استطاع اللاعب "أحمد زغرات" أن يحقّق مركزاً مرموقاً في الرياضة، ليصبح العمود الفقري لألعاب القوى في الجمهورية العربية السورية؛ وهذا جعل منه لاعباً صلباً ومدرّباً قدوة لأبطال بلدنا.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "أحمد زغرات" المقيم في "جدة" بتاريخ 25 أيلول 2017، وحدثنا عن بداياته قائلاً: «كانت بدايتي الرياضية مبكّرة؛ فمنذ طفولتي كنت أحب الرياضة وأتابع عدة نشاطات رياضية، مثل كرة اليد في نادي "الطليعة"، ثم انتسبت إلى نادي "الكاراتيه"، إضافة إلى السباحة، وبعدها المصارعة الرومانية، فكانت رحلة في البحث عن الذات لأعرف ما يناسب موهبتي وقدراتي البدنية، وفي النهاية استقريت في رياضة كمال الأجسام.

إنسان ناجح بكل المقاييس، ولديه العديد من الإنجازات، وهو بطل دولي في "سورية" ومدرب معروف، لديه الخبرة العلمية والعملية، ومنافس قوي في بطولة الجمهورية على مدار سنوات، وقد خرّج العديد من الأبطال الدوليين، وكان عضواً أساسياً في المنتخب السوري على مدار ستة أعوام

البداية كانت في نادي "الهيثم" الرياضي، كنت دائماً مولعاً بالعضلات وتناسق الأجسام، ومن خلال انتسابي إلى النادي كان لديّ تقدم واضح؛ وهذا ما أثار انتباه المدربين، وكان أولهم البطل العالمي "هيثم زكية"، والمدرب القدير "وجيه تتان"، حيث حزت اهتمامهما بوجه خاص؛ لأن تطوري كان ملحوظاً وسريعاً.

أحمد زغرات أثناء التدريب

بعد انتسابي إلى النادي بسنة واحدة حققت بطولة الجمهورية للشباب؛ وهذا كان إنجازاً كبيراً وحافزاً؛ وذلك في عمر 19 عاماً. وبعدها حصلت على المركز الثاني لبطولة كأس "السيد الرئيس المفتوحة"، وبفضل مثابرتي والتزامي بالتدريب الشاق، حصلتُ على المركز الأول في بطولة الجمهورية 9 مرات، وحققت بطولة كأس "السيد الرئيس" 7 مرات، وبطولة "سيد الشاطئ" في مهرجان "الباسل" على مدى سبعة أعوام، وهي من أهم المهرجانات الدولية في "سورية"».

وبالنسبة للمشاركات الخارجية، قال: «كانت أولها في بطولة العرب، ونلتُ المركز الرابع، وشاركتُ في بطولة "الشرق الأوسط" في "بيروت"، وحققت المركز الثالث، وبعدها حققت المركز الثاني في بطولة العرب والشرق الأوسط أيضاً، وتأهلت كثيراً لبطولات عالمية ودولية، لكن دائماً كان الاتحاد الرياضي السوري يعتذر عن عدم المشاركات خلال الأيام الأخيرة من التحضيرات، فكنا نُحرم من المشاركة بسبب عدم وجود إمكانيات مادية للسفر».

زغرات في إحدى مشاركاته

ومن ناحية عمله كمدرّب، قال: «حصلت على شهادة التدريب درجة أولى من الجمهورية العربية السورية، وشهادة تحكيم درجة أولى، وشهادة عالمية من مجموعة "ريزيدور ساس" العالمية؛ وذلك خلال وجودي في "السعودية"، وهي شهادة مهارة تدريب المتدربين.

بداية حياتي العملية كانت في مدينة "حماة"، حيث افتتحت نادياً عام 1997، وخلال مدة بسيطة قدّم النادي أبطالاً على مستوى الجمهورية والعالم، ومنهم: "محمد بدرة"، و"صفا تتان"، و"حسن الشيخ موسى"، الذين أحرزوا عدة بطولات عربية وبطولة البحر الأبيض المتوسط، و"مهند ريهاوي" بطل العرب وبطل المتوسط».

محمد بدرة

وعن نظامه الغذائي، قال: «كان موجهي الأول الراحل "هيثم زكية"، وهو الذي أشرف عليّ في التدريب النفسي والرياضي والتغذية، ثم أصبحتُ أتابع بنفسي، فأبحثُ وأقرأُ وألتحق بدوراتٍ في علم التدريب والتغديةِ حتى حصلت على عدةِ شهادات من دورات على مستوى القطر والمستوى الدولي.

لعبة كمال الأجسام مكونة من عنصرين أساسين، وهما: التدريب، والتغذية، عند فقدان أي عنصر منهما، فإن البطل لا يصل إلى النتيجة المرجوّة.

بيني وبين لعبة كمال الأجسام عشق لا ينتهي بدأ منذ كنت لاعباً وحتى اعتزالي عن المشاركات وتفرغي للتدريب؛ فهي رياضة عظيمة وجميلة تعطي الإنسان الثقة بالنفس والمظهر الجميل والعضلات المفتولة، إضافة إلى أنها رياضة علمية تحتاج إلى بحثٍ وتعلم الإنسان السعي إلى الأفضل في مجال التغذية والتطور الذي يحصل لهذه اللعبة على الصعيد العالمي».

وختم قائلاً: «قريباً سأعود إلى الوطن لأقدّم الخبرات التي اكتسبتها من خلال سفري واحتكاكي بأبطال عالميين، وما زلت أقدم الكثير لأبطالنا المحليين، ومنهم البطلان "مهند ريهاوي" و"محمد قطيط"، اللذان حققا بطولة العرب وبطولة المتوسط.

وعلى الرغم من الظروف التي مرّ بها بلدنا، أنتج أبطالاً نافسوا على الصعيد الدولي، وأثبتوا جدارتهم.

مسؤوليتنا كمدربين أن نقف مع وطننا ونرفع قدراً من الألمِ الذي عاناه شعبنا، لنثبت للعالم أننا قادرون على الصمود والفوز وتحقيق أماكن متقدمة في جميع البطولات».

"محمد بدرة" مدرّب كمال أجسام ولياقة بدنية، قال عن "زغرات": «إنسان ناجح بكل المقاييس، ولديه العديد من الإنجازات، وهو بطل دولي في "سورية" ومدرب معروف، لديه الخبرة العلمية والعملية، ومنافس قوي في بطولة الجمهورية على مدار سنوات، وقد خرّج العديد من الأبطال الدوليين، وكان عضواً أساسياً في المنتخب السوري على مدار ستة أعوام».

يذكر أن "أحمد زغرات" من مواليد "حماة" عام 1969، وهو مدير النادي الصحي لسلسلة فنادق عالمية، ومدرّب شخصي لبعض الأبطال الدوليين والعالميين.