إعادة تدوير النفايات للحصول على ما هو مفيد للإنسان والبيئة؛ دفعته إلى ابتكار آلة استطاع بواسطتها استخراج مادة الفضة بنجاح من أحماض الصور الشعاعية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تشرين الثاني 2016، "جبران قصرين"، الذي تحدث قائلاً: «بدأ الأمر أثناء زيارة لأحد أصدقائي في ورشته لتصنيع المصوغات الفضية، وخلال حديثنا عن عمله في الورشة، تطرق إلى قيامه بعدة محاولات لتصنيع آلة تقوم باستخراج الفضة من أحماض الصور الشعاعية، لكن محاولاته باءت بالفشل. استحوذت الفكرة على تفكيري؛ فالأحماض التالفة بوضعها الحالي تعدّ سامة، وهي مضرة بالتربة عند التخلص منها، لكن استخراج الفضة منها سيجعلها تتفكك وتتعادل، ويبقى تأثيرها حيادياً».

أشجع على العمل في مجال إعادة تدوير النفايات الصلبة؛ فهناك الكثير من المعادن الثمينة التي تُرمى بلا جدوى، وهي في النتيجة تحقق قيمة اقتصادية وبيئية عالية

ويضيف: «بدأت البحث عبر شبكة الإنترنت، وساعدني في عملية البحث تلك إلمامي بمهنة الصياغة، ومعرفتي بكيفية استخراج المعادن من التوالف، وكانت خطوتي الأولى بتصميم تلك الآلة التي ستساعدني في استخراج مادة الفضة. أيام عديدة قضيتها أنا وصديقي في المدينة الصناعية بـ"حماة" نقوم بتجربة للنموذج الأول لتلك الآلة، وعند الانتهاء من تصنيعها بدأنا أولى تجاربنا، وذلك بعد شرائنا لكميات من الحمض التالف من عيادات التصوير الشعاعي، إلا أن النتائج الأولى كانت مخيبة للآمال».

عملية صهر الفضة

ويتابع: «صعوبات عديدة واجهتني، منها عدم توافر القطع الكهربائية والصناعية بالمواصفات التي أحتاج إليها لعملية التعديل، إضافة إلى اعتذار صديقي عن مواصلة العمل معي؛ نتيجة التكلفة الإضافية للتعديلات؛ وهو ما جعلني أمضي وحيداً في مشروعي، وبعد أول تعديل كان النجاح قد وصل إلى نسبة 60%؛ فالترسبات الناتجة كانت كبريتية تحتوي الفضة، اضطررت إلى تصفيتها؛ وهي عملية صعبة للغاية، وتستهلك الكثير من الوقت».

وعن آلية استخراج مادة الفضة، يقول "جبران": «استخراج الفضة من الأحماض يقوم على مبدأ التحليل الكهربائي؛ فهو يتألف من قسمين: الجسم الميكانيكي؛ وهو عبارة عن حوض للمواد والخلاط، والقسم الكهربائي؛ عبارة عن محولة بمواصفات محددة، إضافة إلى مشعر لتحديد نسبة الفضة بالليتر، وتقوم الآلة بإخراج الفضة المشردة في الحمض على شكل فلزات، ثم يتم صهرها على شكل سبائك تباع للورشات لتصنيعها».

سبيكة الفضة

ويختتم "جبران" حديثه معنا بالقول: «أشجع على العمل في مجال إعادة تدوير النفايات الصلبة؛ فهناك الكثير من المعادن الثمينة التي تُرمى بلا جدوى، وهي في النتيجة تحقق قيمة اقتصادية وبيئية عالية».

الصائغ "ديب عواد" بدوره تحدث لنا قائلاً: «ما يقوم به "جبران" مهم للغاية؛ فالفضة التي يستخرجها تمت معايرتها في نقابة الصائغين، وهي من عيار 10؛ أي خالية من الشوائب، بينما الفضة التي نقوم بالعمل عليها ضمن ورشاتنا تكون ما بين عيار 6 إلى 9».

بقي أن نذكر، أنّ "جبران قصرين" من مواليد مدينة "حماة"، عام 1983، حاصل على إجازة في إدارة الأعمال.