بأسلوب ساخر فيه الكثير من الواقعية والجرأة تمكّن الكاتب "خضر الماغوط" من تقديم الكثير من الأعمال التي عُدّتْ بمنزلة مادة دسمة لكثيرين من النقاد.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 أيلول 2017، تواصلت مع الكاتب "خضر الماغوط"، الذي قال: «أنا العربي السوري الذي يعشق "دمشق" ويقيم فيها، أما البدايات، فكانت من مدينة "السلمية" في محافظة "حماة"، هناك ولدت وترعرعت. بدأت الكتابة في المرحلة الثانوية كشاعر وكاتب مسرحي وقصصي، وقدمت بعض الأعمال التي تعدّ تجربة بدائية لم تترك أثراً في المركز الثقافي في "السلمية".

القصة القصيرة جداً تحمل فكرة واحدةً، وهي سريعة الوصول إلى المتلقي أكثر من القصص القصيرة العادية كبيرة الحجم، والقارئ والمستمع في الأمسيات يتفاعل معها ويحفظها؛ فهي مادة منبرية أكثر من القصص العادية. في العام الماضي، شاركت بمسابقة للقصة القصيرة جداً في "مصر"، وحصلت على الدرجة الثانية على مستوى الوطن العربي

درست هندسة كهرباء، وعملت في القطاع العام للدولة، ثم بدأت كتابة القصة القصيرة جداً الساخرة والشعر، وشاركت بالعديد من الكتب المشتركة مع كتَّاب آخرين في بعض الدول العربية، وأشارك في الأمسيات والندوات في المراكز الثقافية في "سورية"، وأنشر في بعض الصحف السورية».

نموذج من أعماله

عن الكتابة بطريقة الأدب الساخر، تحدث قائلاً: «الكتابة بطريقة الأدب الساخر بوجه عام هي أصعب من طريقة الكتابة العادية؛ لأنها تحتاج إلى مهارات وموهبة خاصة في التقاط واقع معين من الظروف الصعبة التي يمر بها الإنسان، وتحويل هذا الموقف إلى حالة من جلد النفس تجعل هذا الإنسان يضحك ويسخر من أوجاعه وآلامه، وهي ليست فعلاً سلبياً، بل هي دعوة ضمنية إلى التمرد على الواقع ومحاولة تغييره، وثورة على الأخطاء في الواقع السياسي والديني والاجتماعي والشخصي.

والمفروض أن يكون للكاتب الساخر قضية ورسالة يريد منها أن تصل، وإلا فإنه يُصبحُ مهرّجاً، مثل بعض المسرحيات التجارية والمسلسلات التلفزيزنية التي شاهدناها، أو بعض الحكايات المضحكة والقصص التي سمعنا بها أو قرأناها لغاية الإضحاك فقط من دون هدف أو غاية تهم الإنسان؛ فهناك فرق كبير بين الأدب الساخر وأدب الإضحاك؛ إن صح التعبير».

شهادة شكر و تقدير

فيما يتعلق بالقصة القصيرة جداً، قال: «القصة القصيرة جداً هي من الأجناس الأدبية الحديثة نسبياً في الأدب العربي، ومازالت في طور التجربة منذ عشرين أو ثلاثين عاماً، لكنها قديمة في الأدب العالمي، كتبها الكاتب الروسي "أنطون تشيخوف" على سبيل المثال منذ أكثر من مئة عام، وتناقلت الصحف قديماً بعض المقاطع الساخرة من أعمال الكاتب المسرحي الإيرلندي "برنارد شو"، لكن لم يتم اعتبارها قصصاً قصيرة جداً.

تعتمد القصة القصيرة جداً التكثيف في التعابير والكلمات، فلا تتضمن التعابير والكلمات الإنشائية الزائدة غير الضرورية، للوصول إلى قصة بأقل حجم من التعابير قد تكون خمسة أو ستة أسطر وربما حتى المئة كلمة، وهي تحكي عن موقف واحد بزمن واحد، والأهم أن تنتهي بخاتمة أو قفلة مفاجئة مدهشة غير متوقعة، وأؤكد على الاهتمام بالخاتمة اهتماماً كبيراً، وإلا ستفقد القصة قيمتها الأدبية ودهشتها المطلوبة».

الكاتب "فهد خالد حلاوة"

وعن سبب اختياره لهذا النوع من الأدب، أوضح: «القصة القصيرة جداً تحمل فكرة واحدةً، وهي سريعة الوصول إلى المتلقي أكثر من القصص القصيرة العادية كبيرة الحجم، والقارئ والمستمع في الأمسيات يتفاعل معها ويحفظها؛ فهي مادة منبرية أكثر من القصص العادية.

في العام الماضي، شاركت بمسابقة للقصة القصيرة جداً في "مصر"، وحصلت على الدرجة الثانية على مستوى الوطن العربي».

الكاتب "فهد خالد حلاوة"، تحدث قائلاً: «تميّز الكاتب "خضر الماغوط" بكتابة القصة القصيرة جداً، حيث قفز قفزات جميلة ورائعة في أسلوبه السهل الممتنع بالسرد القصصي، والتزامه بالواقعية، محققاً مقومات القص، وأغلب قصصه تناولت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

تميّزت قصصه بالسخرية والقفلة المدهشة والصادمة محققاً من خلال مشاركاته في المنتديات الثقافية والأمسيات في المراكز الثقافية حضوراً جميلاً، فهو صاحب فكر ورسالة، ويسعى إلى تحقيق هدفه مهما كانت الظروف والتحديات».

يذكر أن الكاتب "خضرالماغوط" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1956، يكتب في العديد من الصحف والمجلات السورية، ومن قصصه: "المرأة والصنم"، "عندما يتوقف الزمن"، "عقدة نفسية"، "ماذا بعد؟؟" و"نبَّاشُ القمامة".