تمثل المنابر الشعرية فرصة ذهبية للشباب الموهوبين لإظهار إبداعاتهم الأدبية، فتمكنهم من استخدام الأدوات الشعرية بوجه أفضل وتفتح المجال أمامهم للقاء الجمهور والنقاد، وتعطيهم مساحة أكبر للتعبير عن طموحاتهم الشعرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 كانون الأول 2014، "محمد نور البظ" (طالب في كلية الهندسة) الذي تحدث لنا عن اهتمامه بالشعر وتجربته الأولى، ويقول: «بداياتي الشعرية كانت أشبه بخواطر كتبتها في مرحلة الدراسة الإعدادية وبتشجيع من أهلي، ولم أتوقف يوماً عن كتابتها إلا أنني كنت أفتقد إلى البناء الصحيح للقصيدة الشعرية، فلم أتبع الوزن أو القافية، ومع بداية المرحلة الجامعية تطورت كتاباتي الشعرية بعد أن عرضتها على أستاذ اللغة العربية الدكتور "موفق السراج" الذي كان يدققها لغوياً وعروضياً».

الأصبوحات والأمسيات الشعرية تمثل مساحة مناسبة لكشف مواهب الشباب الشعرية، فمن كان على قدر من التمكن بلغته الشعرية لا بد أن يحقق النجاح في مسيرته، ومن أراد أن يركب الموجة لتحقيق الشهرة فلن يكون له اسم في المستقبل

ويضيف: «ألقيت عدداً من قصائدي ضمن الأصبوحات الشعرية التي أقيمت في الجامعة، فتلك المنابر الشعرية خطوة مهمة بالنسبة لنا كجيل الشباب، فهي تمد جسور التواصل بين الشاعر والجمهور المتابع للحركة الشعرية في المدينة، وعند أول اعتلاء لي للمنبر حاولت أن أعكس الأحاسيس التي كنت أشعر بها من خلال قصائدي».

محمد نور البظ

أما "ميسر زيدان" (طالبة في كلية العلوم الإدارية والمالية) فتحدثت عن تجربتها الشعرية وتقول: «كنت مولعة منذ الصغر بالشعر الجاهلي؛ حفظت العديد من الأبيات وبدأت كتابة أبيات متفرقة من الشعر بدعم وتشجيع من والدي، وكتابة الشعر لم تقف حائلاً بين تفوقي بدراستي الجامعية، ومازالت تجربتي الشعرية في بدايتها لكنني أطمح إلى تطويرها وصقلها من خلال اعتلاء المنابر الشعرية والمشاركة مع الشعراء الكبار والشباب في الأصبوحات والأمسيات الشعرية».

أستاذ اللغة العربية الدكتور "موفق السراج" تحدث لنا عن ضرورة دعم المواهب الشعرية الشابة ويقول: «مدينة "حماة" غنية بالمواهب الشابة الواعدة ومعظمهم من الطلاب الجامعيين، هذه المواهب بحاجة إلى التوجيه والاهتمام والرعاية من قبل أساتذة اللغة العربية، فما يعانيه هؤلاء الشباب في كتابة قصائدهم بعض الأخطاء اللغوية، أو ضبط الأوزان، فمن يكتب الشعر الموزون لا بد له أن يتقن البحور الشعرية والجوازات، ومنهم من يكتب الشعر الحديث الذي لا يحتاج إلى إتقان الأوزان الشعرية، بعض الشعراء الشباب لا يتقنون كتابة الشعر العمودي، فيلجؤون إلى كتابة الشعر الحديث، إلا أنهم لا يدركون أن النجاح في كتابة الشعر الحديث تتطلب مهارة عالية في كتابة الشعر الموزون المقفى».

موفق السراج

وعن رأيه فيما تقدمه المنابر الشعرية لجيل الشباب يقول: «الأصبوحات والأمسيات الشعرية تمثل مساحة مناسبة لكشف مواهب الشباب الشعرية، فمن كان على قدر من التمكن بلغته الشعرية لا بد أن يحقق النجاح في مسيرته، ومن أراد أن يركب الموجة لتحقيق الشهرة فلن يكون له اسم في المستقبل».

معاوية كوجان