الأدب هو هواؤها الذي تختنق من دونه، والنسغ الذي يسري من الجذر الأب حتى أوراق طموحها، لها حضور في الماضي والآتي، وتجيد بشعرها وأدبها السامي اللعب على مواجع الحنين إلى الوطن.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الشاعرة "وفاء عنتر وسوف" بتاريخ 5 شباط 2018، فقالت: «الحياة قفصي الذهبي المسيج بأناس من ورد وآفاقٍ قوية من روائيّ، مهاراتي تكمن في تقليب الجمر وتحريك الآلام، ومع هذا لا أحب فكاكي من عذابي اللذيذ، هكذا حالي مع الحياة، في ظل أسرة صغيرة في "مصياف" تربيّت، وهي طاقة وجودي، ومنذ الصغر كانت الصحف والمجلات أصدقاء نشوئي، فما عهدت بدايتي مع الأدب في عمر محدد، إلا أنني أستطيع القول إن أفكاري تبلورت ومشاعري ارتقت بعد سن العشرين، ففي مراحل الدراسة اكتشف مدرّس اللغة العربية موهبتي الأدبية من موضوع التعبير الذي كان يطفُّ بالتعابير والصور العميقة والمساحة التخيلية، وبقليل من نصائحه قررت ريّ أفكاري والاعتناء بمشاعري حتى أوشكت أحلامي تتحقق، وهنا بدأت رحلتي مع القلم والحرف، إذ لا يوم يليق بي إن لم أزفهُ بفكرة أو قصيدة».

كل شيء يثير اهتمامي يمنحني قدرة لاتساع رؤيتي، فالحزن العميق يخضّر أدبي ووحي مشاعري، ومواجع وآلام وطني وقودُ إنسانيتي، فلا أستطيع التجرد من عاطفة الحنين والحب والتمسك بالوطن الذي نحنُ منه دفقات كرامة حين يغلي جرحهُ، ثم إن القصيدة لا تبلغ مداها، إن لم يكن صداها الوطن، هذه الحالة الشعرية التي تتملك وجداني وتلعب في ساحة مشاعري، والأدب بالنسبة لي بستان منوع الثمار أهوى قطاف وتذوق كل شيء فيه؛ لذا تعمقت في كتابة الرواية والقصة القصيرة والقصيدة النثرية والخاطرة والرسالة الأدبية والنص النثري السردي، وأيضاً لي تجارب أخرى في الكتابة الدرامية

عن وحيها الكتابي وحالتها الشعرية والأصناف الأدبية التي تكتبها "نجلاء"، أضافت: «كل شيء يثير اهتمامي يمنحني قدرة لاتساع رؤيتي، فالحزن العميق يخضّر أدبي ووحي مشاعري، ومواجع وآلام وطني وقودُ إنسانيتي، فلا أستطيع التجرد من عاطفة الحنين والحب والتمسك بالوطن الذي نحنُ منه دفقات كرامة حين يغلي جرحهُ، ثم إن القصيدة لا تبلغ مداها، إن لم يكن صداها الوطن، هذه الحالة الشعرية التي تتملك وجداني وتلعب في ساحة مشاعري، والأدب بالنسبة لي بستان منوع الثمار أهوى قطاف وتذوق كل شيء فيه؛ لذا تعمقت في كتابة الرواية والقصة القصيرة والقصيدة النثرية والخاطرة والرسالة الأدبية والنص النثري السردي، وأيضاً لي تجارب أخرى في الكتابة الدرامية».

شهادة تقدير من البيت الثقافي العراقي التونسي

وعن أهم دواوينها وأعمالها وتكريمها، أضافت: «لدي العديد من الدواوين الشعرية، منها: "لنخيل عينيك سلام أخير"، و"لا زفاف لهذا الربيع"، و"النجلاء وأهازيج المطر"، وأيضاً لي مشاركة في ديوان مشترك مطبوع لنخبة من الشعراء، بعنوان: "حديث الياسمين"، ومشاركة أخرى في ديوان مشترك بعنوان: "كلمات"، وحالياً أحضّر لديواني الرابع، وقد نلت العديد من الجوائز، كان أهمها وأكثرها وقعاً في قلبي حصولي على المرتبة الأولى عن نص نثري في "منتدى نبع العواطف الأدبية"، وكان التكريم طباعة ديواني الشعري "لنخيل أهدابك سلام أخير"، وأيضاً نلت شهادة تقدير من البيت العربي العراقي التونسي الثقافي، كما حصلت على الوسام النحاسي لفوزي بالمرتبة الأولى بملتقى أدبي عربي، والعديد من الجوائز الأخرى».

