بموهبته وعمله الدؤوب؛ استطاع الفنان "رائد الروبة" تطوير موهبته بالرسم، من خلال المزج بين حبه لرسم "البورتريه"، وتقنية الرسم بالخيوط والمسامير؛ ليحجز لنفسه حضوراً لافتاً بين أقرانه.

«الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية، ويهدف إلى خلق عالم أكثر إنسانية يوازي العالم الحقيقي، ويضيف إلى الحياة نكهة مميزة»؛ هذا ما قاله الفنان "رائد أحمد الروبة" لمدونة وطن "eSyria" عندما تواصلت معه بتاريخ 10 كانون الثاني 2017، ليتحدث عن تجربته في الرسم بالمسامير والخيوط، ويقول: «بدأت الرسم منذ الصغر، لكنها كانت مجرّد رسومات عادية، وبالتدريب والممارسة تطورت رسوماتي وبدأت رسم الوجوه التي أحببتها لكونها تعنى بأدقّ التفاصيل، وتظهرها بأسلوب نابض بالحياة، من خلال إظهار الملامح والاهتمام بالانعكاسات والخيالات فيها، لكن شغفي بالبحث عن كل ما هو جديد ومختلف؛ كان الدافع لخوض تجربة الرسم بالخيوط والمسامير؛ لكونه فنّاً يختلف عن باقي الفنون بأفكاره الجديدة والغريبة، وبدأت أول تجربة لي منذ عدة أشهر، حيث استغرق مني العمل نحو 46 ساعة على مدار شهرين ونصف الشهر؛ وهو عبارة عن "بورتريه" للاعب "كرستيانو رونالدو" بهدف إيصال رسالة شكر وامتنان لمواقفه تجاه الشعب الفلسطيني، واهتمامه بقضاياهم، كما شاركت بمعرض "الشباب المبدع هم مستقبل سورية" تحت رعاية اتحاد الفنانين التشكيليين في "حماة"، ومعرض "ريشة وحكاية"».

الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية، ويهدف إلى خلق عالم أكثر إنسانية يوازي العالم الحقيقي، ويضيف إلى الحياة نكهة مميزة

وعن خطوات العمل، تابع: «كانت البداية برسم خطوط بسيطة وأولية على خشبة اللوحة، ثم تثبيت المسامير التي بلغ عددها نحو 2300 مسمار على كامل اللوحة، وبعدها تأتي الخطوة الأصعب؛ وهي الرسم بالخيوط عن طريق التداخل الذي من خلاله حاولت إظهار الملامح بوضوح بتكثيف الخيوط وتقليلها لإظهار الأبعاد والظل والنور لإيجاد نوع من العمق للصورة؛ وبذلك تعكس صورة فريدة ومختلفة للوحة، بهدف الخروج عن النمطية التقليدية وتحقيق عنصر الغرابة نوعاً ما، فهي ليست مجرد لوحة فقط، بل هي نوع جديد من الفن الذي يتطلب التناغم بين الدقة والصبر، والمهارة والإبداع لإبراز جماليته».

بورتريه

الفنان التشكيلي "طلال الأسود"، حدثنا عن موهبة "رائد" بالقول: «امتلك موهبة فطرية متميزة، علّم نفسه بنفسه، وأنجز الأجمل في وقت قصير، فمن خلال أعماله تلامس إحساسه الرقيق في كل خطوط لوحته، وتنعكس شخصيته المهذبة وتسري روحه الطيبة بلطف واضح إلى قلمه الذي لامس الورق بحنان وذهن متقّد يجعله يعمل على التفاصيل بذكاء، وقد ظهر ذلك جليّاً من خلال لوحته التي ابتكرها بالمسامير والخيوط؛ إذ ليس من السهل إنجاز عمل من هذا النوع بسهولة؛ فهو المميز بين أقرانه».

يذكر أن "أحمد الروبة" طالب في السنة الثالثة كلية طب الأسنان، ومن مواليد "حماة"، عام 1996.

بعض رسوماته
بورتريه بالخيوط والمسامير