الكتابة كانت ملاذه الذي أفرغ عبره وجعه الداخلي، وكلماته كانت صوت حال المجتمع بكل أنماطه، فباهتمامه الكبير بالقراءة وبموهبته الشعرية، استطاع أن يخط طريقه الأدبي بجرأة، عبر تناوله مواضيع شعرية متنوعة، فكتب للوطن والمرأة والشهيد والواقع الاجتماعي.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 كانون الأول 2017، الشاعر "عزام عيسى" وعن تجربته الشعرية قال: «اكتشفت ميولي الأدبية واهتمامي بالشعر مبكراً، فبعد الاطلاع على علم العروض في الصف العاشر، وجدت روحي تهفو إلى الموسيقا الآسرة الموجودة في طيات القصائد الشعرية، وبدأت دندنة أول قصيدة لي بعمر 18 عاماً، حيث كانت الأجواء المحيطة بي ضمن أسرتي مفعمة بالحوارات الثقافية التي ساعدتني على صقل موهبتي الشعرية وتطويرها، فعمي الشاعر "حسن عيسى" وولداه "يعقوب" و"محمد" أيضاً شاعران، فقد تدربت وتعلمت كثيراً من مدرستهم الصوفية الثرة، وخلال هذه المرحلة بدأ انفتاحي على عالم الأدب والثقافة، ولاقت كتاباتي التشجيع من أهلي وأصدقائي وقراء يتذوقون الشعر وذوي خبرة. وكان للقراءة الدور الأكبر في دعم كتاباتي وتعزيز استمراريتها ووضعها في طريقها الصحيح، فقد كنت أقضي وقتاً طويلاً في المطالعات المتنوعة من كتب الشعر والأدب العربي والعالمي واللغة والقصص المتنوعة، وقرأت معظم دواوين كبار الشعراء، أضف إلى أنني كنت ألجأ إلى مكتبات المراكز الثقافية في "حماة" للاطلاع على الكتب المتنوعة، فمن خلال مطالعاتي المبكرة تأثرت عموماً بالشعر العباسي والأندلسي الذي أغنى موهبتي الشعرية وطورها، وبدأت نشر قصائدي في العديد من الصحف والمجلات المحلية كصحف "الفداء" و"العروبة" و"تشرين" و"البعث"، ومجلتي "جيش الشعب" و"الجندي العربي"».

الشعر بالدرجة الأولى هو خط الجراح على الورق ليخفف آلامها، والقصيدة هي معشوقتي التي تلهيني أحياناً عمن أكتب لهم أنفسهم

وأضاف: «الشعر بالدرجة الأولى هو خط الجراح على الورق ليخفف آلامها، والقصيدة هي معشوقتي التي تلهيني أحياناً عمن أكتب لهم أنفسهم».

بطاقة شكر

ومما كتب:

إحدى مشاركاته الشعرية

"الحب سكبة نبض قلبي الصافي

والشعر لهفة وعد عمري الدافي

شهادة تميز

أنا والغرام حكايةٌ لا تنتهي

مرويةٌ بأناقة وشغاف

يحتل قافيتي الجمال وعندما

يسعى لي المحتل بالإجحاف

فالبندقية والجنود وجبهتي

ديني ومعتقدي وبيت عفافي"

وعن الأنواع الأدبية التي كتبها، أضاف: «في الحقيقة لم أكتب نثراً ولا قصة، فالشعر بالنسبة لي طاقة من نور تأسرني موسيقاه، ولا أجد نفسي خارج ملكوته، فهو بحد ذاته ملمح جمالي يتجلى في أبيات القصيدة ويمنحها جماليات تنبع من العمق والتنوع. وما يميز الشعر عن سواه الخيال الشعري، وما يأتي بعد ذلك يعدّ إضافات تعزز القصيدة وتضعفها بما في ذلك الموسيقا واللفظة وصدق الكلمات. أضف إلى أنني كتبت الشعر العمودي وطرقت باب التفعيلة والزجل بمحاولات خجولة، فالقصيدة تعتصرني فأكتبها، وأحياناً أعتصرها وأتكلفها، وخاصة في قصائد المناسبات الوطنية وقصائد الشهداء، وكتبت لقريتي "أرزة" التي ولدت فيها وترعرعت بين جنباتها، وتعرضت للدمار والخراب نتيجة العديد من هجمات العصابات الإرهابية. وقضيتي الأولى والأهم هي الوطن الذي مازال ينزف بسبب ما تعرض له خلال سنوات الحرب التي مر بها، ورسالتي الشعرية تتلخص في ثقافة الانتماء والمقاومة وتغليب لغتي الحب والجمال على قصائدي الشعرية التي كتبتها بأسلوب صادق يتغلغل في عمق القضية الوطنية، فلا بد للشاعر أن يوصل صوته بكل صدق وعفوية إلى كل قلب يطأ أرض حرفه وكلماته؛ عندها يكون قلمه لساناً يتكلم ويلامس كل أحوال الناس وقضاياهم».

وعن رأيه بظاهرة وجود الملتقيات الأدبية، ودورها في التعريف بنتاجات الأدباء، قال: «الملتقيات الأدبية طفرة في عالم الأدب، منها ما قدم الجميل وأظهر شعراء يستحقون أن يعتلوا المنابر، ومنها ما قدم من لا يستحق، وصارت المنابر الثقافية عرضة لكل شخص يعدّ نفسه شاعراً، وخصوصاً الملتقيات الموجودة على صفحات التواصل الاجتماعي. ويتحمل المسؤولية في ذلك القائمون على هذه المنابر وغير المعنيين بالثقافة، ويمكنني القول هي موجودة في العالم الافتراضي، فلها دور كبير في إظهار النتاجات الأدبية، لكن برأيي إن التحرك السليم والتلقي الصحيح لا بد أن يكون على أرض الواقع، وبمواجهة جدية مع الحضور. وكانت لدي مشاركات بالعديد من المهرجانات الثقافية والأمسيات الشعرية التي أقيمت في العديد من المحافظات السورية».

وفي حديث مع الناقد والأديب "محمد الحسن" عن الشاعر "عزام عيسى"، قال: «هو شاعر بطبيعته، وحقيقة ما يؤكد موهبته الفذة ما يصوغه من قصائد وأشعار بتقنية عالية، ومواضيعه متنوعة كتنوع الحياة، فهو من أبرع الشعراء المعاصرين في كتابة القصائد الوطنية التي تزكي في النفس مشاعر الاعتزاز بالانتماء، وحب الوطن وتمجيد الشهادة والشهداء، وذلك لأنه يعيشها واقعاً، وتأتي موشحة بعاطفة صادقة تتملك المستمع وتؤثر في أعماقه، ومعروف أن الكلمة عندما تخرج من القلب تصل إلى القلب، خاصة إذا كان قائلها متمكناً من أدواته الإبداعية، فقد أبدع بقصائده الغزلية الرائعة وغيرها مما يغطي مساحة الحياة في كافة جوانبها».

يذكر أن الشاعر "عزام عيسى" من مواليد "أرزة" عام 1982.