تمكّنت النحاتة "شادية دعبول" من تحويل أفكارها الخاصة إلى منحوتات برونزية تعكس روح الإنسان وعمق تجربته في الحياة ومعاناته في الأزمات، عبر ما يتاح لها من أدوات.

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 30 أيلول 2016، في صالة "art house"، وعن بداياتها تقول: «اكتشفت ميولي الفنية في المدرسة، وعندما كنت في الصف الأول الثانوي نلت التشجيع من قبل أستاذ الرسم، ثم تابعت تنمية موهبتي بالانتساب إلى عدة دورات فنية، وبمجهودي الخاص تعلّمت استخدام الألوان الزيتية، وانتسبت بعدها إلى كلية الفنون الجميلة وتخصصت بالنحت، حيث وجدت فيه شيئاً جديداً مختلفاً عن الرسم واللون، واستمتعت بدراسة الكتلة والفراغ، حيث يمكنني أن ألمسه بيدي، وأعبّر من خلاله عن أفكاري».

اكتشفت ميولي الفنية في المدرسة، وعندما كنت في الصف الأول الثانوي نلت التشجيع من قبل أستاذ الرسم، ثم تابعت تنمية موهبتي بالانتساب إلى عدة دورات فنية، وبمجهودي الخاص تعلّمت استخدام الألوان الزيتية، وانتسبت بعدها إلى كلية الفنون الجميلة وتخصصت بالنحت، حيث وجدت فيه شيئاً جديداً مختلفاً عن الرسم واللون، واستمتعت بدراسة الكتلة والفراغ، حيث يمكنني أن ألمسه بيدي، وأعبّر من خلاله عن أفكاري

برعت في النحت على البرونز، وعن تخصصها فيه تقول: «صعوبة التعامل مع مادة البرونز تكمن في إمكانية نجاح القطعة أو فشلها كلياً، خاصة عندما تكون نسخة واحدة، فألجأ إلى المواد المتوفرة التي تخدم فكرتي، وأبدأ تشكيل القطعة، ثم أصبّ مادة البرونز، وأضيف مواد أخرى، مثل: الخشب، الحجر، والبوليستر، تبعاً لمتطلبات الفكرة المطلوبة. كل أعمالي ترتكز على الإنسان واستمرارية الحياة، وقدّمت مؤخراً "عملاً ثلاثياً" ترتكز فكرته على حالة الفقدان الذي نعيشه اليوم في ظل الحرب، وما نواجهه من صعوبات، وطموحي أن أستمر في المجال الفني، وأقدّم أفكاراً جديدة، على الرغم من مشكلات التسويق للقطع الفنية».

منحوتات برونزية تحت عنوان "الموسيقا"

وعن مشاركاتها ومعرضها الفردي الأول، تقول: «مشاركتي بعدة معارض أعطتني دافعاً وحفّزتني كثيراً، وأذكر منها: معرض مشترك في "حماة" و"سلمية" عامي 2005، و2006، معرض مشترك في "اللاذقية" عام 2014، معرض "الربيع" السنوي للنحت لثلاثة أعوام متباعدة، ومعرض "الربيع" للخزف عامي 2013، 2014، وبعد فعالية "ابدأ" للفن التي أقيمت في "art house" عام 2016، قمت بمعرض فردي أول في المكان ذاته، واستمر من 26 أيلول إلى الخامس من تشرين الأول 2016، وشعرت من خلاله بحماسة وترقّب كبيرين، ولمست عبره صدى أعمالي لدى الجمهور».

"غازي عانا" نحات وناقد فني، يقول: «ترسم "شادية دعبول" بالفراغ أشكالها التي لا تنتهي عند حدوده، بل تتقصّد إشغال المتلقي بإكمال العزف، كل بحسب معرفته وثقافته وسعة اطلاعه، إذن هي تبدأ تشكيل عملها بما يتاح لها من مواد وأدوات تخدم الحالة التعبيرية التي أرادتها من خلال شخصياتها الناهضة، وعلاقتها بعضها ببعض ومع ما يحيطها من فراغ، وهي أحياناً تبدو إشكالية باستقرارها من ارتباط كتلتين إحداهما مع الأخرى بنقطة ارتكاز تُشعرنا بحرج توضّع واحدة منهما معلّقة في الهواء هكذا، مستفيدةً من صلابة مادة البرونز التي تنفذ بها أعمالها، ومن الطاقة التعبيرية التي تمنحها للمنحوتة بكافة استخداماتها.

مع الحضور في افتتاح معرضها الفردي

ولها تجربة مميّزة بتجميع بقايا تلك المادة في الورشة، وإعادة تشكيلها على طريقة النحت المباشر، حيث تصيغ منها موضوعاتها المختلفة التي أغلبها لها علاقة بالإنسان، والموسيقا، والعازفين وآلاتهم الموسيقية إلى جانب مفردات ترمّز لها بأشكال مختلفة، وهذه المباشرة في التنفيذ لا شكّ ميزة إيجابية تتسم بالجرأة وقوة الإرادة والتحدي بالاستفادة من كل ما حولها من ظروف لمصلحة العمل، على الرغم من تجربتها النحتية القصيرة نسبياً كزمن، ومن الناحية التشكيلية وخبرتها التقنية.

وهي تمكنت خلال مدة قصيرة من إثبات ذاتها الفنية على الرغم من الظروف القاسية التي يعانيها الفنانون والفنانات الشباب، سواء من حيث اختلاف طريقة تفكيرها بالنحت عنهم، أو تقديمها قراءة جديدة ومتجدّدة من خلال مجموعة مشاركات لها، والأكثر تميزاً برأيي كان إنجاز معرضها الفردي بصالة عرض وسط العاصمة "دمشق" واهتمام الجهة المنظمة والنقاد المتابعين بأعمالها التي عرضتها، وبتجربتها عموماً على اختلاف الموضوعات التي اشتغلت عليها، حيث كان وما زال هاجسها كموضوع باختلاف صياغاتها: (الإنسان كقيمة عليا في الحياة)، وعلاقته بالموسيقا كحالة راقية، حيث تسعى دائماً في عملها إلى روحنة الأشياء في الحياة لتكون أقلّ تكلفاً وأكثر عمقاً ونقاءً وسط هذه الفوضى التي نعيشها اليوم».

يذكر أن النحاتة "شادية دعبول" من مواليد عام 1977، "سلمية" محافظة "حماة"، تخرجت في كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق"، اختصاص نحت عام 2006، شاركت بعدة معارض، منها: فعالية "الفن" بمهرجان "شببلك" عامي 2006 و2009، معرض مشترك في "نصار آرت" عام 2014، وآخر في مركز الفنون البصرية الأول عام 2015، وغيرها.