لم يمنعه المرض الذي أصابه في طفولته من تأليف عدة دواوين شعرية بزغ فيها نجمه كشاعر؛ بل منعه من نشر هذه الدواوين فبقيت مخطوطة بأنامله، إنه الشاعر "أحمد فاروق الدلال".

تحدث عنه لمدونة وطن "eSyria" ابنه المهندس "عمر الدلال" بتاريخ 25 نيسان 2014، وبدأ بالقول: «ولد الشاعر "أحمد فاروق دلال" في مدينة "حماة" عام 1923، والده الدكتور "عمر الدلال"؛ درس الابتدائية في مدرسة دار العلم والتربية والإعدادية في المدرسة الشرعية، ثم أكمل دراسته الثانوية في دار العلم والتربية، كان لوجود أساتذة كبار في حياته مثل: الأديب "أمين كيلاني"، وعالما النحو الشهيران الشيخ "أحمد درويش"، والشاعر "عمر يحيى" بالغ الأثر في بزوغ شخصيته الأدبية، فعمد -إضافةً إلى ما تعلمه في المدرسة- إلى تثقيف نفسه في كافة العلوم فاهتم بالشعر والأدب وعلوم القرآن والفقه والفلسفة والتاريخ، وله مكتبة واسعة تضم أمّات الكتب في هذه العلوم».

استمر والدي في دراسته حتى انتسب إلى كلية الصيدلة في جامعة "دمشق" ووصل إلى السنة الثالثة لكنه لم يكملها بسبب اشتداد مرض "الصرع" عليه الذي أصيب فيه عندما كان طفلاً، اتجه إلى التدريس في مدارس "حماة" الابتدائية، ثم عمل كمشرف صحي في الصحة المدرسية قبل أن يترك العمل لسبب صحي عام 1976، تزوج ورزق بخمسة أولاد، وأمضى بقية حياته في المطالعة وكتابة الشعر إلى أن توفي في 28 أيلول 2003، ودفن في مدينة "حماة"

ويتابع المهندس "عمر" حديثه: «استمر والدي في دراسته حتى انتسب إلى كلية الصيدلة في جامعة "دمشق" ووصل إلى السنة الثالثة لكنه لم يكملها بسبب اشتداد مرض "الصرع" عليه الذي أصيب فيه عندما كان طفلاً، اتجه إلى التدريس في مدارس "حماة" الابتدائية، ثم عمل كمشرف صحي في الصحة المدرسية قبل أن يترك العمل لسبب صحي عام 1976، تزوج ورزق بخمسة أولاد، وأمضى بقية حياته في المطالعة وكتابة الشعر إلى أن توفي في 28 أيلول 2003، ودفن في مدينة "حماة"».

عمر الدلال

الشاعر "معاوية كوجان" الذي لازم الشاعر "الدلال" لأكثر من عشر سنوات تحدث لنا عنه بالقول: «اهتم الشاعر "الدلال" بالأدب العربي حتى بات عالماً في علومه المختلفة: "العروض، البلاغة، النحو والصرف"، وله نظرات جديرة بالقراءة والتأمل في موضوعات عدة منها: الأدبية، والسياسية، والدينية، وحتى المذهبية، كتب الشعر منذ شبابه وتأثر بالشعراء الأقدمين، وظهر ذلك التأثر جلياً في شعره حيث نجد قصائده التي نظمها لا تخرج عن أساليبهم ولا تتغاير مع موضوعاتهم في الأعم الأغلب، ولا يخلو شعره من خصوصية وابتكار في بعض ما تركه من شعر، وكان أحب الشعراء إلى قلبه من الأقدمين: "المتنبي" و"أبو تمام"، ومن الشعراء المحدثين "أحمد شوقي" الذي عارضه في أكثر من قصيدة».

ويضيف الشاعر "كوجان": «اتصف شعره بمتانة التراكيب وقوة البناء واللغة المعجمية، وأهم الموضوعات التي تناولها في شعره: "الرثاء، الهجاء، الوصف، المديح، والغزل"، وفيه نظم العديد من القصائد، نذكر منها أبياتاً لقصيدة بعنوان "مها"، يقول فيها:

معاوية كوجان

"سألتها ما الاسم قالت لي مها... هيفاء تسبي من دلال خلّها

ملكت قلوب العاشقين بحسنها... وهي الأسير وكلنا أسرى لها

جانب من مكتبته

يحلو الجمال بها كمثل حديثها... سحر لموسى قد بدا في ثوبها

كم زرتها في بيتها متأمـــلاً... خيراً وإن الخير لمـــا زرتها

ورأيت حوراء العيون تقودني... من طرفها من جيدها من خصرها

فكأنها بكمــالها بجمــالها... من جند ربك لا تفل جنودها

وكذا العذارى يختشين ظهورها... كالشمس تخشاها النجوم لنورها".

فشاعرنا يمعن الوصف في جمال المعشوقة، ويبرز محاسن صفاتها؛ فهي كالشمس في ضياء نورها الذي يبزغ، وهو الأسير لجمالها.

ولم تغب عن قصائده قضايا أمته العربية الحاضرة دائماً في أشعاره، فكم آلمته نكبة "فلسطين" حتى إنه نظم قصيدة حملت عنوان "النكبة"، قال فيها:

"الله نورٌ ونور الله في العرب: نور الحقيقة لا يخفى على الحقب

لا خير من بؤسنا هذا فمركبنا... صعب ونحن على ما نحن من طلب

حتى نراك تلال القدس مشرقة... تحميك أبطالنا لا عصبة الذهب

سنجعل النكبة السوداء ضاربة... جمع اليهود ومن جاؤوا إلى أرب"».

الجدير بالذكر، أن لشاعرنا "الدلال" عدة قصائد نشرتها مجلة الأسبوع الأدبي، وله مجموعة شعرية مخطوط بحوزة نجله، كما أنه نشر بعض قصائده في الصحف المحلية وكان من المتابعين الواعين لما ينشر من جديد في المكتبة العربية.