمية

لأضمك

آلاف المرات..."

يذكر أن الشاعر "ماهر القطريب" من مواليد مدينة "سلمية" عام 1974، موظف، ويتابع دراسة الحقوق بجامعة "البعث".