تكنّى السوريون القدماء عبر تاريخهم بأنسابهم، فكان الأب أو القبيلة أو الجدّ هو الأساس الذي يعرف منه الشخص، ومع الحركة الدائمة عبر الزمن وتغيير المعارف ونوعية الولاء، ظهرت أبعاد جديدة لما يسمى اليوم "الكنية" فبات اللقب هو الكنية.

وفي ظل انشغال الإنسان اليوم، وتطور الحياة الاجتماعية ضمن الاختلاط الطبيعي بين أبناء المدن بسبب توفر وسائل النقل السريعة، لم تعد مسألة اللقب أو الكنية موضوعاً مهما بالنسبة للكثيرين. في ذلك يقول أستاذ اللغة العربية "رياض الطبشة" الذي التقاه موقع eHama في 22/10/2008: «يتألف الاسم في اللغة العربية من ثلاثة أقسام، الأول هو الاسم وهو اختياري يختاره الأهل، والكنية وهي اسم الأب، أما الجزء الثالث من الاسم فهو اللقب وهو ما درج العرب القدماء على نطقه بعد الاسم والكنية، ويرتبط اللقب عادة باسم مكان ما أتى منه صاحب الكنية أو بمهنة كانت العائلة تمارسها وتورثها لأبنائها..».

المغمومة فهي طبخة تضم البرغل مع السلق على ما أذكر وليس فيها لحم، لا أدري إن كان لها علاقة بلقب "مغمومة" الذي يطلق علينا..

وفي مسألة الخطأ المتداول يضيف "الطبشة": «من الأخطاء الشائعة والتي نستخدمها في حياتنا ونجدها في بطاقاتنا الشخصية هي الخلط ما بين الكنية واللقب، وحيث يقال "زيد بن عمرو الحموي"، الاسم هنا:"زيد"، "عمرو" هو الكنية، "الحموي" هنا هو اللقب، هذا أمر لا يعرفه الكثيرون..».

محمد عثماني

وفي البحث عن أصل العائلات الحموية وسبب الألقاب التي سموا بها، يقول الباحث التاريخي "محمد عدنان قيطاز":

«"قيطاز" كلمة من أصل كردي، والعائلات الكردية المستعربة في مدينة "حماه" كثر، ويذكر "مصطفى المصيفي" في كتابه "سياحة البلدان" أنه قام بسياحة في الشام ومصر والجزيرة العربية ويتحدث عن زيارته لأمير سنجق في "مصر" وهو "قيطاز بك"، وذكرت بعض المراجع الأجنبية "قيطاس"، كما ورد اسم "قيطاز" في كتاب "العرب والعثمانيون" للباحث "عبد الكريم الرافق"..».

وثيقة نسب تاريخية لآل عثماني

ويوجد في مدينة "حماه" الكثير من العائلات التي تلقب "الشامي" غير أنها عائلات لا تجمعها أية صلات قربى

فالسيد "محمد الشامي" قال: «يوجد في مدينة "حماه" كثير من العائلات كنيتها "الشامي"، بالنسبة لعائلتنا، نحن كنّا عائلة دمشقية في الأساس كنيتها "العلبي"، وعندما أتينا إلى "حماه" أصبح الناس ينادوننا بعائلة "أبو شام" لكوننا أتينا من الشام، وسجلنا في نفوس "حماه" على أساس عائلة الشامي..».

مقام الشيخ "علوان"

أما المهندس "عبد الرحمن الشامي" فقال: «نحن بالأصل كنيتنا "الناموس" وهي تعني الوجدان والشرف، ويعود أصل التسمية إلى أنه كان في عائلتنا الكثير من القضاة، ويقال أن أصل العائلة يتصل بنسل الإمام "علي بن أبي طالب"، أما عن الشامي فهذه الكنية هي لقب أطلق علينا في مدينة "حماه" إذ كانت جدتي شامية الأصل، وهكذا تداولت الناس الأمور، حتى صرنا من بيت "الشامي"..».

عائلة "العلواني":

يقول السيد "هيثم علواني": «تنسب عائلة "العلواني" إلى الشيخ "علوان" والمعنى هو "العلو" واسمه الكامل "علي عطية الله الحداد الهيتي"، والهيتي من "الهيت" في "العراق" ويعود عمر العائلة إلى عام /1458/ ميلادي، واشتهر الشيخ "علوان" بعلومه الفقهية والدينية، وله مؤلفات عديدة، كان له ثلاثة أولاد، انتشروا في اليمن والعراق وسورية، وتبعاً لهم توزع آل "العلواني" في الدول الثلاث، والأساس لهذه العائلة هو "العراق"..».

السيد "عبد المطلب السرميني" قال: «تعود تكنيتنا "سرميني" إلى أن أصلنا يعود إلى قرية "سرمين" في محافظة "إدلب" وقد أطلقت علينا عندما أتينا إلى "حماه"، وما زالت كنيتنا إلى الآن..».

أما عن لقب "مغمومة" فيقول السيد "سليمان مغمومة": «المغمومة فهي طبخة تضم البرغل مع السلق على ما أذكر وليس فيها لحم، لا أدري إن كان لها علاقة بلقب "مغمومة" الذي يطلق علينا..».

السيد "محمد عثماني" قال لموقعنا: «تقول شجرة العائلة أن لقبنا قد تغير عدة مرات، نتيجة تغير العرف في المجتمع لتلقيب الشخص، وكان آخر التغيرات عام /1924/ ميلادي تقريباً، عندما حدث حريق في مبنى النفوس في مدينة "حماه" وتغيرت ألقاب الكثير من العائلات تبعاً لهذا الحريق..».

ومهما لقب الإنسان أو كنّى يظل الفعل هو عرابه في المجتمع، وكما يقول الشاعر:

لا تقل أصلي وفصلي أبدا

إنما أصل الفتى ما قد فعل.