تتسم لوحات "حازم الصباغ" التشكيلية بالرمزية والواقعية، حيث استخدم الألوان الزيتية والمائية بمهارة، وأرداها أن تكون أداته لتبسيط وإيصال الأفكار الطبية حول بعض الأمراض ضمن كلية الطب بمدينة "حماة" بأسلوب يجعلها أكثر فهماً لدى الطلاب.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع طالب كلية الطب "حازم الصباغ" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2017، ليحدثنا عن بدايته بالرسم التشكيلي قائلاً: «أنتمي إلى عائلة فنية أكاديمية، فقد نشأت ضمن أسرة تحترف الفن، وثلاثة من أعمامي يصنفون ضمن الفنانين العالميين، ووجودي ضمن هذه البيئة مثَّل حافزاً لدي على حمل راية الفن، الذي بدأت ملامحه مذ كنت في المرحلة الابتدائية عندما لاحظ المدرّسون أن مهاراتي بالرسم تسبق بكثير عمري الزمني، ومن هنا كان الاهتمام بي، وبدأت أتحول باتجاه الرسم وأطور نفسي من عدة مجالات بعد أن كان جلَّ اهتمامي يصب بمجال الإلكترونيات».

أنتمي إلى عائلة فنية أكاديمية، فقد نشأت ضمن أسرة تحترف الفن، وثلاثة من أعمامي يصنفون ضمن الفنانين العالميين، ووجودي ضمن هذه البيئة مثَّل حافزاً لدي على حمل راية الفن، الذي بدأت ملامحه مذ كنت في المرحلة الابتدائية عندما لاحظ المدرّسون أن مهاراتي بالرسم تسبق بكثير عمري الزمني، ومن هنا كان الاهتمام بي، وبدأت أتحول باتجاه الرسم وأطور نفسي من عدة مجالات بعد أن كان جلَّ اهتمامي يصب بمجال الإلكترونيات

وعن علاقته بالرسم وألوانه المفضلة، يضيف قائلاً: «الفن شغفي، وكلمة شغف كافية لتعبر عن حبي له، أغلب الأحيان أتعامل مع اللوحة كأنها الفتاة التي أحب، بمعنى أجلس أمامها أتأملها لساعات عدة أصورها وأطمئن عليها باستمرار. بدأت أعمالي تبصر النور باحتراف منذ 2011 بأدوات بسيطة وأقلام الرصاص، ثم تطورت إلى استخدام الفحم وقصاصات الصحف والدمج بين عدة ألوان لتكون لدي لوحة متكاملة باستخدام الألوان الزيتية و"الباستيل". كما أحاول دوماً أن تحمل لوحاتي الرمز للدلالة على فكرة أريد إيصالها من خلال الخطوط والألوان».

اللوحة الجدارية التي تلون كلية الطب في حماة

وعن الاستفادة من موهبته بالرسم لخدمة طلاب الطب، يقول: «الفن موهبتي، لكن الطب حلمي وطموحي، ولا أستطيع الاستغناء عن أي منهما؛ لذلك أحاول دوماً التوفيق بينهما؛ حيث أرسم في أيام العطل، وأعمل على التفوق في دراستي أثناء الدوام الجامعي؛ حبي لكلا المجالين دفعني إلى المزج بينهما، فمن خلال دراستي الجامعية وجدت أن هناك صعوبة حول فهم وإيصال بعض الأفكار الطبية والأمراض من دون وجود مجسمات تشرح ذلك، فالطب كان ملهماً لي في بعض الأماكن بأفكار ورسومات، فمن خلال تشريح جسم الإنسان أصبحت لدي فكرة بتكوين أعضائه وكيفية رسمها بشكلها الصحيح، مثل: العين، والأذن، والقلب.

عمدت إلى رسم أعضاء جسم الإنسان بلوحات ضخمة، واستخدمت ألواناً وتصاميم مريحة للعين ومحببة من قبل الطلاب، قمت باستخدامها ضمن المحاضرة ليتم الشرح من خلالها والاستفادة منها بتوصيل الفكرة النظرية وشرحها بأسلوب واضح عن طريق ربطها بلوحة تظهر بشكل مفصل وواضح ما يتم شرحه، وهو ما لاقى استحسان الكثيرين من الطلاب، وكسر جمود دراسة الطب، كما قمت بتلوين جدران كلية الطب بجامعة "حماة" بلوحات جدارية تتضمن مواضيع ضمن دراستنا، كما تظهر الطبيب ورمزه، واللوحات تم إنجازها بتقنية 3D، وأسعى إلى توسيع التجربة، ومستعد للتعاون مع أي كلية بقصد خلق جو مناسب لطلابها ومساعدتهم ضمن دراستهم».

لوحة تظهر تشريح القلب

"هاني جعفر" طالب في كلية الطب، سنة ثالثة، حدثنا عن رأيه بتبني طريقة كهذه ضمن دراسته قائلاً: «كما هو معروف أن طلاب الطب الأكثر معاناة بين باقي طلاب الكليات الأخرى؛ تتمثل بالضغط الدراسي وجمود المعلومة، إضافة إلى التعامل مباشرة مع أعضاء جسم الإنسان، الذي قد يمثل صدمة وقلقاً للكثيرين في بداية دراستهم ودخولهم إلى عالم الطب. كما نشكو في بعض الأحيان الصعوبة في فهم المعلومة؛ فكما هو معروف أن الكلمة عندما ترفق بمؤثرات أخرى مثل الصوت أو صورة ترسخ بالذهن؛ وذلك لأن المعلومات النظرية البحتة جامدة ومن السهل نسيانها، وإن إيجاد طريقة تساعد على تذكرها كالرسم الذي استخدمه الزميل "حازم"، حيث دمج الفن واللون بالمعلومة، ودمج النظري مع العملي، وهذا خير سبيل لتثبيت المعلومة، حيث أثبت علمياً أن ربط المعلومة بأكثر من حاسة يساعد على تركيزها بطريقة أفضل».

بدوره "نبيل موصلي" أحد المهتمين والمتابعين للحركة التشكيلية في "سورية"، قال: «بعد الاطلاع على تجارب "حازم الصباغ" الفنية وجدت فيها الموهبة الفريدة، حيث صنع من نفسه فناناً موهوباً من دون الالتحاق بأي معهد لتعلّم الفن أكاديمياً، موهبته تكاد لا ترى النور لولا عمله الدؤوب وحرصه على مواكبة تطورات الفن محلياً وعالميا، ودخوله كلية الطب كان حافزاً وملهماً له في الرسم، وحبه لدراسته جعله ينذر موهبته لخدمتها، ودائماً مشاركاته تضفي رونقاً وجمالاً على المعارض التي يشارك بها، ولوحاته تنوعت بين الشخصية والرمزية والجمالية، حيث يرمز إلى ما يريد بصورة معبرة، دمج بين الطب والرسم، واستطاع أن يوازن بينهما، بل ويبدع في كليهما».

إحدى لوحاته التشكيلية عن نواعير حماة

يذكر أن "حازم الصباغ" من مواليد "حماة" عام 1995، طالب في كلية الطب، سنة خامسة، ولديه ثمانية معارض فردية وجماعية، وقد حصل على شهادة تكريم عن عمله "جدارية السلام" التي نفّذها في مدينته "حماة".