حظيت مشاريع الطرق المركزية بمحافظة "ديرالزور"، باهتمام خاص ودعم كبير من قبل الحكومة في إطار مشروع تنمية المنطقة الشرقية، على اعتبار أن الطرق من العوامل الأساسية لهذه التنمية، وقد بوشر منذ العام 2007 بتنفيذ مشاريع طرقية جديدة لربط "دير الزور" بالمحافظات الأخرى، تمثلت بمحاور ثلاثة وهي:

محور "دير الزور- الرقة" و"دير الزور- الحسكة" و"دير الزور- البوكمال"، وللوقوف عند مزايا ونسب إنجاز هذه المشاريع التي تجاوزت كلفة تنفيذها أحد عشر مليار ليرة.

خطوة جيدة، وتساهم في تأمين سهولة الحركة بين المحافظات الثلاث، إضافة إلى تخفيف الحوادث الناتجة عن ضيق الطرق القديمة، وغزارة السيارات الكبيرة التي تمر فيها على اعتبار أن هذه الطرق دولية وتربط "سورية" بدولتي "العراق" و"تركيا"

ولتسليط الضوء على أهم المزايا والفوائد التي ستحققها هذه الطرق، أجرى موقع eDeiralzor عدداً من اللقاءات وكانت البداية مع السيد "زهير العطا الله" صاحب شركة نقل معدات ثقيلة والذي حدثنا قائلاَ:

من عمليات التزفيت

«أهم ما في هذه الطرق أنها تمر من البادية بعيداً عن التجمعات السكانية، حيث كنا نعاني على الطرق القديمة من كثرة الحوادث الناتجة عن الخروج المفاجئ للسيارات والأطفال عند المفارق القريبة من منازلهم، إضافة إلى كثرة الحفريات بسبب تمديد خطوط المياه والصرف الصحي الذي يقوم بتنفيذها الأهالي لمنازلهم».

أما السيد "محمود سليمان" سائق سيارة عامة فقال:

المهندس عبد الكريم الخضر

«خطوة جيدة، وتساهم في تأمين سهولة الحركة بين المحافظات الثلاث، إضافة إلى تخفيف الحوادث الناتجة عن ضيق الطرق القديمة، وغزارة السيارات الكبيرة التي تمر فيها على اعتبار أن هذه الطرق دولية وتربط "سورية" بدولتي "العراق" و"تركيا"».

وللوقوف عند نسب إنجاز هذه المشاريع التقى الموقع المهندس "عبد الكريم الخضر" مدير فرع مؤسسة الطرق المركزية "بدير الزور" والذي حدثنا قائلاً:

أثناء العمل

«تم تنفيذ الطرق الجديدة وفق أحدث المعايير النظامية، وهي عبارة عن طرق دولية سريعة تخدم حركة المرور المباشرة بين المحافظات الثلاث والدول المجاورة، وتمر جميع هذه الطرق في البادية بعيداً عن التجمعات السكانية والمخططات التنظيمية ومشاريع الاستصلاح، كما لوحظ في دراستها بأن تكون أساساً لتشكيل تجمعات سكانية منظمة مستقبلاً بعيداً عن سرير النهر.

أما بالنسبة لسير العمل في هذه المشاريع، فقد وصلت نسبة الإنجاز في طريق "دير الزور – الحسكة" حتى بداية شهر آذار الحالي /52%/، ويشمل العمل إنشاء طريق يصل مدينة "دير الزور" بمنطقة الـ/47/ باتجاه مدينة "الحسكة"، مع إعادة تأهيل الطريق المزدوج لمدخل مدينة "دير الزور" الشمالي وتجهيزه بالأرصفة، وجزيرة وسطية وإنارة وشبكة تصريف مطري، إضافة إلى تنفيذ العبارات والمعابر، ومن أهم مزايا هذا الطريق أنه يختصر مسافة /40/ كم مقارنة مع الطريق القديم الذي كان يربط محافظة "دير الزور بالحسكة"، وتقوم بتنفيذه شركة "الخرافي" الكويتية بإشراف المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية ودراسة المكتب الاستشاري.

وفي مشروع طريق "دير الزور – الرقة" البالغ طوله /131/ كم، فقد وصلت نسبة الإنجاز فيه /37%/، ويشكل هذا الطريق امتداداً لطريق "حلب – الرقة" ويقوم بتنفيذه ائتلاف شركتي "لاما" السورية للتجارة والمقاولات و"كوبري" الكويتية ويموله الصندوق "الكويتي" للتنمية الاقتصادية العربية، أما بالنسبة لمشروع طريق "البوكمال"، فيتم تنفيذه على مرحلتين؛ الأولى تمتد من مدينة "دير الزور" حتى "الميادين"، والثانية تمتد من مدينة "الميادين" حتى "البوكمال" وربطه بالمنطقة الحدودية مع القطر "العراقي"، مع تنفيذ وصلات وعقد تبادلية لربط المسار الجديد بالقديم في بعض المناطق، وخاصة القريبة من الجسور على نهر "الفرات"، ويبلغ طول هذا الطريق نحو /135/ كم، وقد وصلت نسبة الإنجاز في مرحلته الأولى /78%/».

وعن مزايا ومواصفات هذه الطرق مقارنة بالطرق القديمة المنفذة سابقاً في المحافظة قال المهندس "الخضر":

«إن شبكة الطرق الجديدة ذات مواصفات فنية عالية من حيث طرق تنفيذها ونوعيه المواد المستخدمة، وإذا ما قورنت بشبكة الطرق المركزية القائمة حالياً في المحافظة، فهي باستثناء طريق عام "دير الزور - دمشق" قديمة ومنفذة على الواقع بدون دراسة تصميمية، إضافة إلى تنامي الغزارة المرورية عليها وزيادة الحمولات الشاذة، وكذلك كثرة التعديات والتجاوزات على حرمها، بسبب مرور هذه المحاور ضمن التجمعات السكانية ومشاريع الري واستصلاح الأراضي، الأمر الذي أدى إلى تعرض هذه الطرق للتخريب المستمر، في حين لحظ في دراسة الطرق الجديدة تنفيذها في البادية بعيداً عن التجمعات السكانية».