لا يرى الفنان "علي إسماعيل حربا" الفن كشكل، بل كجزء خفي مخبوء من المضمون، ومقاوم للألم والسمو فوقه، فهو من الأشخاص الذين يجري الفن في دمائهم من دون أن يشعروا.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 أيلول 2017، التقت الفنان "علي حربا"، الذي تحدث عن بدايته مع الفن بالقول: «بدأت الرسم في عمر صغير، وموهبتي ظهرت عن طريق "منظمة طلائع البعث" بدعم من المشرفين، حيث بدأت صقل موهبتي، وظهرت واضحة لكل من تابعني، رشحني معلم الرسم لخوض غمار مسابقة المنظمة بمادة الرسم، وكنت رائداً على مستوى القطر لعامين متتاليين 1996-1995، وتابعت بعدها في "اتحاد شبيبة الثورة"، حيث شاركت في الكثير من المعارض التي كانت تقام في المدارس وبرعاية الشبيبة، وكانت أعمالي تنال الإعجاب والتقدير. رسمت العديد من اللوحات، وأغلب أعمالي كانت بقلم الرصاص والفحم، أحسست بأن هذه الأدوات البسيطة أقرب إليّ من أي شيء في الدنيا، ولهذا بقيت مخلصاً لهوايتي، أطورها بمساعدة أهلي الذين كانوا قدوة لي في هذه المرحلة من تطور شخصيتي الفنية».

أبي هو أستاذي الأول، وهو الذي علمني قواعد الخط وأصول الرسم منذ الصغر، وأختي قدوتي الأكبر؛ فهي فنانة كذلك، ولا أنسى من ترك بصمة في حياتي الفنية من الأساتذة والفنانين، وهم: "غسان جعفر"، و"أغيد الحج"، و"معزز الشيخ ياسين". وأظن أن ما وصلت إليه هو هدية جميلة لكل هؤلاء، ولعل القادم الأجمل بعد أن تنتهي محنتنا الحالية أن يكون هؤلاء ضيوف شرف في معرضي القادم

وعن قيمة اللوحة التي يقدمها للجمهور، والألوان التي يعشقها، وكيف يفكر فيها، أضاف: «أنا مولع برسم البوربريه والتشريح البشري، وأغلب أعمالي التي يعرفها المتلقي عبارة عن وجوه لأشخاص عاشوا بيننا، أو هم من بنات أفكاري، لكنهم موجودون في مكان ما في الواقع الذي نعيشه. أحب المدرسة السوريالية والتعبيرية، وتشدني لوحات "دافنشي" كثيراً، أعشق الألوان وأجد نفسي في اللونين الأسود والأبيض؛ فالأسود يدل على الأناقة والغموض، وكذلك الأزرق ومشتقاته، ومن الممتع التميز بإظهار تدرجات لونية من اللون الأسود إلى الأبيض، وحتى إن تشابهت دلالات بعض الألوان، إلا أن هناك تفضيلات للون على آخر. فمثلاً: الذكور يفضلون اللون البرتقالي على اللون الأصفر، والنساء يفضلن اللون الأصفر على البرتقالي. كما قد تختلف دلالات الألوان بين الحضارات والشعوب، فمثلاً: اللون الأحمر لدى الصينيين يرمز إلى الحياة الطويلة والسعادة، أما في "اليابان"، فيرمز إلى الخطر والغضب والحياة، ولدى المجتمعات الغربية يرمز إلى الشغف والحب، وفي المجتمعات الشرقية يرمز إلى الفرح وحسن الحظ، وهذه الدلالات تعطيك فكرة واضحة عن مخاطبة المتلقي مع أن الأمزجة يمكن أن تتغير بين شخص وآخر، لكن القصة مع الألوان لا تنتهي طالما أن البحث قائم».

الماغوط كما رآه علي

وعن الأشخاص الذين أثّروا في حياته الفنية، يقول: «أبي هو أستاذي الأول، وهو الذي علمني قواعد الخط وأصول الرسم منذ الصغر، وأختي قدوتي الأكبر؛ فهي فنانة كذلك، ولا أنسى من ترك بصمة في حياتي الفنية من الأساتذة والفنانين، وهم: "غسان جعفر"، و"أغيد الحج"، و"معزز الشيخ ياسين". وأظن أن ما وصلت إليه هو هدية جميلة لكل هؤلاء، ولعل القادم الأجمل بعد أن تنتهي محنتنا الحالية أن يكون هؤلاء ضيوف شرف في معرضي القادم».

الفنان التشكيلي والنحات "زين الشام"، الصديق المقرب من "علي"، والمتابع لنشاطاته الفنية، قال: «هو إنسان رائع وحساس وخجول في ذات الوقت، يكمن داخله فنان كبير، لقد شجعته وجعلته يرسم صورتي كنموذج لموهبته الكبيرة، وقمت بعرضها على مواقع عالمية، وقد لاقت استحسان وإعجاب العديد من متحدثي اللغة الإنكليزية. وتم نشر أعماله وتصنيفها من مبدعي مدينة "السلمية"، معظم لوحاته كان يقدمها كهدايا للذين يستحقون ذلك، ويجد في إهدائهم أعماله نوعاً من التكريم لهم، وفي نفس الوقت يجد أن هذه الوسيلة تقربه كثيراً من المتلقي الذي يعرف قيمة العمل».

أم كلثوم

الجدير بالذكر، أن الفنان "علي إسماعيل حربا" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1985، خريج جامعة "حلب"، كلية هندسة المعلوماتية، وهو مدرب رياضة اليوغا، وعازف على آلة العود.

...