يغدو الحديث عن جمعيات الإحسان والبر صعبا أمام ما تقدمه هذه الجمعيات من رعاية وتعليم للفقير واليتيم وإننا إذ نقوم بزيارة إطلاعية على إحدى هذه الجمعيات في مدينة حماة فنحن لا نقدم سوى أقل ما يمكن من واجبنا اتجاه الناس المحسنين في وطننا الغالي سورية.

الجمعية الإسلامية لكفالة الأيتام وأعمال البر والإحسان بحماة .هذا هو الاسم الذي تحول إليه ملجأ الأيتام الإسلامي الكائن في حي الحاضر الصغير في حماة.

المؤسسون وقصة البداية

موقع eHama التقى المدير الحالي للجمعية الأستاذ (صلاح الفاخوري) والذي حدثنا عن فكرة تأسيس الجمعية قائلا: "انبثقت فكرة تأسيس الجمعية عام (1920)م في حماة من المجاهد الشهيد سعيد العاص ( 1889 – 1936)م أحد أهم القادة الميدانيين للثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي والذي استشهد مدافعا عن فلسطين في بلدة الخضر على مشارف القدس."عام (1936)م تملكت الجمعية حق الانتفاع بخان رستم باشا الذي تم تحويله إلى غرف نوم كبيرة ومدرسة ابتدائية وروضة أطفال ومطعما ومشغلا للصناعات اليدوية".

المدير صلاح الفاخوري

التوسع الأول للجمعية :

من رسومات الأيتام

توسعت الجمعية في الخمسينات واستمرت تحتضن المئات من التلاميذ كل عام حتى تخرج منها الألوف من أبناء حماة واستمر خان رستم باشا ثم الطابق الثاني منه كمقر للجمعية ( من عام 1936 ولغاية 2005)م وأصبح الطابق العلوي فيه حاليا فرعا للجمعية يضم مدرسة كريم رضا سعيد الخاصة للبنين للتعليم الأساسي والثانوي يرأس مجلس إدارتها حاليا السيد سمير نجيب البرازي وكان أول من تسلم هذا المنصب الشيخ مصطفى جابر.

المقر الجديد للجمعية

في عام (2005)م وفي شهر أيار تحديدا تم تدشين المقر الجديد للجمعية في ضاحية أبي الفداء بحماة الذي بُني على أرض مساحتها 11000 متر مربع حيث بلغت كلفة البناء 160 مليون ليرة. وقد شكل إنجازه قفزة كبرى في مسيرة الجمعية، ويضم الآن دار الأيتام ومختلف المراحل التعليمية من الروضة حتى الشهادة الثانوية وتستوعب (1600) طالب وطالبة وقد جهزت جميع هذه المنشآت بالمعدات والمفروشات اللازمة. إضافة للحدائق الخارجية والملاعب الرياضية والمسبح وصالة المناسبات وقاعات التعليم النموذجية والعصرية ( مكتبة – حاسوب – رسم – موسيقى – تعليم مهني ). القسم الداخلي من الجمعية يستوعب (230) من الأيتام والفقراء يتضمن ( غرف نوم – مطعم – استراحات – صفوف مسائية ).

تقديرات للطلاب

رسالة الجمعية:

وذكر السيد صلاح أن رسائل الجمعية منذ تأسيها وحتى الآن لم تتغير وهي كفالة الأيتام واليتيمات الذي فقدوا الوالدين أو إحداهما ولا معيل لهم وأبناء الفقراء والعمل على تنشئتهم نشأة اجتماعية صالحة. توفير المأوى والملبس والعناية الصحية إضافة إلى تأمين تعليمهم في مدارس الجمعية والمؤسسات التعليمية الرسمية حتى الانتهاء من المرحلة الجامعية أو تأهيلهم بالتدريب على إحدى الحرف المهنية أو الصناعية حسب مهارتهم وميولهم لغاية سن (18) من العمر.

موارد الجمعية ....المتبرعين

على رأس قائمة المتبرعين الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية. والسيدة سحر العطري أخرس والسيد سمير نجيب البرازي. وعدد كبير من المحسنين بينهم السفارة اليابانية ووزارة الكهرباء ومجلس مدينة حماة.

الآفاق المستقبلية:

في نهاية جولتنا تعرفنا على أفاق الجمعية المستقبلية من السيد المدير حيث قال لنا:" هدفنا التوسع في إنشاء مؤسسات خيرية تهدف إلى رعاية المسنين والعجزة والمعوقين. إضافة لرعاية الأسر والأرامل الفقيرة. وافتتاح مستوصفات ومصحات طبية للفقراء وإقامة دورات تعليمية لكافة المراحل الدراسية".