وتابعت "نجلاء": «كل النصوص التي كتبتها كانت من رياحين القلب وعطر النفس، لكن نص "وأنضج بحراً من لا حدود عينيك" يؤثر في "نجلاء" فعلاً؛ لأنه يحمل في مكامنه القضية التي توغل في أعماقي كأديبة، ألا وهو حبّ الوطن؛ قضيتنا جميعاً، وهذا جزء من النص:

من دواوينها الشعرية

"وأنت الروح...

الشاعر "حسين الغزي"

بقي أن أشعل لك الحقيقة قبل أن أمضي

هناك صوتٌ يهدهدُ في المكان

أهرب من شظايا الواقع لكنه الوطن يا روح

يتوسدُ ضميري كلما نظرت عينيك

يقف حائلاً بين الرغبة فيك والرغبة به..

قولي لي..

كيف أقلب صفحة حضوري بين زنديك

وأنا ذرةٌ نائمة من دم وطن

أتغذى من وريد حبيبة

والغدر يمتص عزةَ وطن.."».

وقالت: «"سورية" الوطن الذي يجمعنا، وفي كل جزء منه أحمل في قلبي سلاماً، وبما أن "الجولان" عصبٌ من هذا الوطن، وجزء من تكويننا وقضية عروبتنا، فإليه سلام، وأنا عضو في ملتقى "الجولان" الأدبي؛ إذ تم اختياري من قبل رئيس "ملتقى" الشاعر "حسين الغزي" عندما وجد أنني الكاتبة التي تعتني بنظافة المفردة ومظهرها، وقد كتبت ذات إلهام وحنين بعض السطور لعلها توصل حبي وتمسّكي بتفاح وجنتيّ "الجولان":

"جولان...

لفيني حول عنق النظر

ارحلي لي كلما اكتمل الموت

لا يا جولان..

لا يقلقك أني من عمر القتل.. وغزلي القوة ولغتي القهر

فقط أمامك أتأمل.. أعشق ذاتي.. أعيدُ للحجر هويته

أنسى أني ابن السبعين وعمامتي زمنٌ آخر

أمامكِ.. أحترف الحب.. ألامس معدن الحياة

زيديني حنان...

زوديني أقاصي الحلم وأنهار الوئام

زيديني نظرة من عينيك لأُغسل عار اللحظات

الألم يفور.. والساعات تقترف إمكانيات الشوق

سألبس من ضوءك الحياة...

زوديني وقوفك هناك.. تعالي أكثر.. وأكثر تعالي..

فغير العلياء بك لا يليق"».

الشاعر "حسين الغزي" رئيس ملتقى "الجولان" الأدبي، يقول: «شاعرة وأديبة تفردت في أسلوب سحر القلوب قبل العقول، استطاعت أن تنقل القارئ إلى عالم من السحر والإبداع، يتراقص الحرف بين يديها كلحنٍ على قيثارة تشدو بها مع نسمات صبح من جبال "مصياف" ليعانق "بردى" وهو يروي غوطة "دمشق"، كما تغنت بـ"الشام"، فعانق الياسمين جمال حرفٍ رسمته بريشة فنان مبدع، غردت لـ"الجولان"، فحضنها بكل حب واعتزاز وأكبرَ فيها عمق الانتماء، فقابلت الود بالود، عَرفتُها ترسم بالأحرف كلمات فتصبح وشاحاً خيوطهُ من نور الشمس، مدادها رحيق الورد والرياحين، كلما قرأتُ لها أزداد شغفاً بالقراءة، ولا يشبع رغبتي إلا العودة من جديد، بانضمام أديبة كـ "النجلاء" إلى ملتقى "الجولان" الأدبي شرفٌ وفخر ومخزون ينبض بكل جديد».

الجدير بالذكر، أن الأديبة "نجلاء عنتر وسّوف" من مواليد "مصياف"، عام 1977.