ما زالت جماهيرُ "دير الزور" تتذكرُ ذلك اللاعبَ الذي فرضَ نفسه بقوّةٍ وبفترةٍ زمنيةٍ قصيرة استطاعَ أن يخطفَ الأضواءَ وفي كلِّ مباراةٍ كان اسمُ اللاعب "مؤمن الخلف" حاضراً بأهدافه ليتوّج بلقب هداف الدوري السوري لكرة القدم، ومنذُ ذاك الوقت بقيَ حاضراً بمستواهُ الملفت.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 19 أيلول التقت اللاعب "مؤمن الخلف"، الذي بدأ حديثه بالقول: «بدأت مسيرتي الرياضية من مدارس "دير الزور"، وشاركت في بطولات مدرسية وتمّ اختياري في منتخب المحافظة وكانت هناك مشاركات خارجية، ولكن لم أستطع المتابعة بسبب رفض الأهل موضوع السفر، بعد ذلك كان اتجاهي نحو أشبال "الفتوة" في العام 1985، وكان يومها مدرب الأشبال الكابتن "نزار ياسين" ومن هنا بدأت بصقل موهبتي وتدرجت عبر الفئات، وكان فريق الشباب ينافس على بطولة الدوري، وكنت هدافاً للفريق وهدافاً للدوري.

"مؤمن الخلف" قدوة ومثال للأخلاق الرياضية، يتمتع بمهارة فردية عالية، وصاحب قدم قوية في التسديد، غازل الشباك في الكثير من المباريات، ولمع نجمه بفترة قصيرة وما يزال حتى الآن. لا يستطيع هذا اللاعب إلا أن يستمر في هذا النجاح، وكما أمتعنا عندما كان لاعباً ها هو يمتعنا وهو مدرب يتمتع بالهدوء والفكر الكروي

بعدها تمّ اختياري من قبل الكابتن "أنور عبد القادر" لفريق الرجال، ومع أول مشاركة لي مع رجال "الفتوة" -مباراة ودية- مع فريق "الميادين" أحرزت هدف المباراة الوحيد لتبدأ مسيرتي مع فريق الرجال، وشاركت في مباريات "الفتوة" في كأس الجمهورية، وكانت مرحلة لعبي مع الفريق قصيرةً بسبب التحاقي بالخدمة الإلزامية ولعبت يومها مع فريق "الوثبة" في موسمي 1993 و 1994، وبعد عدة مواسم عدت من جديد لفريقي "الفتوة" البيت الذي أعشق».

في الملعب

ويضيف "الخلف" قائلاً: «أول مشاركة لي بعد عودتي كانت مباراة ضد نادي "الوثبة" وهذه المباراة كانت للذكرى إذ فزنا في المباراة، والموسم الثاني عام 1996 أحرزت مع "الفتوة" لقب هداف الدوري السوري برصيد 16 هدفاً، ولولا انقطاعي عن بعض المباريات للإصابة لكنت زدت من رصيدي بالأهداف ونافست على لقب "هداف العرب"، وبعدها تمّت دعوتي لمنتخب "شباب سورية"، ثم انتقلت للمنتخب الأول ولظروف معينة لم أتمكن من السفر مع المنتخب إلى بطولة "آسيا" التي أقيمت وقتها في "الكويت".

وخلال هذه الفترة، عرضت علي عروض كثيرة من أندية عربية ومحلية ولكن نادي "الفتوة" لم يتخلَ عني ما جعلني أعيش حالةً من الإحباط، برغم أنني بحاجة للاحتراف لتطوير موهبتي وأدائي ومستواي، وتحسين مستوى المعيشة، وهذا ما يبحث عنه أيّ لاعب في مجال كرة القدم، وقد عانيت كثيراً من الإدارات في نادي "الفتوة" من جانب السماح لي بالاحتراف لكن ذلك لم يحصل».

المدرب علي رويلي

ويتابع "الخلف" حديثه: «الرياضة قدمت لي اسماً كبيراً في عالم كرة القدم، وحققت فيها الشهرة، وخاصة عندما كنت أحصل على لقب "هداف الدوري"، و"الفتوة" لا يحتاج إلى شهادة فهو اسم له حضوره الكبير في مجال كرة القدم وتاريخ عريق، ولديه نخب من النجوم في عالم كرة القدم المحلية والعربية ويبقى مدرسة كروية كبيرة، وفي الفترة السابقة كان يزخر بخاماته ومواهبه الكثيرة بسبب الاهتمام بالقواعد والفئات العمرية، لذلك كانت الدماء الجديدة تضخ في جسم الفريق بين الحين والآخر، وفي كل موسم كنا نتابع أسماء جديدة تطرح نفسها بقوة مع الفريق، ويجب على الإدارة التركيز على استقرار الفئات العمرية وهذا يتطلب جهوداً كبيرة من الجميع».

ويختم الخلف حديثه: «العمل التدريبي يحتاج لجهود كبيرة ومعرفة علمية، ويستحوذ التدريب على اهتمامي، وسبق أن عملت مدرباً لفريق منتخب "دير الزور" في العام 2008 للصالات الخماسي، وخضعت لدورة آسيوية (للصالات الخماسي)، وعملت كذلك في مدرسة النادي للصغار ومدرب شباب "الفتوة" وأشرفت على نادي "الميادين" للرجال، وختاماً أتمنى الخير لرياضتنا بشكل عام والتوفيق لنادي "الفتوة" وعودة الألعاب كافة في المحافظة لتألقها وحضورها».

عنه يقول المدرب "علي الرويلي": «"مؤمن الخلف" قدوة ومثال للأخلاق الرياضية، يتمتع بمهارة فردية عالية، وصاحب قدم قوية في التسديد، غازل الشباك في الكثير من المباريات، ولمع نجمه بفترة قصيرة وما يزال حتى الآن. لا يستطيع هذا اللاعب إلا أن يستمر في هذا النجاح، وكما أمتعنا عندما كان لاعباً ها هو يمتعنا وهو مدرب يتمتع بالهدوء والفكر الكروي».

يذكر أنّ اللاعب "مؤمن الخلف" من مواليد "دير الزور" عام 1970، متزوج ولديه ابنتان.