تتحول بلدة "مورك" في مثل هذه الأيام إلى خلية نحل، فقد حان موسم قطاف الفستق الحلبي والذي يبدأ جنيه عبر مرحلتين.

المرحلة الأولى تبدأ مع العشر الثالث من شهر تموز حتى نهاية العشر الأول من شهر آب وتسمى هذه الفترة بموسم "اللب الأخضر" وتسمى كذلك لأن لبّ الفستق في هذه الفترة يكون ذو لون أخضر ويرغب بشرائه تجار المثلجات والحلويات.

قشارة الكهرباء تقشر حوالي 3 طن في اليوم، حيث تقوم بعزل القشرة الخارجية، ثم يتم تيبيس الفستق قبل أن يرسل إلى الكسّارة

أما المرحلة الثانية فتستمر مع نهاية المرحلة الأولى وتمتد على شهري آب حتى منتصف شهر أيلول وهي مرحلة قطاف الفستق الحلبي الناضج.

"محمد سعد الدين" يضع الفستق في القشّارة

يقول السيد "زكريا محمود" الذي التقاه موقع eSyria في منزله في بلدة "مورك": «تحتاج أشجار الفستق الحلبي إلى عشر سنوات لكي تبدأ بالإنتاج الفعلي لذلك كان المزارعون في "مورك" يزرعون بين شجرة الفستق والأخرى شجرة كرمة، فالكرمة تبدأ في إثمار العنب في فترة زمنية ليست بالطويلة، فيستفيدون من العنب، وبمجرد أن كبرت شجرة الفستق فإن جذورها تقضي على أشجار الكرمة المحيطة بها، وعندها يبدأ الفستق بالإنتاج».

ويضيف "زكريا": «تقدر المساحات المزروعة في "مورك" بـ /65/ ألف دونم، وكان الناس يعتقدون أن أشجار الفستق لا تحتاج إلى عناية، إلا أنهم اليوم عرفوا أن العناية بالشجرة تزيد من مردودها فهو يحتاج على مبيدات خلال فترة الإزهار كما أن المزارعين بدؤوا ينظمون عملية الري علماً بأن شجرة الفستق تحتاج إلى عدد ريات قليلة نسبياً».

السيد "زكريا محمود"

السيد "أحمد نداف" والذي يعمل في كسارة للفستق الحلبي يقول: «نحن نضع الفستق في غربال الحَبْ، ويتوزع إلى مراحل حيث نضعه في كسارات، ويخرج اللّب عن طريق "نسافات"، وننتج في اليوم بين /1.2-1/ طن من الفستق الحلبي، ويوجد في "مورك" حوالي /300/ كسارة فستق حلبي».

أما السيد "عبدو الإبراهيم" والذي يعمل في إحدى قشارات الفستق الحلبي فيقول: «قشارة الكهرباء تقشر حوالي 3 طن في اليوم، حيث تقوم بعزل القشرة الخارجية، ثم يتم تيبيس الفستق قبل أن يرسل إلى الكسّارة».

عملية فرز الفستق

ويضيف السيد "محمد سعد الدين" صاحب قشارة للفستق: «بالرغم من وجود آلات حديثة لقشر الفستق منذ حوالي /10/ سنوات إلا أن العمل مازال مجهداً بسبب الكميات المتزايدة من الإنتاج سنوياً، حيث نبدأ بالعمل منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل، ونقشر في اليوم حوالي /8/ طن من الفستق الحلبي».

ويشرح "سعد الدين" مراحل عمل التقشير فيقول: «يفرغ الفستق الحلبي على الأرض ويفرد على قطعة سميكة من القماش ثم نمرر سيارة فوقه، فينقى عنه "العرموش" ونضعه في القشارة ثم ينشر في أماكن تحت الشمس، بعدها يسلم للزبون، هناك بعض الزبائن الذين يفضلون تيبيس الفستق لديهم، أما فضلات القشر فترّحل إلى المكب بواسطة شاحنة صغيرة».

وتعدُّ "مورك" القرية الأولى من قرى دول العالم التي تختص بزراعة كامل المساحة بنوع زراعي واحد هو شجرة الفستق الحلبي، ويبلغ عدد أشجار الفستق الحلبي في قرية "مورك" نحو /800/ ألف شجرة منها نحو /750/ ألف شجرة مثمرة ويتم تسويق حوالي /40/ ألف طن في نهاية كل موسم، من أصل /63/ ألف طن يتم تسويقها في كل أنحاء سورية، وذلك بحسب إحصائيات مكتب الفستق في "حماة" لعام 2006.