اتّسمت لوحاته بلغتها الخاصة الغنية بالتجربة والبحث والتعبير، وبأسلوب الخداع البصري أو ما يُعرف بـ"Up Art"، إضافة إلى غنى لوحاته بالألوان المفرحة، حيث يترجم من خلالها أفكار الناس في حياتهم العامة والخاصة.

الفنّان "فادي عطورة"، الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 كانون الأول 2016، تحدث عن بدايته مع الفن التشكيلي بالقول: «ريشة الرسم رافقتني منذ الصغر، ومازالت الصديق الذي أستطيع البوح له بما يجول في مخيلتي؛ فمعها أنتقل من عالم الأفكار إلى عالم حسّي ملموس، في السابعة من عمري التحقت بمدرسة "الرواد"، وبعدها مركز "سهيل الحدب" للفنون وكنت أصغر طالب فيه، بعد الانتهاء من المرحلة الإعدادية أصبح حلم الدخول إلى كلية الفنون الجميلة هاجسي الأول، رغبة مني في تحقيق حلم والدي رحمه الله، الذي كان مؤمناً بي وبموهبتي. وأثناء دراستي في الكلية كان أسلوبي الواقعي الأكاديمي، وعبره اتسعت رؤيتي الفنية في التعرف إلى أساليب الرسم، تخرجت في الكلية بمعدل جيد جداً، وضم مشروع التخرج 40 لوحة بأسلوب تعبيري رمزي، تابعت بهذا الأسلوب حتى 2006. مواضيع لوحاتي كانت مستوحاة من الحياة اليومية للناس في أفراحهم وأحزانهم، وانعكس ذلك على الألوان التي استخدمتها؛ فكانت تميل إلى البني مع الأزرق والبرتقالي؛ وهذه الألوان خطرة على الفنان لجمالها».

كل ما يتعلق بوطننا الغالي وبيئته اللونية الغنية هي ألوان محببة بالنسبة لي، وأحب جميع أعمالي فهي روحي، ولا أفضل الانتماء إلى مدرسة معينة؛ فالحالة الفنية الإبداعية هي التي تفرض عليك بأي أسلوب ترغب بتقديم العمل الفني الجديد المتميز، وهنا لا أطلق على لوحاتي أسماء، بل أجعلها فرصة للحوار بين اللوحة والمتلقي

ويتابع: «بدأت تجارب لونية أولية؛ فعملت على "البورتريه والتجريد" كعملية تطوير للدراسات اللونية؛ وهي أعمال لم أعرضها مع أنها تتجاوز المئة لوحة، كنت أبحث عن نفسي عبر تلك التجارب حتى رزقت بابنتي "منى"؛ فكانت موضوع لوحاتي وملهمة ريشتي بشخصيتها وألعابها وأدواتها، وتحوّل أسلوبي إلى "up art" الخداع البصري أو ما يسمى "تحريضات بصرية تجريدية"، وهي أعمال تثير عند المشاهد ردّ فعل نفسي وفيزيولوجي، حيث يستخدم الفنان رسوماً ذات تأثيرات متموجة تثير العين وتحيّرها لتوحي بحركة تقوم على مبدأ خداع البصر اعتماداً على تداخل الأشكال الهندسيّة، التي تكون عادة بالأبيض والأسود».

في مرسمه

ألوان الرقيّ والفرح تطغى على لوحاته مع أنها تخفي بداخلها بعض الحزن، عنها تحدث: «كل ما يتعلق بوطننا الغالي وبيئته اللونية الغنية هي ألوان محببة بالنسبة لي، وأحب جميع أعمالي فهي روحي، ولا أفضل الانتماء إلى مدرسة معينة؛ فالحالة الفنية الإبداعية هي التي تفرض عليك بأي أسلوب ترغب بتقديم العمل الفني الجديد المتميز، وهنا لا أطلق على لوحاتي أسماء، بل أجعلها فرصة للحوار بين اللوحة والمتلقي».

إعادة إحياء دور مركز "سهيل الأحدب" للفنون باعتباره مديراً له يأخذ الحيز الأكبر من وقته وتفكيره، وهنا يقول: «يا للآسف، الفن التشكيلي في "حماة" متأخر جداً ويعتمد على المواهب فقط، وبعض المشاركات المحلية؛ وهذا غير كافٍ أبداً، هناك ندرة للعمل الفني بالمقارنة مع ما قدّم قديماً؛ فـ"حماة" كانت منبعاً لأهم فناني "سورية" التشكيليين، أحاول أن أعيد علاقة الفنانين بالمركز لأنه رمز فني، ولابد من تفعيل الحركة الاحترافية الفنية، حيث يستطيع الفنان أن يحقق الفائدة من عمله الفني لكونه مصدر رزقه الوحيد؛ ليتفرغ للعمل الفني المبدع، نمتلك مواهب واعدة وأتمنى من أساتذة الفن التشكيلي أن يكونوا عوناً لي في تطوير هذه المواهب، ولا يبخلوا بمعلوماتهم عنها».

من أعماله

الفنان التشكيلي "أسامة الصغير"، تحدّث عن التجربة الفنية لـ"عطورة" بالقول: «الدخول إلى عالم الفنان "فادي" لا يتم إلا عبر قراءة أعماله وتحليلها وفكّ رموزها؛ فهو يمتلك فلسفته الخاصة والعامة في الحياة والإنسان والطبيعة، وعالمه مملوء بالعناصر التشكيلية وغني بالرموز؛ لأنه تجريدي تعبيري؛ فهو يبحث دائماً عن الجمال الداخلي والخالد في الوجوه والأشياء، إضافة إلى سعيه الدائم لتجسيد مجموعة من القيم الثابتة عند الإنسان في هذه الحياة».

الجدير بالذكر، أنّ الفنان "فادي عطورة" من مواليد مدينة "حماة"، عام 1978، حاصل على إجازة في الفنون الجميلة من جامعة "دمشق" 2001، معيد في كلية الفنون 2003، شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية، نذكر منها: معرض جماعي في المركز الثقافي العربي "دمشق" 2001، معرض مهرجان الربيع في صالة نقابة الفنون الجميلة "حماة" 2002، معرض الشباب "دمشق" 2004، معرض جماعي في دار الأوبرا برعاية بترو كندا، "دمشق" 2010، معرض فردي في صالة وادي فنان، "عمان" 2014.

من أعماله