ربما لأنه تجربة جديدة، ويحتاج إلى وقت غير قصير ليعتاد عليه أهالي "دير الزور"، ما زال موضوع عدادات سيارات الأجرة في خانة الأخذ والرد والتأييد والرفض.

فالسائقون كما هو متوقع مستاؤون من التجربة، وبدؤوا يتحسرون سلفاً على أيام الأربعين ليرة لأية (توصيلة).

أنا أرى أن تركيب العداد من مصلحة المواطن والسائق معاً، لأن أي سيارة أجرة لن تتنقل فارغة بعد الآن، ولن تهدر المحروقات في البحث عن زبون

والمواطنون مؤيدون للعداد، ويعتبرون أنفسهم الرابح الأول من تركيبه.

خليل الأطرش

والجهات المعنية مصرة على تطبيق التجربة سواء وافق طرفا المعادلة، أي المواطن والسائق، أو لم يوافقا.

eDeir-alzor وبتاريخ 13/7/2009، أي قبل يومين تماماً من بدء تشغيل العدادات أجرى الاستطلاع التالي:

محمد العبد الله

**ظلم كبير

مالك بقجه جي

أكثر من سائق سيارة أجرة استوقفناه وسألناه عن الموضوع، فتشابهت الآراء، وإن لم تكن الآراء، فالنتائج.

السائق "خليل الأطرش" قال:

«تركيب عدادات في سيارات "دير الزور" ظلم كبير على السائقين وأصحاب هذه السيارات، لأن محافظتنا صغيرة، ولا تحتمل التنقل وفق تعرفة عداد.

أطول مسافة من الممكن أن نقل إليها الزبون لا تستغرق ست أو سبع دقائق، وتقليعة العداد بست ليرات، وفي هذه الحالة سنكون الخاسرين الوحيدين، والحل الوحيد برأيي هو إما تخفيض سعر صفيحة البنزين، أو رفع مبلغ تقليعة العداد».

أما السائق "محمد العبد الله"، فكان له رأي آخر، وسبب آخر لرفضه للعداد:

«لو كنا في محافظة غير "دير الزور"، في "دمشق" مثلاً أو "حلب" أو "اللاذقية" لما خسرنا مهما قل مبلغ تقليعة العداد، ومهما صغرت المدينة، لأننا وقتها سنعتمد على ما يعتمد عليه سائقو "دمشق"، وهو نقل أكثر من زبون في توصيلة واحدة.

لكن في محافظتنا، ومع عاداتنا، فإننا لا نستطيع تطبيق هذا الحل، فالنساء لن يقبلن أن يشاركن أي رجل لا يعرفونه سيارة الأجرة، وحتى بالنسبة للرجال، فقد حاولنا أكثر من مرة أن نجمع زبونين في الوقت نفسه ورفض الاثنان، لهذا فإن تركيب العداد سيؤدي إلى خسارتنا بشكل كبير».

**خطوة جيدة

المواطنون بشكل عام، كان وقع القرار عليهم إيجابياً، فالسيدة "رجاء العمر" قالت:

«في الآونة الأخيرة، أصبح التنقل بسيارة أجرة مكلفاً، لأن السائق يتقاضى أربعين ليرة مهما طالت أو قصرت المسافة، الأمر الذي دفعنا إلى الاعتماد على التنقل سيراً على الأقدام كثيراً، وأنت تعلم نتيجة السير على الأقدام في "دير الزور" صيفاً، لذا نحن نشكر الجهة التي فرضت تطبيق العداد، لأن تركيبه من مصلحة المواطن».

أما المواطن "مالك بقجه جي"، فقال:

«أنا أرى أن تركيب العداد من مصلحة المواطن والسائق معاً، لأن أي سيارة أجرة لن تتنقل فارغة بعد الآن، ولن تهدر المحروقات في البحث عن زبون».