شهيد الوطن "باسل أحمد العلي" صورة حية؛ ستبقى تنير ذاكرة أبناء قريته "وادي العيون"، فهذا الشاب الذي قدم روحه لحماية وطنه، كان مثالاً لمن يحب عمل الخير فكان يساعد الكبير والصغير، وضحكته لا تفارق وجهه، وقبل استشهاده بأيام اصطحب أطفاله الصغار إلى الحديقة، وكأنه يودعهم في آخر أيام عمره.

"eSyria" زار عائلة الشهيد والتقى والدته التي بدأت بالقول: «"باسل" من مواليد 1976 درس المرحلة الثانوية، وبعدها دخل المعهد "التجاري"، قبل التحاقه بقوى الأمن، لقد كان ولدي مندفعا منذ صغره لفعل الخير ويحب مساعدة الآخرين، وكان رياضيا ومدرب رياضة، كان يحب الجميع ولا يغضب أحداً.

"باسل" من مواليد 1976 درس المرحلة الثانوية، وبعدها دخل المعهد "التجاري"، قبل التحاقه بقوى الأمن، لقد كان ولدي مندفعا منذ صغره لفعل الخير ويحب مساعدة الآخرين، وكان رياضيا ومدرب رياضة، كان يحب الجميع ولا يغضب أحداً. "باسل" متزوج ولديه ثلاثة أطفال وزوجته تحمل في أحشائها طفلاً رابعاً، كان يسكن في البداية في منطقة "عش الورور"، ثم اشترى منزل في "معضمية الشام"، وعندما حصلت المشاكل بسبب المخربين استشهد "باسل" مدافعاً عن وطنه، لقد قدم "باسل" نفسه قربانا للوطن كما حال جميع الشهداء

"باسل" متزوج ولديه ثلاثة أطفال وزوجته تحمل في أحشائها طفلاً رابعاً، كان يسكن في البداية في منطقة "عش الورور"، ثم اشترى منزل في "معضمية الشام"، وعندما حصلت المشاكل بسبب المخربين استشهد "باسل" مدافعاً عن وطنه، لقد قدم "باسل" نفسه قربانا للوطن كما حال جميع الشهداء».

الطفلة "بتول أحمد العلي" ابنة الشهيد باسل الكبرى في السابعة من عمرها؛ طفلة رقيقة جميلة، ذكية وطموحة، وبكل فخر تحدثت عن أبيها بالقول: «كنت أحب أبي كثيرا، ولم نكن نفترق عن بعض إلا في أوقات دوامه، ولكن عندما بدأت المشاكل لم أعد أره يوميا فهو كان يحمي الشعب من العدو، آخر مرة رأيته فيها قبل استشهاده؛ كان يوم الأحد، فقد أخذني مع إخوتي إلى الحديقة ولعبنا كثيرا.

اليوم وبعد استشهاده فإني افتقده وآخذ صورته وأضعها بقربي حتى أستطيع أن أنام، وعندما تأخذها عمتي كي لا تنكسر، أصحو وأطلب منها أن تبقيها بقربي فأنا لا أريد أن يبتعد عني، وكل يوم افعل ذلك، صحيح أنه توفي لكنه يسكن في قلبي ولن أنساه ولن أغفو إلا وهو بقربي، وأنا وعدت أبي أن أصبح طبيبة لأداوي جميع المرضى، وإخوتي سيصبحون أطباء أيضا وأمي ستنجب طفلا سيصبح هو أيضا طبيبا، وسأسميه باسل على اسم أبي».

"ماهر فارس" صديق الشهيد وجاره في المعضمية قال: «أعرف باسل منذ زمن وإن كانت علاقتي به بسيطة، ولكن هذه العلاقة تعمقت قبل استشهاده بشهر بعد أن رأيت مواقفه البطولية والوطنية، إن أي شخص ينظر في وجهه يقرأ معالمه فيعجب به ويحترمه، فهي تعبر عن أشياء رائعة في الحياة.

تمنيت لو أني أعرفه بعمق من زمن، وأتمنى أن تبتر اليد الإجرامية التي تخرب الوطن والتي أخذته من وسط عائلته وأصدقائه، فأنا افتقده كثيرا، وأحييه وأحيي كل الشهداء الذين استشهدوا فداء للوطن فهم رسموا لنا الطريق للشهادة والنصر، ونوروا لنا دربنا للأيام القادمة وهم وسام سيبقى على صدورنا».

"علي أحمد عديرة" من أصدقاء الشهيد "باسل"، تحدث عنه بالقول: «نحن تعلمنا منه المواقف البطولية والوطنية، وهو كان رجل لا يقبل الخطأ من أي شخص حتى من أقرب الناس إليه، ولقد قام بأعمال وطنية كثيرة، وبطولات أمام أعيننا واستشهاده فخر لنا ونتمنى لو أننا كنا معه في لحظة استشهاده.

ومثله أمثال خدموا الوطن واستشهدوا في سبيل حرية الشعب الطيب في سورية، والآن فقدت أعز الناس وأقربهم إلى قلبي، كنا دائما مع بعضنا لا نفترق ونفذنا معظم الأعمال القومية، وأطلب من الله أن يرزقنا الشهادة مثلما رزقه، فلقد كان يملك قوة قلب كبيرة لحماية الوطن بحيث لو كانت هناك أي معلومة تمس أمن البلد كان يدخل إلى قلب المكان الخطر ينفذ المهمة ويعود بمفرده، وبكل قناعة وإيمان بأن الله معه، لم يكن يخاف شيئا، وأكثر من مرة كان يفدي أصدقاءه بروحه.

وأخرج الكثير من الناس المدنيين العزل من المناطق التي يقوم المخربون بتفجيرها في المعضمية، وكانت كلمته المشهورة والتي يرددها دائما أن "نموت شهداء ويعيش الوطن" وكان يتمنى فداء وحماية الوطن، ويوم استشهد أنقذ صديقه واغتيل هو، لم يكن يقبل أن يتأذى أحد من أهالي المنطقة وهذه إحدى ميزات الشهيد "باسل العلي" رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه».