ببراعة حروفها وألوان ريشتها جالت بين أروقة الفنون المختلفة، فأنتجت يداها منحوتات وقصائد ولوحات فنية حاضرة في ميدان التميز والإبداع، حيث مزجت بين التشكيل والشعر لتخرج أعمالاً فنية حصدت من خلالها جوائز عدة، وجسّدت رؤيتها الخاصة بها.

فالفن من وجهة نظرها يعدّ نتاج الإنسان الإبداعي الحر تحت عنوان الجمال؛ فهو لغة يستخدمها الإنسان لترجمة التعابير التي ترد في ذهنه، واستنطاقها لتخرج بأعمال إبداعية تجسد من خلالها مكنونات نفسه وعقله ومشاعره. وتابعت الفنانة "محاسن سبع العرب" حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 تموز 2017، وقالت: «الكتابة نشأت معي منذ الصغر، فقد تعلقت بالأدب بكل أنواعه، حتى إنه كبر معي ورافقني بمراحل طفولتي وحياتي، ولم أكن أوفر أي ورقة مكتوبة تقع تحت يدي من صحف ومجلات ودواوين شعرية وروايات؛ وهذا نمّى موهبتي الشعرية وصقلها، فقد كان للقراءة دور كبير في تعلقي بالشعر وإتقاني له في عمر مبكر؛ ففي سن الخامسة عشرة بدأت كتابة الشعر وكان لي تجارب شعرية لاقت الإعجاب، ومن خلال مطالعاتي المبكرة تأثرت كثيراً بشعراء كثر، منهم: "مانع سعيد العتيبة"، حيث كنت أنسخ دواوينه بخط يدي حتى أتمكن من حفظها، كما كان لأشعار "المتنبي" و"أحمد شوقي" أثر في نفسي، فالشعر بالنسبة لي هو طاقة من نور ينفذ منها الشاعر ليريح قلبه وتسمو روحه في ملكوت خاص به، يخلقه هو لنفسه وتكون باعثةً للسعادة؛ فهو بحد ذاته ملمح جمالي يتجلى في أبيات القصيدة ويمنحها جماليات تنبع من العمق والتنوع الذي يحدث قدراً من الاتساع الدلالي، ويمنح القارئ خيارات متعددة من النتاجات الفكرية، أضف إلى أنني من خلال قصائدي شغلتني هموم الإنسان والوطن بوجه خاص، وكنت أخاطب وجدان القارئ بكل صدق وعفوية».

اللوحة كالقصيدة مرآة تعكس تارة ما بداخلي من أحاسيس، وتارة أخرى نافذة أطل من خلالها على العالم الخارجي، فمن خلال أعمالي حاولت أن أخرج الشعر من كونه حبراً على ورق إلى فضاء الأعمال الفنية سواء أكانت لوحة أو عملاً خزفياً، فشرحت بيت الشعر باللون، ونقلت إحساس الشاعر بضربات الفرشاة؛ فترجمت بعض أبيات الشعر بالألوان، ونقلت أفكار القصائد من الورق إلى القماش بطريقة فنية مبتكرة

وتضيف: «للملتقيات والمنتديات الأدبية والثقافية دور كبير في تحفيز الشاعر على استنباط كلماته الشعرية بكل جرأة وصدق، فوجود الشاعر ضمن وسط ثقافي وبيئة أدبية غنية بأنواع الفنون الأدبية يصقل موهبته ويغنيها، فهذا الجو يحفّزه على الكتابة دائماً ويصقل أفكاره، فالتوجيهات والتعليقات والنقد البناء وتبادل الأفكار والثقافات التي تخلقها المنتديات الأدبية يعزّز ملكة الشاعر الإبداعية، ويغني تجربته الشعرية، ويساهم في تحفيزه المستمر ورغبته في التميز. وبالنسبة لي فمشاركتي بالسجالات الشعرية مع شعراء معروفين في الساحة الأدبية درّبتني على الارتجال وسرعة البديهة الأدبية، وأغنت تجربتي الشعرية وطوّرتها».

أعمالها النحتية

الرسم بمفهومها هو التعبير عن الأفكار والمواضيع باستخدام الخطوط والألوان، حيث تمكّن الفنان من التعبير عن مكنوناته بطريقة فنية تجسد إبداعه وترتقي بإحساس المتلقي وتنمي تذوقه للفنون. وعن موهبة الرسم والنحت التي امتلكتها، أضافت: «الفن التشكيلي لم يكن ضمن هواياتي أو خياراتي الحياتية، فقد كنت أمارس الرسم على دفاتر المدرسة كأي طفلة، ولم ينتابني ذلك الشغف المبكر بالفن، لكنني حين أنهيت صفوفي الدراسية وجدت نفسي متجهة لدراسة الفن التشكيلي أكاديمياً، فقد التحقت بمعهد "الفنون التشكيلية" بإمارة "الشارقة"، وضمن قاعات الدراسة تعلقت به وتوحدت روحياً مع الألوان والخطوط، ثم اتجهت إلى الخزف وتخصصت به، فالفن هو من يمتلك الإنسان، وهو من يختارك ويتملك عقلك وروحك، ويتحول إلى شغف وأسلوب حياة ووسيلة لجعلك أكثر توازناً وإنسانية؛ لذا كان لا بد لي من أن أنقل هذا الشغف إلى الفن واللوحة، فكل لوحة هي نتاج إحساس معين ووليدة فكرة محددة، فهناك لوحات ناتجة عن حالة حزن وفرح، فأستخدم ألواناً تناسب الحالة النفسية التي أشعر بها أثناء تشكيل اللوحة؛ فالفرشاة كالقلم أعبر فيها عن مكنوناتي من خلال رموزي وألواني، حيث أرسم وأجسّد ما ينتابني من شعور وإحساس عبر لوحاتي».

وأضافت عن مزجها بين التشكيل والشعر بالقول: «اللوحة كالقصيدة مرآة تعكس تارة ما بداخلي من أحاسيس، وتارة أخرى نافذة أطل من خلالها على العالم الخارجي، فمن خلال أعمالي حاولت أن أخرج الشعر من كونه حبراً على ورق إلى فضاء الأعمال الفنية سواء أكانت لوحة أو عملاً خزفياً، فشرحت بيت الشعر باللون، ونقلت إحساس الشاعر بضربات الفرشاة؛ فترجمت بعض أبيات الشعر بالألوان، ونقلت أفكار القصائد من الورق إلى القماش بطريقة فنية مبتكرة».

إحدى لوحاتها

الكاتب "عماد الزير" حدثنا عنها بالقول: «تتمتع الشاعرة "محاسن سبع العرب" بلغة شعرية متمكنة وقوية، من حيث التعبير الدلالي اللافت والخاص بها، فقد امتلكت أسلوباً رشيقاً في اختيار التراكيب التي تضع القارئ في حالة تأمل وترقب؛ تصعد به تارة نحو اللا متناهي، وتارة أخرى تصدمه بواقعنا الحقيقي، وتعبر عنه بالمفردات الصادقة والقوية أحياناً أخرى؛ لتضعه في مواجهة أكبر مع مخاوفه، وتأخذ بيده نحو طاقات الأمل والحياة، فمن خلال كتاباتها حملت همّين متلاصقين ظهرا بوضوح بين أشعارها، فقد لامست الحب بيد والوطن بيد أخرى، وبهما عكست وجدان القارئ بوجه خاص والإنسان بوجه عام؛ إذ تنطلق من ذاتها لترسم لوحة تعبيرية عن أرقى المشاعر والأحاسيس، كما استطاعت إثبات نفسها على الساحة الأدبية».

يذكر أن "محاسن سبع العرب" من مدينة "حماة" ولدت في إمارة "الشارقة" التابعة لدولة "الإمارات العربية المتحدة"، خريجة معهد الفنون التشكيلية، لها العديد من المشاركات، منها: مهرجان "الشارقة" للفنون الإسلامية الذي يقام سنوياً، ومعرض في "دبي" أقيم بمناسبة عام القراءة عام 2016، وحصلت على المركز الأول في مجال الخزف، وتم تكريمها من قبل الشيخ "سلطان القاسمي" حاكم إمارة "الشارقة".