يشهد له عشرات السوريين بأنه اليد البيضاء التي لا تترك سورياً يمكنها أن تساعده إلا وتفعل، وفوق ذلك هو طبيب أسنان، ورجل أعمال ناجح ومعروف على مستوى عدة دول حول العالم.

رشحته مئات الأصوات هذا العام لنيل لقب "شخصية العام 2014" عن فئة "مغتربين نفخر بهم"؛ ضمن تصويت "شخصية العام" على مواقع التواصل الاجتماعي، وحلّ ثانياً في الترتيب، حاصلٌ على شهادة طب الأسنان من جامعة "بوخارست" الرومانية، وهو من مواليد مدينة "أفاميا" في محافظة "حماة" التي غادرها إلى "الإمارات العربية المتحدة" منذ العام 1996 ليؤسس هناك عدداً من الاستثمارات فيها وفي بعض الدول الأوروبية أيضاً.

أعتبرها وساماً على صدري وعبئاً يحملني المزيد من ضرورة العمل من أجل "سورية"

في حديث مع مدونة وطن "eSyria” بتاريخ 20 كانون الأول 2014، تحدث الدكتور "فطراوي" عن تجربته الاغترابية والاستثمارية هناك، وعن الاستثمار في "سورية" أيضاً، وعن آفاق المستقبل لهذه الأعمال إضافة إلى الحديث عن أعماله التطوعية في الشأن السوري كذلك.

مع مجموعة من موظفيه السوريين

ينتمي الدكتور "فطراوي" إلى عائلة سورية لا تمارس الاستثمار كما يفعل هو، وليس في العائلة تجار، وأكثرهم من المهندسين والأطباء والمحامين، إلا أن "القدر" أراد للدكتور "فطراوي" طريقاً مختلفاً بدأه في عالم الاستثمارات من مدينة "العين" الإماراتية بعيداً عن اختصاصه في طب الأسنان؛ فقام بتأسيس شركة تهتم بالمعلوماتية، ثم عقد شراكة مع شركتين أوروبيتين للدخول إلى سوق الخليج، ومنها إلى إنشاء شركة تختص بصناعة قطع الغيار للحفارات النفطية.

من قطع الغيار النفطية والحفارات انتقل الشاب الطموح إلى عالم الطيران، فكان هناك شركة طيران في "رومانيا" وفي "العين"، ليعود إلى "سورية" عام 2006، وينال تصريحاً من الحكومة السورية لإنشاء أول شركة طيران خاصة في البلد حملت اسم "جولي إيرلاينس"، إلا أن الروتين والعقبات الإدارية الكثيرة إضافة إلى اندلاع الأزمة، أفضت إلى توقف المشروع إلى ما بعد انتهاء الأزمة، كما يقول الدكتور "فطراوي" في حديثه معنا.

مع الفنان عمايري

إلا أن هذه العقبات لم تقف حائلاً دون أن يتابع الرجل مغامراته الاستثمارية، انتقل إلى "العين" ثانيةً، وبدأ يعمل في شركاته هناك، متوسعاً في مجال الطيران، ومفتتحاً له عدة شركات جديدة اشترط في عمل كوادرها كلها ألا تضم غير السوريين، من فنيين وعمال وإداريين، يقول الرجل في حديثه: «هذا الشرط لم يكن موجهاً ضد أحد، بل كان تقديراً مني لأهل بلدي الذين يتعرضون أولاً لمحنة، وثانياً هم الأقدر حقيقة على تقدير انتماء هذه الشركات إلى الوطن الأم "سورية"، كما أن هذا الشرط توجه بمعنى من المعاني لتقدير السوريين في المغترب ومنع استغلالهم في أعمال لا تليق بهم، فكرامتهم فوق كل مال الدنيا».

لم يكتف الرجل بهذه التوظيفات المهمة، وتابع عمله الإغاثي وإعانة كل الذين قصدوه ولم يقصدوه، فقدم "مساعدات في تأمين فرص عمل وفيز، وبعض المصاريف البسيطة"، كما أنه تدخل لحل كثير من المشكلات التي تعرض لها السوريون هناك من دون طلب من أحد لتأمين حياة كريمة لكل من طرق بابه، يقول: «فنحن السوريين قلوبنا لبعضنا، وأنا لا أحب أن يطلب مني أحد طلباً وأرده خائباً حتى لو تطلب ذلك تدخلي لدى أية شخصية نافذة في المكان الذي أعيش فيه».

في استراحة المحارب

لا يبتعد الرجل بناظريه عن بلده التي أحبها، فهناك كما يقول: "عدة أحلام ما زالت في البال، على رأسها الطيران والمقاولات التي ستعيد إعمار البلد"، وإذا كانت الاستثمارات ضعيفة الآن لكن "بمجرد تحسن الوضع العام سيكون هناك مع أول الواصلين ليبدأ رحلة جديدة في بلده".

علاقته مع أبناء بلده علاقة أخوة ومحبة وصحبة دائمة، يقول: «لا حديث ولا أحاديث في السياسة لأن لكل واحد قناعته الخاصة به، ومن الصعب إقناع أي أحد بغير ما يعتقد، وما أبقيه قيد النظر هو أنه سوري وسوري فقط». هو اليوم يعيل عشرات العائلات السورية في المغترب ممن جارت عليهم ظروف الحرب حسبما شهد بذلك عشرات السوريين في "العين" وغيرها.

في شهادة قدمها صديقه "فادي ديب" عن علاقته مع عماله قال: «"باسل" في علاقته مع عماله كعلاقته مع أهله وأصدقائه، طيب وخدوم، قريب من القلب، يتابع أصغر تفاصيل حياتهم، ولذلك فهم يتابعون معه دوماً أي عمل يقوم به، صديق العمال لا يتكبر عليهم، إنساني إلى أبعد درجة».

يتابع الرجل أعماله بهدوء، والأصدقاء هم من رشحوه دون علمه للقب شخصية العام، حيث يقول: «أعتبرها وساماً على صدري وعبئاً يحملني المزيد من ضرورة العمل من أجل "سورية"».

ويأمل أخيراً ككل السوريين أن يسود السلام، "البلد الأجمل في العالم".