استطاع أن يؤسس لنفسه مكانة مهمة على خشبة المسرح، فحقق قاعدة جماهيرية بسبب موهبته التي لمعت منذ طفولته، وكان الإصرار والاجتهاد حليفاً له، لتعطي أعماله طابعاً خاصاً ومتميزاً.

مدونة وطن "eSyria" زارت "محمد تلاوي" في مدينة "حماة" بتاريخ 14 آب 2017، ليحدثنا عن موهبته وبداية طريقه قائلاً: «كنت في طفولتي أحضر مهرجانات الطلائع وعروضاً للفرق المسرحية والفنون الشعبية، وعروض الاحتفالات القومية التي كانت تقام على مسرح مدرستنا، كم كنت أحلم بأن أشارك فيها حتى صرت في المرحلة الثانوية، وبدأ الحلم يتحقق على مسرح الشبيبة، حيث انتسبت إلى المسرح الشبيبي، وشاركت في أول مسرحية عام 1996، بعنوان: "حكي القرايا وحكي السريا"، تأليف الكاتب السوري "ممدوح عدوان"، وإخراج الفنان "عبد الكريم حلاق".

آمل أن يحظى المسرح باهتمامٍ أكبر، وأن تعود دورات إعداد الممثل المركزية، وأن يكون هناك دعم مادي ومعنوي للفرق المسرحية التي مازالت تتحدى جميع الظروف ليظل المسرح ساطعاً في سماء الفن. علينا العمل لجذب الفنانين الذين تركوا الخشبة كي يقفوا أمام عدسات التصوير التلفزيوني

كانت تلك خطوتي الأولى، ثم صرتُ أنتظرُ المهرجان السنوي بشغف حتى نعرض عملاً جديداً، شاركت في مهرجانات قطرية في "السويداء" عام 1997، وانتقلت ما بين مسرح الشبيبة ومسرح العمال، الذي زاد من خبرتي وأمّن لي احتكاكاً مع فنانين كبار من مدينة "حماة"، منهم: "سمير الحكيم"، و"كمال الديري"، و"غياث السحار"، و"طلال الصالح"، و"أحمد رمضان". ومن المسرحيات التي لاقت صدىً كبيراً: "فلوس"، و"بانوراما في الحديقة" و"الثوب الأزرق"، و"أهم من السؤال"، و"عمال 2010"».

التلاوي أثناء العمل

وأضاف عن مشاركاته والأعمال التي قدمها: «قدمنا العروض في عدة محافظات، لم أتوقف يوماً أو أتغيب عن حضور أي بروفة، أو أي عرض في المحافظة، كنت أتابع مهرجان "حماة المسرحي" بعروضه ومناقشاته، أشاهد عروض باقي الفرق، وأتعلم وأغذي خيالي بما هو جديد ومدهش.

توقفت عن المسرح خلال التحاقي بخدمة العلم بين 2000 و2003، لكنني كنت حريصاً على متابعة المهرجانات وحضورها خلال الإجازات، وبعد الانتهاء من خدمة العلم، عدتُ بهمة عالية إلى المسرح، ووجدتُ في نفسي رغبة لإنشاء فرقة مسرحية، وكانت أول تجربة لي في مجال الإخراج عام 2005 "الناي السحري" ضمن فريقٍ علمته حب المسرح كما أحببته، حصلنا بها على المركز الثاني على مستوى المحافظة، وكان في فريقي ممثلان من الذين حصلوا على جائزة أفضل ممثل.

الفنان عبد الكريم حلاق

وكانت لي عدة مشاركات ضمن المهرجانات المسرحية في "حماة" كمخرج، منها: مسرحية "الرجل الذي رأى الموت"، و"سليمان الحلبي"، و"رقصة الممثل الأخير" التي نالت المركز الأول، ومسرحية "انتباه"، وشاركتُ كممثل في مسرحية "ضوء الشمس" التي قدمناها في "الأردن". وفي عام 2011، التقينا فرقاً عربية من "تونس ومصر والمغرب ولبنان"، وكانت مشاركة أضافت إليّ الكثير وأكسبتني الخبرة من خلال احتكاكي مع ممثلين وكتاب ومخرجين عرب».

وتابع حديثه عن فترة الحرب قائلاً: «مرّت على بلادي ظروف صعبةً، فتحدينا كلّ شيء، وكوّنت فرقة مسرحية عملت بإصرارٍ تحت أصعب الظروف لنصل إلى النجاح والشهرة، فانتقدنا في ذلك الكثيرون، ومنهم المثقفون، لكنّ إيماننا بالحياة وبأن البقاء للوطن ومن يحميه ومن يعمل فيه، كان دافعاً لنا في طموحنا.

الموسيقي والمسرحي كمال الديري

صنعنا أول عمل مسرحي خلال الأزمة، وكانت آخر أعمالي تمثيلاً: مسرحية "الموعد"، إخراج "عبد الكريم حلاق"، التي عرضت في مهرجان العمال المركزي في "دمشق"، وفي مهرجان "حماة المسرحي". وآخر أعمالي إخراجاً مسرحية "شلشتونا"، التي حظيت بحضورٍ جماهيري كبير، وحققت نجاحاً رائعاً».

وختم قائلاً: «آمل أن يحظى المسرح باهتمامٍ أكبر، وأن تعود دورات إعداد الممثل المركزية، وأن يكون هناك دعم مادي ومعنوي للفرق المسرحية التي مازالت تتحدى جميع الظروف ليظل المسرح ساطعاً في سماء الفن.

علينا العمل لجذب الفنانين الذين تركوا الخشبة كي يقفوا أمام عدسات التصوير التلفزيوني».

الفنان الموسيقي والمسرحي "كمال الديري"، قال: «"محمد التلاوي" مسرحي محب ونشيط يقدم عمله بموهبة وطموح، يعمل في المسرح على حساب حياته وراحته، لديه طاقة كبيرة تفوق التمثيل؛ فهو قادرٌ أن يعدّ نصاً ويخرجه ويمثل به، ويعملُ كلّ ذلك بجدٍّ ونشاط.

أسس فرقة مسرحية تؤمن به كمخرجٍ، وهو الممثل الذي ترك بصمة مميزةً عند زملائه وجمهوره، فهو الذي أخذ بيدِ شباب المسرح على حسابِ لقمة عيشه وصحته ليجتمع بهم ويدرسهم ويدربهم ويؤهلهم، ويجعل منهم شخصيات مسرحيةً تصل بعمله المسرحي إلى حدّ النجاح».

الفنان "عبد الكريم حلاق" قال عنه: «لديه تاريخ في الفن والنجاح، فبداياته كانت في اتحاد شبيبة الثورة، حيث لفت نظري وهو بعمرٍ صغير على المسرح، رأيت فيه الأفق والرغبة في استمرارية العمل، وعملت معه في العديد من المسرحيات وكانت أعمالاً ناجحة ومميزة، وكانت نظرتي في مكانها، فهو الآن يتخطى صعوبات المسرح من ناحية المزج بين العمل الحياتي والعمل المسرحي؛ وهذا يتطلب الكثير من التضحية».

يذكر أن "التلاوي" من مواليد "حماة" عام 1980، ويعمل مع عدة فرق تطوعية في مجال الدعم النفسي، وخاصة بالمسرح.