تنساب ريشته على لوحاته وكأنها سيمفونية موسيقية يعزفها لتلامس أحاسيس ومشاعر متلقيه؛ فاللوحة لديه بما تكتنزه من مشاهد بصرية ساحرة تنتقل بك إلى أدق تفاصيل البيت الحموي.

الفنان "زهير حضرموت" المولود في مدينة "حماة" عام 1947، قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 نيسان 2016؛ خلال مشاركته في معرض حمل اسم "رواد وإبداع": «أحاول التركيز دوماً في لوحاتي على المشهد الشعبي الحموي، فهي البيئة الغنية التي أنهل منها مواضيع لوحاتي بما تحمله من مخزون بصري تراثي تتعدد مشاهده، فلوحتي الأولى كانت لفتاة عند المساء وهي في أجواء السهرة، أما الثانية فكانت لوليمة، وكل لوحة لدي لها طابع خاص أحافظ عليه، فتحريك العناصر دائماً يكون بطريقة مدروسة، من أماكن نافرة أو مسطحة لتتضح الرؤية حتى لو كانت رمزية».

إقامة هذا المعرض كانت لإحياء ذكرى رواد الفن التشكيلي وتشجيع للفنانين الشباب الموجودين في الساحة الفنية ليسيروا على خطاهم

ينفرد الفنان "حضرموت" في اختيار الألوان التي تبعث السرور والفرح بتناغم بين الزيتي والمائي؛ وهو تناغم أشبه بلحن موسيقي يعزفه؛ لكونه عازفاً بارعاً على آلة "الكمان"، وعن هذه الحالة أضاف: «الموسيقا شيء روحي يلامس أحاسيس الفنان، وكعازف لعدة آلات موسيقية جسدتها عبر اختياري لعازفي "التشيلو" في أكثر رسوماتي؛ أعتقد من الضروري أن تمنح العين المشاهدة السرور؛ فلحظة الإعجاب بما تقدمه هي مثل جائزة ينتظرها الفنان بشغف».

عبد الستار عمرين

من المشاركين أيضاً في المعرض التقينا الفنان "عبد الستار عمرين"؛ الذي تحدث عن مشاركته بالقول: «مفردات البيئة السورية إضافة إلى لقطات من الذاكرة الموجودة لأحياء مدينة "حماة" كانت مواضيع اللوحات التي شاركت بها، لا وجود لاستخدام لون انتقائي دون سواه؛ فالعجينة اللونية تأتي حسب الموضوع والتعبير الذي يريد الفنان إيصاله إلى متابعيه، أشعر بالفخر والاعتزاز لمشاركتي مع أساتذة الفن في المدينة، فالأعمال المنتقاة كانت لنخبة من الفنانين الذين ساهموا في إحياء الحركة الفنية التشكيلية».

«إقامة هذا المعرض كانت لإحياء ذكرى رواد الفن التشكيلي وتشجيع للفنانين الشباب الموجودين في الساحة الفنية ليسيروا على خطاهم»؛ هذا ما قاله الفنان "فادي عطورة" مدير مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية، وأضاف: «48 عملاً لخمسة وعشرين فناناً مشتركاً، ولاحظنا تعدد المدارس المقدمة في اللوحات المشاركة؛ بدءاً بالمدرسة الواقعية، وانتهاء بالتجريدية، وهي مختلفة الأعمار، فبعض اللوحات تعود إلى الستينيات، وبعضها تم إنتاجه عام 2016، هو معرض متميز زمنياً وفنياً ومدرسياً».

فادي عطورة
لوحة سيدة المساء